قبل فوات الأوان
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 7 سنوات و 3 أشهر و 26 يوماً
الجمعة 28 يوليو-تموز 2017 08:54 م

الضجيج الذي تحاولون به التغطية على خسارتكم معسكر خالد لن يجدي، كلما رددتم "الصرخة" في مكان خسرتموه.

اجنحوا للسلم، وكفوا عن العنتريات الفارغة.
أدخلتم الجيش في حرب ظالمة وغير متكافئة، زرعتم الشقاق والبغضاء بين اليمنيين، أدخلتم بلادنا في حرب مع محيطها العربي، وفِي مواجهة مع العالم.
كل القرارات ضدكم، وكل البيانات تدينكم.
لا حفظتم سيادة البلاد، ولا حافظتم على وحدتها، ولا صرفتم معاشات الموظفين، ولا زهدت نفوسكم في المال العام، ولا سلمت منكم المساجد والمدارس والبيوت!
جلبتم "العدوان" وقمتم "تدافعون" عن الوطن ضده. لكم الويل لو تركتم المغامرات لما كان هناك "عدوان"، ولا كان هناك لزوم للدفاع عن الوطن.
نتألم لما يصيب الجيش، نتألم لما يصيب البنية التحتية، نتألم لشعبنا الذي مزقتم روابطه الاجتماعية، نتألم لحجم الدمار في الإنسان الذي حولتموه إلى شبح يتضور جوعاً وخوفاً.
نتألم لسيدة المدائن صنعاء، وقد أصبحتم في وجهها الجرب، وفِي رئتيها السل، وفِي بطنها الكوليرا الوبائية.
من منا يريد أن تضرب صنعاء بالطائرات؟ من هو اللئيم الذي يسره ترويع أطفالها ونسائها؟ حتى معسكرات الجيش، حتى إخوتنا الذين ذهبوا وقوداً لمعارككم، كل ذلك خسارة علينا جميعاً.
كيف يمكن أن تكونوا على حق والإقليم والعالم يدينكم؟!
كيف يمكن لشعبكم أن يقف معكم وقد قسمتموه إلى تكفيريين ووهابيين ودواعش ومرتزقة وخونة، وأنصار ولجان ومجاهدين وزينبيات؟!
كيف يكون عدد الخونة والمرتزقة بالملايين في الجنوب ومأرب وتعز والحديدة والجوف والبيضاء وصنعاء وغيرها من محافظات البلاد التي ترفض فكركم وعنصريتكم وطائفيتكم وسياساتكم؟!
هل آن أوان المراجعة؟
ماذا جنينا من الحرب؟
ماذا جنينا من "الصرخة"؟
ماذا جنينا من شعاراتكم الزائفة؟
أي شيء أنتم؟
لستم رجال دولة لتديروها، ولا رجال حرب لتكسبوها، ولا رجال اقتصاد لتبنوه. ضيعتم ما تبقى من تعليم، ودمرتم ما كان من طبابة ، وأهلكتم الحرث والنسل.
أنتم على يقين بأنكم لن تستمروا في السلطة بقوة السلاح، فلماذا لا توقفوا الحرب، وتقبلوا بالقرارات الدولية، وتذهبوا للانتخابات، واحكمونا بالصناديق قدر ما تشاؤون؟
كل يوم تخسرون، ومع كل خسارة تكابرون، كالذي يهرب إلى الأمام، والهاوية نهاية دربكم المشؤوم، وفكركم الدخيل، وصرختكم الصفراء.
البلاد يتساقط جسدها عضواً عضواً، والحرب والكوليرا تفتك بالناس، وأنتم بلا حس ولا شعور ولا عقل ولا بصيرة.
اعترفوا أنكم فشلتم في كل شيء إلا الهزائم المتلاحقة التي جلبتموها علينا.
ما كان أجمل لمن لا يعرف إدارة الدول أن يتدبر شؤون أسرته ويشقى عليها.
ما كان أحرى بشُرّاح الملازم" أن يظلوا في كتاتيبهم، بدلاً من الوقوف على رؤوس قيادات الجهاز الإداري في صنعاء للإشراف عليهم وتوجيههم.
ما كان أحراكم باتباع الحكمة: "لا تتدخل فيما لا يعنيك...".
لم يفت الأوان بعد.
الكرة في مرماكم.
أعلنوا صراحة التزامكم بالقرارات الدولية وبما توافق عليه اليمنيون، وستقف الحرب، وإذا استمرت الحرب بعد التزامكم بالتعهدات فسيكون الكل معكم ضد "العدوان ومرتزقته ".
أمس خسرتم معسكر خالد، وغداً تخسرون الحديدة.
تداركوا الأمر قبل فوات الأوان...

د. محمد جميحقصّة معسكر خالد
د. محمد جميح
مشاهدة المزيد