الأمير الشاعر/ عبد الرحمن بن مساعد آل سعوددعونا نقراء كلماته عن نفسة بقلمة ،،،
-----
أنا عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز ال سعود ..ولدت في 18-8-1967م الموافق 12-6-1387ه
- ولدت في باريس ..رجعت إلى الرياض ثم ذهبت إلى لبنان ودرست إلى أن بلغ عمري ثماني سنوات.. وعلى فكرة كنت أعيش طفولة عادية ولكن الظروف جعلت طفولتي لا تحس بإحساس الأمير..كنت أعيش في شقة في بيروت عيشة عادية كمعيشة أي طفل عربي إلى أن أصبح عمري ثماني سنوات وهذه مرحلة مهمة في تكوين الإنسان.
- هل تصدقون...أنا لم أعرف أنني أمير إلا بعد أن عدت بعدها إلى الرياض وعمري ثمان سنوات..درست بعدها في الفيصلية ثم مدارس الرياض..ثم درست في كلية الهندسة أربع سنوات..
- والدي له فضل كبير علي في كل حياتي..بفضله حفظت القران كاملا في سن مبكرة..كنت أقرأ كثيرا والسبب والدي..وأمي كان لها فضل كبير علي أيضا وأخي عبدالله كان له فضل كبير علي أيضا..
- متزوج من ابنة عمي ..البندري بنت هذلول بن عبدالعزيز ..وعندي بنتان الجوهرة ونورة..
- الحمد لله مبسوط في حياتي ..مبسوط أنني سعودي..مبسوط أن جدي عبدالعزيز والدي هو مساعد..مبسوط بإخواني وأصدقائي..
- أطمح لان أخرج من هذه الدنيا بأقل خسائر ممكنة لكن بدون أن أمشي بجانب الجدار..
- بس ..هذا كل شيء ،،
-------
عرفت أنني ولدت في باريس . وباريس مازال لها مكانة خاصة لدى عبدالرحمن بن مساعد . في السنة الأولى من الولادة (بعد شهرين تقريبا) .. انتقلت مع العائلة إلى بيروت . وفي هذا المكان اختزنت الكثير من الذكريات . أذكر جيدا أننا سكنا أنا و أبي و أمي و أخوتي في شقة متوسطة المستوى والحجم . هذا المكان يشحن الذاكرة بالكثير من البدايات وأطياف الطفولة .
بدأت المرحلة الدراسية * انتظمت في مدرسة تعتمد في تعليمها الأساسي على الجانب الإسلامي * والدي كان ومازال يهمه هذا الجانب * يهمه أن ينمي فينا الجانب الديني * ويعتبره عمود العلم .
ولم يكتف والدي أطال الله في عمره بالاعتماد على المدرسة * بل أخذ يدرسنا الدين الإسلامي بكثافة * من خلال حلقات دورية ولم يكن وجودنا في الخارج فقط هو الذي دفعه إلى هذا الحرص * بل لإن منهج حياته قائم على هذا الجانب.
كان والدي يدرسنا بحزم * ولكن بلا قسوة * ويعلمنا بشدة لكن بلا ضرب * كان مثلا لا يقبل الخطأ اللغوي * وأي خطأ في التشكيل يعتبره جريمة كبرى تستحق العقاب * خاصة وأنه فصيح اللسان * ويمكن أن يلقي خطبة كاملة مدتها نصف ساعة دون أن يلحن .
حفظت القران صغيرا * وأفادني ذلك كثير * في ثقافتي وفي تربيتي * ولغتي وكذلك أخوتي .
بعد ثلاث سنوات تقريبا من دراستي في بيروت * قرر الوالد العودة بنا إلى الرياض * وكان الرحيل لأفارق ما يسمونها (مرابع الطفولة) .. وأعود إلى الوطن .
وأكبر تحول حدث في حياتي بعد الانتقال هو اكتشافي أنني (أمير) * لم يخطر في بالي يوما من قبل أن أكون في مثل هذه المكانة الاجتماعية * فالحياة التي عشتها سابقا تخلو من المميزات . ولكن طريقة الاستقبال * ثم المعاملة بعد ذلك أوحت إلي أنني أتمتع بمكانة خاصة * ثم علمت تدريجيا ماذا تعني كلمة (أمير) .. ما هي تبعاتها الاجتماعية ومسؤولياتها ؟ .. وعرفت بعد ذلك أن لي جدا عظيما تتحدث عنه أقاصي الدنيا هو الملك (عبدالعزيز) - طيب الله ثراه- الذي سمعت ودرست سيرته العظيمة * وسكنت تتردد في عقلي .. ولم أستطع ترجمتها حتى أتيحت لي فرصة كتابة أوبريت الجنادرية * فوضعت الكثير من أفكاري في (كتاب مجد بلادنا) .
ولكن اكتشافي أنني أمير لم يخل باتزاني * ولم يدفعني لاستخدام صلاحيات لم تكن متوفرة لدي * فأنا أساسا عشت حياة بسيطة لم أحب أن أفرط بها * ولم أضغط على نفسي لأتعامل مع الآخرين برسمية أو تكلف * تمسكت بحياتي السابقة* وتعلمت الاندماج بالآخرين أفضل من الابتعاد عنهم بحجة الوجاهة أو الاحتفاظ بالمنصب* أو القيمة الاجتماعية .. فالقيمة وجدتها ترتفع وتزداد كلما اقتربت من الناس* وفي الرياض كان الاحترام واضحا لمكانة الإنسان الاجتماعية.
علاقتي بأخوتي .. عميقة إلى درجة تستعصي علي التعبير* وفي الوقت نفسه هي وطيدة إلى درجة لا تحتاج إلى تعبير* فكل منا يعرف مشاعر الآخر تجاهه دون أن يقول* إذا رجع أخي عبدالله من السفر .. لا أسلم عليه بالأحضان والقبل .. فقط (يمسيك بالخير يا عبدالله ويعرف هو من دون أن أعبر له أنني افتقدته في الأيام الماضية واشتقت لوجوده بيننا* فالعلاقة ثابتة ولا تحتاج إلى تصنع .
بانتقالي إلى الرياض وجدت وتيرة الحياة تسير بشكل أفضل وأعطتني الإحساس بالاستقرار والثبات* رغم أنني افتقدت وتيرة حياة عشتها* لكنني لم أتحسر عليها* الرياض أعطتني الإحساس بالأمان والقوة* وبيروت أعطتني الإحساس بالاختلاف* وحفزت مشاعري* وضختني بالمشاغبة. كنت في المدرسة متفوقا * ولكنني أهوى المقالب.
أتذكر أنني لا أحب حصة الرسم* لأنني لا أجيد هذا الفن * وفي إحدى الحصص فشلت في رسم ما طلبته منا المدرسة فقمت بسكب المحبرة على ورقتي * لكي أخفي رسمي السيئ . ثم أخبرت المدرسة أن زميلتي (أمل) التي تجلس بجانبي سكبت المحبرة على ورقتي* فنالت (أمل) العقاب .. ونفذت أنا !!
كنت متفوقا في دراستي* واستمر التفوق عندما كبرت ولكن بتقدير أقل* فالتفوق لم يصبح هدفا بقدر هدف الاستمتاع بالحياة.
في بداية دراستي في الرياض واجهت صعوبة في التأقلم وتغيرت أجواء الدراسة لدي خاصة وأنني كنت في بيروت ادرس في مكان مختلط .. أما فقدت فيها ذلك الاختلاط بين الطرفين.
ولكنني تأقلمت بسرعة* لأنني كما أعتقد إنسان اجتماعي بطبيعتي.
لذلك أقول أقول أنني عشت طفولة طبيعية جدا* استمتعت بكل ما فيها على قدر ما سمحت به الظروف* وتفوقت وكونت علاقات جيدة* وكان أخي عبدالله يمثل قدوة لي* في قراءته* وشخصيته* كذلك أمي التي لعبت دورا مهما في تكوين شخصيتي .. فقد كانت تعاملنا بلطف وحزم في الوقت ذاته* تدللنا ولكنها لا تتساهل معنا* سواء في الدراسة أو التصرفات اليومية.
في طفولتي أحببت القراءة* قرأت ديوان المتنبي* وأبي كان حريصا على تنمية هذا الجانب* درسنا القرآن وحفظته* كذلك تفسير ابن كثير والتاج والأحاديث .. هذه مسلمات في القراءة لابد منها* ويكون التنويع في المجالات الأخرى. وفي رمضان خاصة تزداد قراءة القران بتشجيع من الوالد.
وبعد القرآن* بدأ اهتمامي الشديد بالشعر* بدءا بالمتنبي الذي حفظت الكثير من أشعاره فأصبحت أقرأ كل ما يقع تحت يدي.
وعندما بلغ عمري السابعة عشر* بدأت القصائد الشعبية تشدني.
عرفتها من خلال الأغاني* كانت ثقافتي عربية أكثر منها خليجية* في الأغنية لا أسمع إلا أم كلثوم وعبدالوهاب وفيروز .. ولكن قصائد بدر بن عبدالمحسن شدتني* فبدأت أتابع له بكثافة* لم يكن له ديوان ولكنني أقرأ كل ما ينشره.
بدر بن عبدالمحسن بالنسبة لي شيء عظيم* وهو الذي دفعني للكتابة* رغم أنني كنت أكتب بالفصحى* وأول قصيدة كتبتها بالفصحى عرضتها على مدرس العربي* فقال لي : إن معانيها جيدة* لكنها غير موزونة.
كان الوزن عائقا أمامي* لكنني تجاوزته* لأنني أملك أذنا موسيقية تكشف الخلل* فالموسيقى موجودة في حياتي بشكل أو بآخر* فأي وزن أحفظه أتمكن منه* وإن كان عندي قناعة أن الشعر هو فكر أكثر من وزن* لذلك لم يعد الوزن هو همي في الكتابة.
أتذكر أن التحول من كتابة الفصيح إلى العامي بدأ عندما أحببت لأول مرة* أحسست أن التي أحبها لن تفهم الفصيح ..
لكن هناك شيئا غريبا .. هو أنني لا أذكر متى خفق قلبي لأول مرة* ولمن ؟ لا أعرف من هي أول حبيبة في حياتي .. تخيلوا ؟!
ربما لأنني كنت أحب الحالة نفسها* وليس المرأة* ربما كنت أرغب أن أكون معذبا* فكانت البداية من هذا المنطق* وشعرت أنني يوما سأكون شاعرا جيدا.
استمريت في كتابة القصائد العامية .. حتى عرفني الجمهور من خلاله ..
---
تعتبر أمسية الأمير عبدالرحمن بن مساعد والتي أقامها في دولة البحرين عام 1995م هي الانطلاقة الحقيقة له في عالم كتابة الشعر . فكان الجمهور قبل هذه الأمسية يعرف الأمير عبدالرحمن من خلال قصائده المغناة فقط ..
فقد لفت سموه أسماع الجمهور إلى قصائده الإنسانية والاجتماعية .. وقد برع سموه في هذا النوع من الكتابة .. حتى لقب بشاعر الأنسانية.
----
أقام سمو الأمير عبدالرحمن العديد من الأمسيات في أماكن مختلفة من الوطن العربي ..
فبعد أمسية البحرين .. أقام سموه أمسيات في كل من الكويت*قطر*السعودية.مصر*الامارات .... وكانت تحظى جميع هذه الأمسيات بإقبال جماهيري منقطع النظير .
---
من أهم أعمال سموه أوبريت (كتاب مجد بلادنا) الذي كتبه بمناسبة مهرجان الجنادرية الثالث عشر .. ويعتبر هذا العمل محطة هامة في تاريخ سموه ..
ويعتبر أوبريت كتاب مجد بلادنا من أنجع الأوبريتات التي أقيمت بهذه المناسبة .. بل من أنجح الأوبريتات العربية .
--
يعتبر الأمير عبدالرحمن بن مساعد الشاعر الأول في المنطقة الذي جعل جل قصائده تخدم قضايانا الإنسانية والاجتماعية مهما كانت تلك القضايا صغيرة أو مهمشة ..
كما خدم سموه الأغنية بقصائده التي أصبحت وسام على صدر الأغنية العربية ..
--
عبد الرحمن بن مساعد ... تاريخ سيمتد من أقصى ال هناك إلى أقصى ال هنا .. !!
وفي الختام .. أتوجه إلى المولى العلي القدير .. بخالص الدعاء أن يمد عبدالرحمن بن مساعد بالصحة والعافية والتوفيق .. وأن يطيل الله في عمره خادما لقضايانا المختلفة .. ولسانا متحدثا باسم البسطاء والفقراء .. وقلبنا نابضا بهموم أمتنا ومجتمعنا ..
عدد المقالات: 1
قراءة: 63,069 | المعدل: 63,069
التعليقات: 0 | المعدل: 0
العنوان
القسم
قراءة
الأوامر