هل سيؤثر تغيير الحكم في قطر على منطقة الخليج؟

الخميس 27 يونيو-حزيران 2013 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - ايلاف
عدد القراءات 4000
في الخليج، كل شيء مختلف، أنظمة الحكم لها طريقتها الخاصة في التعيين والقبول وكذلك المبايعة وإدارة الدولة، وهي تتشابه كذلك مع الدول العالمية الأخرى في التأثر بما يحيط بها جغرافيا وسياسيا، وتحاول دائما المحافظة على الاستقرار فأي تغيير يجعلها في حسابات كثيرة، وتوقعات ربما أحيانا تكون غير واقعية.
الدوحة اعلنت التغيير رسميا، وسلم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حكم بلاده بعد 18 عاما إلى نجله ولي العهد الشيخ تميم، لتصبح قطر في عهدة أصغر حاكم في منطقة الخليج العتيقة، البالغ من العمر (33 عاما) لكن السؤال الذي يأتي ليطرح نفسه، ماذا سيؤثر هذا التغيير وتنحي الشيخ حمد باني قطر الحديثة في المستقبل الخليجي؟
التنحي دوليا، ربما يكون دون ضجة أو تفسيرات كما أحدثها الشيخ حمد بن خليفة، لكن أنظمة الحكم الدستورية تأتي غالبا في تغييراتها صامتة، أما على الصعيد العربي والخليجي تحديدا، تعتبر سابقة تاريخية، إذا استثنيت شواهد تاريخ قطر وانقلاباتها البيضاء كل إبن على والده الحاكم، وغيرها من الجمهوريات المعتادة بعضها على الانقلابات.
محلل سعودي: لا تغيير إطلاقا
الكاتب والمحلل السياسي السعودي يوسف الكويليت أجاب عن تساؤل "إيلاف" بقوله إنه لا يتوقع "إطلاقا" أي تغيير أو تأثير على المنطقة الخليجية، معتبرا أن ذلك شأن داخلي فقط، وأضاف ان العادة في الخليج حيال بعض الملفات ومنها الملفات الحادة والكبرى تعالج في إطار الدولة الإقليم.
واعتبر أن التغيير منهجي ربما - الحديث للكويليت - لتلافي أشياء كثيرة وسياسات عديدة وهو كذلك يهدف وفق حديثه إلى إعادة سياسة قطر في المنطقة والعالم.
وعن التغيير المتوقع الذي سيطال الدبلوماسية القطرية بعد مغادرة وزير خارجيتها المثير للجدل الشيخ حمد بن جاسم، قال الكويليت إنه يستلزم "التخفيف من الهجمات المباشرة" وكذلك وضع قطر في مكان "الدولة المركز" معتبرا أن هذه الأمور تحتاج إلى مؤهلات كثيرة.
وإن كانت قطر دعت إلى مصالحات عديدة وقادت معاهدات بين دول وجهات عربية وغيرها، قال يوسف الكويليت إن كل ذلك يقع في إطار حدود معينة لقوة ودبلوماسية أي دولة، بما في ذلك الدول الكبرى مثل اميركا وروسيا والصين وغيرها.
محلل كويتي: الشباب أولا وأخيرا
الكاتب الكويتي فهد العجمي رأى أن التغيير الذي من الممكن أن يحدثه تنحي الشيخ حمد على مستوى الخليج، وتسلم الشيخ تميم حكم قطر، سيكون فقط في إطار تمكين الشباب من التواجد في ملفات بارزة مثل الرياضة والصحة، مضيفا كذلك أن التغيير وفق الصورة الشاملة في قطر لن يحدث كما يتوقعه الكثيرون.
مستدلا العجمي في سياق حديثه ل "إيلاف" أن الكويت منذ 50 عاما وهي تعيش في وضع سياسي مختلف عن بقية دول الخليج إلا ان ذلك لم يحدث أي تغيير في الخريطة السياسية لبقية دول الخليج، ومستدلا كذلك بالوضع الفيدرالي في الإمارات وعدم تأثر السعودية رغم كبر مساحتها بذلك.
الشيخ تميم .. كان يحكم قطر من الداخل
في العام 2010 قال أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة في لقاء صحافي مع فايننشال تايمز البريطانية إن نجله تميم الذي أصبح حاكم قطر اليوم، يدير اكثر من 85٪ من ملفات الدولة، وهو ما اعتبره مراقبون أن البقية يديرها الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية المغادر مع حكومته، وهي الشؤون الخارجية.
من أبرز الملفات التي يديرها الشيخ تميم، كان الملف الصحي والاجتماعي، إضافة إلى دوره الكبير في الملف الرياضي والثقافي التعليمي، يحمل فيها رؤى عديدة تسانده كذلك والدته الجاذبة الشيخة موزة، المهتمة بالملف الثقافي والتعليمي.
وتربط الشيخ تميم علاقات قوية وودية مع حكام الخليج، إضافة إلى بعض الشخصيات النافذة بها، وهو ما لا يحمله الشيخ حمد بن جاسم الذي كان يزرع بعض التنافر من تواجده نظرا لمواقفه العديدة الشخصية من بعض المسؤولين في الخليج.
الشيخ تميم، رجل ذو رؤية استراتيجية، شغوف بالرياضة، وحالم بالتنمية الشاملة، وهذا ما تؤكده دعواته إلى خطط قصيرة وطويلة الأجل، منها ملف قطر الرياضي وكذلك دوره في تسويق الملف الرياضي لاستضافة كأس العالم 2022 علاوة على الخطة الوطنية القطرية 2030
وسيكون أمام الشيخ تميم الذي اختار اليوم رئيس وزراء "أمني" وهو الشيخ عبدالله بن ناصر، خلفا للدبلوماسي حمد بن جاسم بن جبر، مهمة خارجية معقدة وهي الملف السوري الذي تعتبر قطر لاعبا أساسيا فيه بجوار المملكة الخليجية الكبرى السعودية.
ولا تزال الأوساط القطرية بانتظار إعلان الحاكم الجديد لاسم ولي العهد، فيما ينص الحكم القطري على أن يكون ابن الأمير هو ولي العهد، ويبدو أن نجل الشيخ تميم، الشيخ حمد البالغ من العمر خمسة أعوام سيكون في إطار الخريطة المستقبلية القطرية.