آخر الاخبار

«فايبر».. برنامج اتصالات إسرائيلي يخترق الهواتف الذكية ويتم الاحتفاظ بالمكالمات المسجلة لمدة 30 شهر

الأربعاء 03 إبريل-نيسان 2013 الساعة 06 مساءً / مأ رب برس - خاص
عدد القراءات 6859

   

يقول المهندس محمود توفيق، خبير الأمن الإلكترونى، رئيس شركة « FIX SUCIRTY »، إن برنامج «فايبر» مخصص للاتصال المجانى وإرسال الرسائل النصية بين مشتركيه، مقابل الوصول إلى أسماء وأرقام المسجلين على دليل الهاتف والسماح له بنقلهم إلى ملفاته.

وأضاف: «خطورة البرنامج لا تكمن فى إطلاعه على دليل الهاتف ونسخها،بل لقدرته، وهو الوحيد بين البرامج الذى لديه تلك الخصائص على التجسس على موقع المتصل وتحديد مكانه باستخدام GPS ، والتحكم فى الجهاز وتغيير بياناته، وعمل مكالمات مباشرة دون أى تدخل من المستخدم، وفتح المايك الخاص بالتليفون والتحكم فى الصوت، والحصول على الصور والفيديوهات من على الهاتف وقراءة الرسائل القصيرة، وسحب معلومات الجهات التى يتصل بها المستخدم حتى ولو لم يكونوا مسجلين على دليل الهاتف، وقائمة الأسماء ورفعها إلى خوادم «سيرفرات»، محذراً من أن هذا القدر المتاح للبرنامج من المعلومات فى غاية الخطورة .

ونقلت اليوم صحيفة المصري اليوم قولها " بحسب سياسة الخصوصية المدونة على موقع الشركة، تحت عنوان «جمع واستخدام المعلومات»، والذى عادة ما يوافق عليه المستخدم دون قراءته وبسبب تفاصيله الكثيرة، كتبت الشركة: «يحصل فايبر على سجل صوتى مفصل، من المكالمة لكل اتصال، من كل الهواتف والشبكات ونحصل نحن على تلك المعلومات، لفهم أفضل لأداء الشبكة وتفاصيلها، من حيث عدد المكالمات التى يجريها المستخدمون، وجهات الاتصال المعتادة وأماكنها، وطول مدة المكالمات، ونوع الشبكة المستخدمة». مبررة ذلك بأنه «للتوصل إلى أى مشاكل تقنية تحدث، ولتحسين أداء الخدمة على الهاتف أو لأسباب أمنية عامة. ونحتفظ بسجل تفاصيل المكالمات المسجلة لمدة 30 شهرًا، ونتيح لمن يطلب من العملاء، سجلات مكالمات بعينها».

الإسرائيلى «تالمون ماركو» صاحب شركة «فايبر ميديا» المالكة للبرنامج، يقول فى صفحته على شبكة التواصل الاجتماعى «لينكد إن»، إنه يعيش متنقلاً بين مدينة هرتزيليا بإسرائيل، وبين العاصمة البريطانية لندن، وأنه حاصل على بكالوريوس علوم حاسب آلى وإدارة من جامعة تل أبيب عام 1999.

قبل تخرجه فى الجامعة بعامين، عام 1997، أسس شركة «إكسباند» المتخصصة فى الشبكات، لمساعدة مهندسى الاتصالات لبناء شبكات للشركات التجارية والهيئات المختلفة، وواصلت نشاطها لمدة 7 سنوات حتى عام 2004 وفى الفترة من يناير 2005 حتى يناير 2010، امتلك شركة خاصة بإتاحة مشاركة الملفات والبيانات بشكل مجانى على الإنترنت، باسم «آى ميش – I mesh ».

وفى نوفمبر 2010، احتفل ماركو بتأسيس «فايبر ميديا»، طارحاً برنامجاً يعمل على الأجهزة الذكية يتيح خدمة الاتصال والرسائل بشكل مجانى، لا يهدف إلى الربح، لا من خلال اشتراك شهرى للمستخدمين، أو من خلال إعلانات داخل البرنامج نفسه.

المقر الرئيسى لـ«فايبر» فى قبرص اليونانية، وتمتلك مصنعين للتطوير والبرمجة، المركز الرئيسى للتطوير والمخزن الرئيسى للبيانات، ولها فرع فى إسرائيل، وفرع ثان بمدينة Minsk فى دولة بيلاروسيا.

وفى 7 أكتوبر عام 2012، أقر الموقع الرسمى لوزارة الصناعة الإسرائيلية، متفاخراً بأن برنامج «فايبر» المستخدم على أجهزة الهواتف المحمولة الحديثة (سمارت فون)، تملكه شركة إسرائيلية.

وقال موقع «نيوز جيك» الإسرائيلى، المتخصص فى التكنولوجيا، إن الشركة احتفلت فى 26 فبراير 2013 ببلوغ عدد مستخدميها 175 مليون، ونشر الموقع بيانًا لـ«ماركو»، قال فيه إن عدد المستخدمين وصل 100 مليون فى سبتمبر 2012، وفى ديسمبر 2012 إلى 140 مليوناً، وأن المستخدمين يجرون حوالى 10 ملايين مكالمة فى اليوم من خلاله، بمعدل يتجاوز 2 مليار دقيقة، وأكثر من 6 مليارات رسالة فى الشهر.

وعن الناحية التقنية وقدرة البرنامج، يقول المهندس محمود توفيق، خبير الأمن الإلكترونى، رئيس شركة « FIX

محمد رمضان، أحد الباحثين الأمنيين والذى تصنفه شركتا «فيس بوك» و«تويتر» ضمن قائمة المُكرّمين كـ«هاكر أخلاقى»، لمجهوداته الأمنية فى اكتشاف الثغرات لعام 2013، نبه إلى أن برنامج «فايبر» قادر على اختراق الأجهزة الذكية التى تعمل بنظامىِّ «أندرويد» و«أى أو إس» لشركة أبل، كغيره من البرامج، موضحًا أن أغلبية مهندسى تطوير البرنامج إسرائيليو الجنسية.

ويرى الدكتور حازم عبدالعظيم، رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات السابق، إن الدولة قادرة على حجب جميع برامج الاتصالات المجانية، لكن بصعوبة شديدة، لأن أجهزة الاتصالات متعددة وبرامج الاتصالات المجانية عليها متعددة أيضًا، وموجودة بالفعل على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والحواسب اللوحية.

وتوقع المهندس حسام صالح، رئيس جمعية إنترنت مصر، نائب رئيس شركة « تريد فيرز إنترناشيونال»، المنظمة لمؤتمر القاهرة الدولى للاتصالات، أن يواجه الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات صعوبة شديدة فى إغلاق وتعقب برامج الاتصالات المجانية على الأجهزة الذكية التى تتصل بالإنترنت اللاسلكى، مقابل إمكانية التحكم فى هذه البرامج مع الإنترنت المحمل على الكابلات الأرضية فقط، مضيفاً أن برامج الاتصالات المجانية عامة، تفيد فى سهولة الحصول على المعلومات وتنقلها بين المستخدمين فى مصر، مما يساهم فى تعزيز المحتوى.

وانتقد الدكتور شريف هاشم، نائب رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، فكرة الحجب بشكل مطلق، قائلاً: إنها لا تبدو إيجابية لأن كل شىء له إيجابياته وسلبياته، ولا يعنى كون أحد تلك البرامج له ممارسات مشبوهة وإن ثبت، أن يكون الحجب لتلك الخدمات هو الحل فالعودة للقانون هو الحل لعقاب مرتكب تلك الممارسات حسبما ينص عليه فى تلك المسألة.

كان الدكتور عمرو بدوى، رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، قد قال فى آخر مؤتمر صحفى له عن برامج الاتصالات المجانية، إن اللجنة الفنية بالجهاز تدرس بشكل مستمر مع الشركات منتجة الهواتف الذكية هذه البرامج لتحديد قرارا التعامل معها. وأضاف أن الجهاز لديه لجنة فنية قادرة على إيقاف تلك البرامج، لكن فى حالة انتشارها بشكل كبير، ستصعب مهمة إيقافها.

وعلمت «المصرى اليوم» من مصادر مطلعة أن القوات المسلحة أصدرت تعليمات منتصف مارس الماضى، لجميع ضباط وجنود الجيش المصرى، بحظر استخدام «فايبر» تحديدًا على الأجهزة الخاصة بهم وبعائلاتهم وإزالته فورًا.

وكشف أخر إحصاء لوزارة الاتصالات عن أن هناك 31 مليون مستخدم للإنترنت فى مصر، من بينهم هواتف ذكية تمثل 30% من حجم المستخدمين الكلى، بما يوازى 10 ملايين هاتف ذكى فى مصر.

من جانبه، كشف مسؤول حكومى عن حالة من القلق داخل وزارة الاتصالات والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات من برنامج «فايبر» مع تزايد عدد مستخدميه داخل مصر.

وأكد المسؤول أن الوزارة تدرس الطريقة المناسبة للتعامل معه، فى ظل التأكد من هوية مؤسس الشركة وأنه خدم فى الجيش الإسرائيلى.