كشفت مباحثات دبي التي نسق ونظم لها المبعوث الأممي جمال بن عمر مع القيادات الجنوبية في الخارج عن مدى الشتات الذي يعصف بالتيارات الجنوبية , حيث علق المبعوث ألأممي آمالا للم الشمل لقيادات الجنوب في الخراج . خاصة بعد نجاحه بصعوبة في الترتيب للقاء الأخير الذي جمعه بعدد منهم في دبي ، وسط غياب القيادات الفاعلة في الداخل والخارج، دون ان يتمكن من التوصل معهم إلى أي حل متفق عليه للقضية الجنوبية، للرفع به إلى الامم المتحدة ومجلس الأمن في تقريره المقبل عن آخر مستجدات التسوية السياسية القائمة باليمن.

حيث ظهر جليا مشهد التناقض والغموض وغياب أي جديد لدى قيادات الجنوب التي شارك بعضها على استحياء في اللقاء الذي جمع الطيف الجنوبي المتقارب حول تبني نظام الفيدرالية لحكم اليمن والذي كان من أبرزهم الرئيسين الجنوبيين السابقين علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس ورئيس حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" عبدالرحمن الجفري والمستشار السياسي للرئيس اليمني السابق سالم صالح محمد وقيادات ىخرى من حراك الداخل إضافة إلى وجوه نساية تشارك بعضها لاول مرة في لقاء جنوبي خارج اليمن.

ولعل خيبة الامل من لملمة الشمل الجنوبي المشتت في المنفى على الأقل، تأتي بعد رفض نائب الرئيس السابق علي سالم البيض حضور اللقاء .

.إضافة إلى رفض قيادات جنوبية بارزة المشاركة في لقاء دبي أمثال القيادي البارز واحد المؤسسين للحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة، والقيادي الجنوبي الاشتراكي البارز( محمد حيدرة مسدوس والقيادي الحراكي المعروف علي السعدي و السفير الجنوبي السابق قاسم عسكر وآخرين، معللين رفضهم إلى وجود نتائج معروفة مسبقا للقاء في اشارة منهم إلى الفيدرالية التي يرفضونها ويقولون أن شعب الجنوب قد تجاوزها ولن يقبل بأقل من الاستقلال وفك الارتباط ودون قيد اوشرط كماهو الحال بالنسبة للرئيس الحنوبي علي سالم البيض وانصاره بالجنوب.

خذلان لباعوم :

اضافة إلى جانب النقص الكبير الذي مثله غياب البيض عن لقاء دبي، جاء خذلان المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر، للقيادي البازر في الحراك الجنوبي حسن احمد باعوم وعددا من فصيل حراكه الذي بدى مؤخرا أكثر قربا من معسكر فيدرالية العطاس وعلي ناصر، بعد ان كان الحليف القوي للرئيس البيض ومعسكره المنادي بفك الارتباط دون قيد او شرط والرافض لأي حوار لايكون ندي بين ممثلين عن ما يصر بتسميتها بالجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وبإشراف أممي على جلسات حوار يرسم مستقبله ويقترح نتائجه مسبقا بالتوصل لفك الارتباط.

وجاء الخذلان الأممي لباعوم بعد ان تركه بن عمر في أحد فنادق العاصمة صنعاء ورفضت الإمارات العربية المتحدة تأشيرات سفر للمشاركة في لقاء دبي بسبب ضيق الوقت بعد أن كان المبعوث الأممي قد نسق واتفق معه وسعى لاقناعه بضرورة المشاركة وتعهد لهم بالتنسيق لوصولهم إلى اللقاء، غير ان بن عمر لم يعلق على الموضوع حتى الساعة.

العطاس: وثيقة الفيدرالية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره

كشف القيادي البارز في المعارضة الجنوبية بالخارج حيدر ابوبكر العطاس عن توقيع الشمال على وثيقة الفيدرالية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره .

وقال العطاس أثناء كلمة ألقاها في الجلسة الأولى من اجتماع القيادات الجنوبية بدبي مع المبعوث الأمي السيد جمال بن عمر: الإخوة في الشمال يطاردوننا من عاصمة الى عاصمة ليقيموا اتفاقيات معنا ، مشيرا إلى أن القيادة في الشمال وقعت بخط ايديهم على وثيقة تقر بالفيدرالية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره في 13 – 6 – 2010م (وهي التي انقلبوا عليها بعد شهر عندما وقعوا مع علي عبد الله صالح يوم 17 – 7 – 2010 ) وكان الموقعين احزاب اللقاء المشترك ومن بينهم حزب التجمع اليمني للإصلاح وكذلك الاستاذ محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء الحالي.

وأضاف : "نحن لا نريد صدقات من اخواننا في الشمال بتعاطفهم مع القضية الجنوبية ، فنحن بعد الثورة عام 2011 مع الاسف لم نجد من السلطة الحالية او احزاب اللقاء المشترك او الاخوة في الشمال أي مبادرة تجاه قضيتنا الجنوبية العادلة.

وقال المعارض البارز حول لقاء دبي : نحن نشكر السيد جمال على العبء الذي يتحمله ونشكر الامم المتحدة ، ولكن مأخذنا انه في عام 1994م وقفت الامم المتحدة موقف حيادي اثناء الحرب.

وحول إدراج اسم الرئيس علي سالم البيض ضمن معرقلي التسوية باليمن قال : كان من الخطأ ادراج اسم الاخ البيض الى جانب اسم علي عبد الله صالح لأنكم بذلك تزجون الجنوب في مبادرة لم تشملهم بالأساس وهذا إجحاف بحق القضية الجنوبية،الجنوب كان دولة ذات سيادة فكما هو الحق له بالدخول في الوحدة لها الحق في الخروج منها.

وتسأل عن عاقب الشعب في الجنوب بسبب النظام القائم في ذلك الحين او بسبب الحزب الحاكم او بسبب سياسات الدولة.

وحول لقاءات القيادات الجنوبية مع القادة الخليجيين قال العطاس : في لقاءاتنا مع الخليجيين قلنا لهم ان المبادرة اتت لحل الخلاف بين علي عبد الله صالح وعلي مسن الاحمر وليس لحل قضية الجنوب.

الجفري: اتفنا على اجتماع جنوبي مقبل يضم كل انواع الطيف الجنوبي

وتاكيدا على غياب اي اتفاق لاجتماع دبي، فقد خرج القيادي الجنوبي البارز في المنفى عبدالرحمن الجفري بتصريح لقناة دبي على هامش اللقاء أكد فيه أن اللقاء توصل لاتفاق على لقاء جنوبي مقبل يضم كل انواع الطيف الجنوبي، مشيرا إلى أن هناك توافق جنوبي بشأن التحضير لاجتماع واسع يضم الطيف الجنوبي بتنسيق مع الأمم المتحدة ودول الخليج العربي لحل قضية شعب الجنوب.

واكتفى الجفري في ختام تصريحه المقتضب إلى التأكيد على أن " الغرض من الاجتماع كما فهمنا أن نشرح رؤيتنا لحل القضية الجنوبية ، وأيضا وكنا قد طرحنا مقترح تم الموافقة عليه من الجميع أن نستكمل اجتماعاتنا في هذا الإطار ثم يتم التحضير لاجتماع واسع يضم كل الطيف الجنوبي ونسعى جميعا للتنسيق بين الأمم المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربي بحيث ننسق تلك الجهود الإقليمية والدولية بما يخدم القضية الجنوبية".

سالم صالح: لانريد تكرار خطأ وحدة 90 دون استفتاء شعب الجنوب

ومن جانبه خرج المشتشار السياسي للرئيس اليمني السابق سالم صالح محمد بتصريحات نارية لصحيفة البيان الاماراتية طالب من خلالها بضرورة استفتاء شعب الجنوب على مصير الوحدة وعدم تكرار خطأ ماحدث في العام 1990م، مؤكدا ان اي حل للجنوب يجب ان يكون بعيدا عن الارهاب الفكري لايغفل شعب الجنوب وضرورة استفتاءه.

بن عمر كنت اتمنى حضور بقية قيادات الحراك

وإلى ذلك خرج بن عمر بتعقيب مختصر على ماجاء في الجلية الاولى للقاء وقال :"كنت اتمنى ان نجتمع مع الاخوة الحاضرين اضافة الى بعض الاخوة من قيادات الحراك الجنوبي في الداخل. مضيفا :"نحن في الامم المتحدة نريد اللقاء مع كافة الإطراف ، فانا عندما اكون في صنعاء التقي مع وفود من قبل السيد عبدالملك الحوثي  وكذلك التقي مختلف الاطراف وكذلك الحال بالنسبة الى الجنوب نريد اللقاء مع الجميع وليطرحوا ما يريدوا من افكار"

وكان بن عمر قد افتتح اللقاء ورحب في بدايته بالحاضرين وقال:" ان الجنوب في السابق عانى الكثير من المشاكل وعلى الجميع تحمل المسؤولية للوصول الى الحل الذي يقرره الشعب، وأضاف تناقل البعض أنني مع الفيدرالية ، وأنا من هنا اقول لكم نحن في الامم المتحدة مع الحوار ولا ندعو لأي خيار واليمنيين هم من يقررون مستقبلهم والشعب في الجنوب هو من يقرر مصيره بنفسه ولكن عبر الحوار ، ودعى الى نبذ العنف".

البيض يطالب مجلس الأمن بقوات حفظ سلام لحماية الجنوبين

ومن ناحيته جدد الرئيس الجنوبي السابق ع لى سالم البيض دعوته لمجلس الأمن الدولي بضرورة توفير الحماية الدولية الإنسانية لشعب الجنوب وإيقاف ما وصفها بـالجرائم والانتهاكات بحقه ,وخلق مناخ سياسي ملائم للتفاوض من خلال سحب جميع الوحدات العسكرية والمليشيات التابعة لمن أسماها بـ"سلطات الاحتلال" واستبدالها بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة،

وأورد البيض في رسالته عددا من النقاط التي قال انها مايمكن قبوله من قبل "الحراك الجنوبي" للمشاركة بأي حوار تفاوضي مع نظام صنعاء وانها المطالب التي توافق عليها الشارع الجنوبي بالإجماع الشعبي في الموقف من ما يسمى بـ"الحوار الوطني.

علي ناصر ينتقد غياب البيض عن لقاء دبي ويذكره بمجزرة 13 يناير :

وبدوره وجه الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد انتقادا خفيفا لنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض على خلفية غيابه عن جلسة مباحثات جمال بن عمر مع عدد من القيادات الجنوبية في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة , حيث قال في مستهل كلمته باللقاء"كنا نأمل يشاركنا الأخ علي سالم البيض وكل الفرقاء الجنوبيين للتشاور فيما يخص قضية شعبنا الجنوبي حاضره ومستقبله وتلبية لنداء الجماهير التي خرجت في ذكرى التصالح والتسامح في 13 يناير .مؤكدا "أن الجنوب ليس حزباً بل شعب ووطن ، وأن تقرير مصيره لن يمر إلا بالجنوبيين المؤمنين بعدالة قضيتهم وبتعاون الأشقاء والأصدقاء. مؤكدا إن حل القضية الجنوبية لم يعد حاجة وطنية بل ضرورة إقليمية دولية.

وشدد علي ناصر على ضرورة أن تدرك كافة الأطراف أن هذا الحل لن يرى النور دون استشعار أهمية الحوار الجنوبي الجنوبي ومن ثم الحوار مع الأطراف المعنية. منوها إلى "إن الاحتقان السياسي الذي اتخذ عنوان الأزمة العامة في اليمن كان نتيجة طبيعية لسياسات حكم فاشلة تعتمد الحروب العبثية كما حصل في صعدة خلال ست حروب وتعتمد أيضاً إنهاك البلاد إقتصادياً واجتماعياً وثقافياً" .

لمشاهدة فيديو بداية الإجتماع انقر هنا