400 مليار دولار استثمارات وهمية معلنة في اليمن و100 مليون دولار تكلفة بدلات سفر وفندقة وحملات دعاية

الثلاثاء 18 ديسمبر-كانون الأول 2012 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - عبدالحميد المساجدي – خاص
عدد القراءات 10288
 
مجسم لمشروع تلال الريان المتعثر في صنعاء
 

بات المتتبع لأخبار المشاريع الإستثمارية في هذا البلد، يجزم أنها فعلاً، "اليمن السعيد"، فكل أسماء الجنان هي موجودة في اليمن على هيئة أسماء لمشاريع إستثمارية عملاقة لكن وهمية. في اليمن، جزر النعيم، والفردوس، والخلد، والمأوى، وكل ما مالم يدر في خلد أحدهم سيكون حتماً، في اليمن، لأن ثمة جرأة رسمية في إعلان مشاريع بقيمة تتجاوز 4 مليار دولار في السنوات الأخيرة.

"البلد السعيد" الذي استقطب استثمارات تقدر ب 500 مليار دولار خلال سنوات قليلة فاض بالسعادة على أشقائه وأصدقائه فاصبح وجهة للمغتربين والباحثين عن العمل والاستثمار.. وبالطبع، ليسوا من الجيران الصوماليين والأفارقة، وانما العرب والأوربيين كما أنه صار محط اهتمام امام المؤتمرات والقمم العالمية وذلك لما تحدثه انبعاثات الغاز من المدن الصناعية والبتروكيماوية التي تم إنشائها واهمها مدينة غاز سيتي، ويولد من الطاقة مايزيد عن 10 الف ميجاوات.

وتسري أحاديت تشبه السخرية في هذا الخصوص، حيث أصبحت أن اليمن مصدر قلق للأوربيين والأمريكان ليس بتفاقم معدلات الفقر والبطالة أو انتشار الفساد او تنظيم القاعدة وحمل السلاح، بل لما تسببه انبعاثات مدنها الصناعية والنفطية من غازات تؤثر في التغير المناخي وطبقة الأوزون.

في هذا التقرير تحاول "مأرب برس" أن تستقرأ واقع المشاريع الإستثمارية التي كان يعلن عنها طوال الفترة الماضية، من قبل الجهات الرسمية في اليمن، قبل وبعد ثورة الشباب السلمية، غير أنها في الواقع لم تتحقق بعد.. بل كانت مجرد وهم..

قصة الترويج للوهم في اليمن بدات منذ مطلع العام 2007 مع انعقاد مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية برعاية خليجية واهتمام رسمي واعلامي كبير، احدث ضجة في الساحة المحلية.

رافق جلسات المؤتمر وعقبها اعلان صفقات وعقود استثمارية ضخمة كما روج الاعلام المحلي للوهم من خلال اعلان نوايا شركات خليجية واجنبية الاستثمار في اليمن في مجالات الطاقة والبنية التحتية والسياحة بارقام خيالية تتعدى حتى رؤوس اموال تلك الشركات.

ومن هنا تبدأ القصة

شركة نامج و 70 مليار دولار

في نوفمبر 2007 أعلنت شركة نامج ليمتد العالمية للاستثمار في مجال محطات الطاقة الكهربائية والاستكشافات النفطية والتمويل أمس الأحد عن استعدادها للاستثمار في اليمن بحوالي70 مليار دولار في غضون العشر السنوات القادمة.

بل وتحدث مسؤولون عن اتفاق الشركة مع الحكومة اليمنية بشأن مشروع إنشاء مزرعة لتوليد الطاقة بالرياح بمقدار 1000 ميجاوات .

الشركة قالت ايضا انها ستتولى التمويل والتنفيذ لإنشاء مصفاة على ساحل البحر الأحمر بطاقة انتاجية 250ألف برميل يومياً ستنفذ بمرحلتين الأولى بطاقة 115ألف برميل يومياً, والثانية بطاقة 110آلاف برميل يومياً, فيما ستنفذ مشروع محطة كهربائية بقدرة 800 ميجاوات. كما تسعى الشركة لإنشاء مصفاة في عدن بالإضافة إلى بناء شبكة سكك حديدية في اليمن ووصلها بسلطنة عمان والسعودية, وإنشاء طريق بطول 560 كيلو متراً وبستة مسارات يمتد من محافظة عمران إلى عدن.

وفي اغسطس 2007 كشف رئيس هيئة الجزر اليمنية يحيى مطهر أن إحدى الشركات الإماراتية الضخمة تعتزم إنشاء مدينة سياحية ضخمة في جزيرة سقطرى اليمنية تتجاوز تكلفته 5 مليارات دولار، وتحشد الشركة الإماراتية، التي لم يسمها، تحالفا خليجيا للقيام بذلك الاستثمار الضخم.

الرواس تنوي استثمار أكثر من مليار دولار في اليمن

وبعدها أعلن رئيس مجلس إدارة مجموعة الرواس - نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الرواس والعتيبة للاستثمارات الدولية عبدالسلام عامر الرواس، عزم المجموعة على إقامة مشاريع استثمارية في الجمهورية اليمنية في مختلف المجالات التنموية بأكثر من مليار دولار. تتمثل اهمها في إنشاء محطة توليد بقدرة 500 ميجاوات بنظام (بي أو تي) أو بنظام (بي أو أو)، ونحن مستعدون لتغطية اليمن بأكملها بالكهرباء بالإضافة إلى الاستثمار في مجال تحلية المياه.

شركات عالمية وعشرات المليارات

من جهته تحدثت وسائل الاعلام اليمنية ان شركات عالمية أبدت استعدادها لتنفيذ مشاريع بعشرات المليارات من الدولارات خلال 7 شهور الأخيرة بعد مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار المنعقد بصنعاء في نيسان الماضي، وأبرز تلك الشركات شركات متعددة الجنسيات التي تعتزم تنفيذ مشاريع في عدة قطاعات واعدة وبكلفة 70 مليار دولار خلال 10 سنوات قادمة.

وأشار الخبر الى بدء إجراءات تنفيذ مشروع مدينة فردوس عدن السكنية والسياحية، وهو مشروع مشترك بين مستثمرين يمنيين وخليجيين ومصريين، بكلفة حوالي 10 مليارات دولار.فيما قال انه يجري استكمال إجراءات تنفيذ مشروع مدينة جنان عدن السياحية باستثمارات سعودية ويمنية وخليجية بكلفة حوالي 4 مليارات دولار.

وفي يناير 2008م ذكرت وسائل اعلام محلية إن شركة دار الاستثمار الكويتية تنتظر الموافقات النهائية من الجهات الرسمية اليمنية لتنفيذ مشروعين عقاريين جديدين في اليمن بكلفة إجمالية تصل إلى 4.5 مليارات دولار .

وفي يوليو 2008م أعلن الدكتور طارق محمد بن لادن رئيس مجلس إدارة شركة النور القابضة عن إطلاق مشروع إنشاء مدينة استثمارية على مياه البحر الأحمر تربط القارة الآسيوية بالأفريقية ، وتنفيذ جسر بحري يربط بين اليمن وجيبوتي ،وتبلغ كلفة المشروع 200 مليار دولار.

الترويج للوهم مستمر حتى بعد التغيير

ففي فبراير 2012 قالت شركة ناغازجون الهندية للأسمدة والكيماويات المحدودة, انها تنوي الاستثمار بمؤسسة أسمدة ومحطة طاقة مبنية على الغاز في منطقة بلحاف اليمنية بمحافظة شبوة بمبلغ يقدر بنحو 1.250 مليار دولار,

وبعدها اعلنت مجموعة شركات " بي إي جي " الاستثمارية الأميركية التركية اعتزامها الاستثمار في مجال الطاقة الكهربائية في اليمن ، وقالت انه تنوي استثمار نحو ثلاثة مليارات دولار في مجال أنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية في اليمن.

فيما اعلنت شركة (دانة غاز) الاماراتية عزمها الاستثمار في مجال استكشاف وانتاج الغاز في اليمن.

وفي اكتوبر 2012 تحدث خبر رسمي عن لقاء جمع وزير النفط والمعادن احمد عبد الله دارس مع مدير العمليات والاستكشاف بشركة نفط الهلال الإماراتية عبد الله القاضي. جرى خلاله بحث البرنامج الاستثماري لشركة نفط الهلال وشركة دانة جاز الخاص بإنشاء شركة مدن الغاز اليمنية (جاز سيتي) بمحافظة الحديدة، ودراسة الجدوى الخاصة بالمشروع .

وخلال العام الجاري أعلنت شركة "جسور الخير" السعودية للاستثمار العقاري والتطوير العمراني أن المشروع الذي يحمل اسم "جزر جنات عدن" سيقام في محافظة عدن على مساحة 25 مليون متر مربع في ساحل خليج عدن، بتكلفة تصل إلى 20 مليار دولار.

وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة جسور الخير السعودية، أن المشروع سيطرح ما نسبته 75% للاكتتاب العالمي، سيكون الأولوية فيه لليمنيين سواء مستثمرين أو أيادي عاملة، تحدد حجم ذلك أكثر من عشرين شركة متحالفة مع "جسور الخير".

وبحسب دليل التعريف الذي وزع خلال المؤتمر الصحافي فإن المشروع سيقام في جزر النعيم، الفردوس، الخلد، الماوئ، شاطىء جزر عدن، جزيرة عدن الجديدة، جزيرة مال وأعمال، الجزيرة المفقودة، عدن ريم، عرش بلقيس، جزيرة صنعاء، جزيرة حضرموت، جزيرة ابين.

محطات الاستثمار للوهم

قصة اليمن السعيد بدأت منذ مطلع العام 2007 حيث نظم اليمن مؤتمرا لاستكشاف الفرص الاستثمارية بدعم ومباركة خليجية والذي يعد بمثابة بوابة لإعادة اكتشاف اليمن السعيد.

اليمن الأول عربياً في الترويج للوهم

حتى ان الحكومة اليمنية اعلنت أنها حصلت على المركز العربي الأول في ما يتعلق بالنشاطات الترويجية للاستثمار في العام2008، من حيث عقد المؤتمرات والندوات والمعارض الترويجية التي نظمها أو شارك فيها. كما قالت انها احتلت المركز الأول من حيث قيمة الفرص العربية المعروضة بإجمالي 20 مليار دولار.

وعقد اليمن مؤتمرات وندوات وورش عمل محلية دعا اليها عدد من رجال الأعمال والخبراء في مجال الاستثمار والاقتصاد، وانفق مبالغ باهضة من أجل استضافة الوفود العربية والأجنبية للمشاركة في تلك الفعاليات من حيث الفندقة والاستضافة وتذاكر السفر والحملات الاعلامية الضخمة.

كما اقام ندوات ترويجية في الدول الأوربية والولايات المتحدة ودول الخليج، والصين، والهند، وإيران، لتشجيع الاستثمارات في اليمن.

وتعاقد مع شركة إنترناشيونال "بفلومنت إيلاند" الإيرلندية لاعداد استراتيجية وطنية وفق معايير دولية للترويج للاستثمار في اليمن وفي ابريل 2008 فازت شركة عالمية إيرلندية متخصصة بعقد المناقصة الدولية الخاصة بإعداد أول استراتيجية وطنية من نوعها للترويج للاستثمار في اليمن.

غير ان هذه المؤتمرات والندوات لم تنعكس على الواقع الاستثماري من خلال عدد التراخيص الحاصلة على موافقة من الهيئة العامة للاستثمار أوحجم تلك الاستثمارات للمشاريع الاستثمارية بل ومن خلال القياس الفعلي لمخرجات تحقق العوائد الاقتصادية المطلوبة في اليمن كمضيف للاستثمار ورفع مستوى المعيشة والرفاه المنشود والمأمول فيه لكل اليمنيين.

أهم محطات الاستثمار للوهم

الفعاليات المحلية

مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية

عقد في صنعاء مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية بمشاركة رجال أعمال ومستثمرون يمثلون أكثر من 650 شركة يمنية وعربية أجنبية وبحضور نحو 69 من الوزراء والمسؤولين والخبراء في الدول الشقيقة والصديقة، بهدف تسليط الضوء على فرص ومزايا الاستثمار في اليمن في مختلف القطاعات والتسهيلات والضمانات المتميزة التي يقدمها قانون الاستثمار اليمني بما يعزز تدفق واستقطاب رؤوس الأموال العربية والأجنبية للاستثمار في اليمن، ويقول مراقبون ان الحكومة انفقت مبلغا يتجاوز 100 مليون دولار لعقد المؤتمر.

مؤتمر (عدن بوابة اليمن للعالم )

عقد في عدن في 11 نوفمبر 2009 المؤتمر الاستثماري والاقتصادي بشعار " عدن .. بوابة اليمن للعالم " بمشاركة (350 ) مستثمر من مختلف دول العالم

مؤتمر الاستثمار السياحي في حضرموت

عقد يومي 26و 27مارس 2008 (مؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري في حضرموت)، والذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة حضرموت، ووزارة السياحة اليمنية، والهيئة العامة للاستثمار في اليمن ومجموعة الاقتصاد والأعمال. وبلغ حجم المشاريع التي يتم عرضها على المستثمرين خلال المؤتمر من قِبل الحكومة مبلغ مليار دولار.

مؤتمر الاستثمار الثنائي الصيني اليمني

وتم تنظيمه من قبل الهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع السفارة الصينية ومجلس الصين للتجارة الدولية خلال 25 يونيو 2008 في العاصمة صنعاء. وحضر المؤتمر 103 رجل أعمال صيني بالإضافة إلى 235 رجل أعمال يمني والذين حضروا اللقاءات المشتركة.

ورشة العمل اليمنية اليابانية في الاستثمار والتجارة

عقدت الهيئة العامة للاستثمار ورشة عمل بالتعاون مع السفارة اليمنية في طوكيو والسفارة اليابانية في صنعاء خلال الفترة 13-14 إبريل 2008، حضرها المستثمرون وأصحاب الشركات ومؤسسات الاستثمار والتمويل لتعزيز علاقات التعاون والشراكات ألاقتصاديه بين البلدين. 

 المؤتمر اليمني الماليزي الاستثماري

نظم هذا المؤتمر في 20 ديسمبر 2008 بحضور 15 ممثل ماليزي من قطاعات التعليم والبنية التحتية والإعلام والاتصالات وصناعة السيارات.

الفعاليات الدولية :

رحلة إلى ألمانيا

تم تنظيم معرض ستون تيك في ألمانيا خلال الفترة 18-20 مايو 2009 حيث شاركت فيه الهيئة العامة للاستثمار وقدمت عرضاً عن مناخها الاستثماري والفرص الاستثمارية المتاحة في اليمن. وتم خلال الجولة صنع فيلم وثائقي عن اليمن والهيئة باللغتين الألمانية والانجليزية وتم بثه في التلفزيون الألماني

 ندوة في هولندا

عقدت الهيئة العامة للاستثمار ورشة الاستثمار والأعمال في لاهاي خلال الفترة 25-26 مارس 2009 بالتعاون مع السفارة اليمنية في هولندا. وسلط الضوء على الفرص الاستثمارية في اليمن خاصة في النفط والغاز والمعادن والصناعة والسياحة والثروة السمكية.

منتدى في لندن

شاركت الهيئة العامة للاستثمار في منتدى الاستثمار والاقتصاد العربي الذي عقد في المملكة المتحدة في ديسمبر 2009.

ندوة في دبي

عقدت بمدينة دبي الإماراتية، 30 أكتوبر 2007 ندوة ترويجية للمناقصة الدولية الرابعة في القطاعات النفطية اليمنية بمشاركة 42 مشاركاً من ممثلي الشركات العالمية، نظمها هيئة استكشاف وإنتاج النفط، بهدف استقطاب أكبر قدر ممكن من عروض الشركات الدولية للاستثمار في 11 قطاعاً بحرياً في المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ندوة في البحرين

اقامت الهيئة العامة للاستثمار والمنطقة الحرة في عدن ندوة تعريفية في مملكة البحرين عن فرص ومزايا الاستثمار في اليمن خلال الفترة 19 - 20 من مارس 2008م خصصت لعرض فرص ترويجية مثالية للاستثمار في اليمن أمام اتحاد الغرف التجارية ورجال الأعمال والمستثمرين في البحرين.

ندوة بماليزيا

عقدت في العاصمة الماليزية كوالالمبور ندوة ترويجية لعرض فرص الاستثمار المتاحة للشركات الماليزية في اليمن في 20 يونيو 2012.

ندوات في الكويت وعمان

أعلن صلاح العطار رئيس الهيئة العامة للإستثمار أنه تجرى ترتيبات لإقامة ندوات ترويجية لجذب الإستثمار في كل من الكويت وعمان خلال الأسابيع القادمة ضمن خطة الهيئة لتنشيط وجذب الإستثمارات العربية والأجنبية خلال الفترة المقبلة من العام 2008.

  الحصيلة المرة :

مؤخرا كشف تقرير حكومي عن تعثر مشاريع استثمارية حيوية بتكلفة مليار دولار أمريكي، خلال العام الماضي نتيجة أزمات حادة في الوقود والطاقة وغيرها من متطلبات استمرار النشاطات الاستثمارية.

من خلال بيانات الهيئة العامة للاستثمار لايوجد مشروع استثماري اجنبي استراتيجي ناجح باستثناء انشاء مصنعين للاسمنت في ابين وحضرموت، اضافة الى مشروع مدينة تلال الريان المتعثرة.