حماس ترفض الهدنة قبل رفع الحصار ووقف الاغتيالات

الثلاثاء 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 7278

اشترطت حركة حماس وقف إطلاق النار والاغتيالات ورفع الحصار فوراً عن غزة للموافقة على هدنة مع الجانب الاسرائيلي، بينما تقترح إسرائيل وقف النار فوراً ورفع الحصار في مرحلة ثانية.

ومن جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل من القاهرة أن المقاومة الفلسطينية أثبتت بسالة وشجاعة منقطعة النظير قائلاً "انقلب السحر على الساحر، فبدت إسرائيل المسلحة والمستعدة للعدوان هي الخائفة من رد الفعل الفلسطيني الذي تفاجأت به".

وأشار مشعل إلى أن إسرائيل أرادت أن تجرب أسلحتها وقبتها الحديدية لتسوقها اقتصادياً وتطمئن مجتمعها أن سلاح غزة "محدود"، إلا أن السلاح المحدود الذي أنتجناه تحت الحصار قام بإرباك العدو، وجعله يكشف نفسه حينما أراد أن يستتر.

وأضاف أن العدوان أراد اختبار مصر الجديدة "مصر 25 يناير"، إلا أن قيادة وشعب وبنات وأبناء مصر كان جوابهم غير الذي توقعه، كما أن العرب في ربيعهم كانوا عند حسن ظننا.

وأوضح أن الشعب الفلسطيني بأكمله يقدر الجهد العظيم لمصر قيادة وحكومة وشعباً، ويقدر مسؤوليات مصر الداخلية في تلك المرحلة، ولا يريد من مصر سوى أن تُشارك في القضية الفلسطينية كأخت كبرى مع تقديم الأولوية للإصلاح الداخلي الذي يزيد من قوة مصر والتي ستنعكس بدورها على دعمها للقضية.

ودعا خالد مشعل المجتمع الدولي لعقد مقارنة بين معنويات إسرائيل والمقاومة ليدركوا إلى أي جانب عليهم أن ينجاوزا، وقال "نتائج العدوان كانت مفاجئة لهم وليس لنا، فالأبطال الفلسطينيون جاهزون لكل المفاجآت".

القبة الحديدية


وانشغل الصحافيون الاسرائيلبون بالحديث عن نجاعة منظومة "القبة الحديدية" في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تطلق من قطاع غزة باتجاه المستوطنات والبلدات الإسرائيلية، في ظل الهجوم الإسرائيلي على غزة، ويجمع معظمهم على أن نسبة نجاحها في تدمير الصواريخ بلغت 90%.

إلا أن بعض المعطيات، كالأرقام الرسمية المنشورة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والمنسوبة أحياناً إلى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، كشفت أن قدرة "القبة الحديدية" على الردع لم تتجاوز 54% في أحسن الحالات.

كما أن البث المباشر للقنوات التلفزيونية "فضح" مراراً إخفاقات هذه القبة بالصوت والصورة، وإحدى هذه "الفضائح" حدثت عندما كان مراسل القناة الإسرائيلية الثانية ينقل، مساء الأحد الماضي، حدثاً مباشرة من منطقة نصبت بها بطارية لمنظومة "القبة الحديدية"، وكانت هذه البطارية تظهر من خلف المذيع، فانطلقت الصافرات منذرة بصاروخ فلسطيني بطريقه للمنطقة.  حسب "العربية"

فقال عندها المراسل: "عيوننا تتجه إلى القبة الحديدية" بعد أن كان قد أثنى مراراً على قدرتها الردعية، إلا أن صواريخ الردع التي انطلق منها بدت "مجنونة" وهوت على الأرض، لتدفع المذيع إلى التبرير بأنه لا تزال هناك بعض المشاكل التقنية التي يجب التغلب عليها".

وفي حادثة مشابهة، نقل البث المباشر لإذاعة الجيش الإسرائيلي مراراً أصوات انطلاق صافرات الإنذار، فكان المراسلون ينتظرون من المنظومة اعتراض الصواريخ الفلسطينية، لكن سرعان ما كانت تأتيهم الإجابة العكسية التي كانت تؤكدها أصوات الانفجارات على الأرض.

وعلى صعيد الأرقام، نشرت صحيفة "هآريتس" على موقعها الإلكتروني، أمس الاثنين، معطيات قالت إن مصدرها الجيش الإسرائيلي، جاء فيها أنه استهدف أكثر من 1350 هدفاً في غزة، كما أن أكثر من 540 صاروخاً فلسطينياً سقطت في المناطق الإسرائيلية، 35 منها في أماكن مأهولة، في حين تمكنت منظومة "القبة الحديدية" من تدمير 310 صواريخ.

وعند إجراء حسابات رياضية بسيطة لهذه المعطيات يظهر أن العدد الإجمالي للصواريخ الفلسطينية التي استهدفت إسرائيل هو 850 صاروخاً، وبالتالي فإن الـ310 صواريخ التي اعترضتها "القبة الحديدية" تشكل نحو 36% من هذا العدد فقط.

ومن جانبها، نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" معطيات مختلفة في عددها الصادر اليوم الاثنين، وجاءت فيها فعالية "القبة الحديدية" أكبر من تلك التي تستنتج من معطيات "هآريتس"، إلا أن نسبة نجاح القبة في معطيات "يسرائيل هيوم" لا تتعدى الـ54%.

فقد نشرت الصحيفة أن المقاومة الفلسطينية أطلقت 544 صاروخاً باتجاه إسرائيل، 33 منها سقطت في أماكن مأهولة، في حين اعترضت منظومة "القبة الحديدية" 290 صاروخاً، وعند حساب النسبة المئوية يتبين أن الـ290 صاروخاً تشكل 53.3% من إجمالي الصواريخ، إلا أن المفارقة تكمن في أن الصحيفة نشرت في عنوانها أن نسبة نجاح المنظومة بلغت 85%.

وفي سياق متصل، أشارت الصحافة الإسرائيلية إلى أن خللاً فنياً حال دون تشغيل المنظومة وردعها الصاروخ الذي أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين في كريات ملاخي الخميس الماضي.

ومن جانب آخر، كانت صحيفة "يسرائيل هيوم" قد أفردت عنواناً في عدد اليوم الاثنين أشارت فيه إلى أن عدد الصواريخ المنبعثة من غزة آخذ في الانخفاض، لكن الضرر الذي ألحقته الصواريخ أمس الأحد في العديد من المناطق كان كبيراً.

كما ذكرت الصحيفة أن إسرائيل تستخدم اليوم خمس بطاريات ضمن منظومة "القبة الحديدية"، وهي صناعة إسرائيلية بدعم مالي أمريكي، وتسعى لإنتاج 13 بطارية أخرى، علماً أن تكلفة البطارية الواحدة تصل إلى نحو 100 مليون دولار.