وقعت فجر الجمعة، اشتباكات عنيفة بين الشرطة الأردنية ومتظاهرين تجمهروا حول أحد مقاهي العاصمة عمّان، استضاف حفلة أقامها من يُعرفون بـ"عبدة الشيطان"، فيما نددت جماعة "الإخوان" المسلمين، باحتفالات وطقوس الشواذ تحت حماية رسمية ورعاية أمنية مشددة، وانتقدت التسهيلات ومنح التراخيص الرسمية لمثل هذه "الأوكار"، متسائلة عن "حقيقة الأنباء التي تؤكد وجود شخصيات رفيعة المستوى في هذه الطقوس الشاذة.

وقد تناقلت خلال الساعات الماضية الرسائل النصية عبر التلفونات المحمولة، رسائل تُحذر الأردنيين من انتشار ظاهرة "عبدة الشيطان" بين الشباب في الأردن،حيث تفاجأ المجتمع الأردني فجر الجمعة، بأخبار وصور تملأ المواقع الإلكترونية تتحدث عن حفلة أقامها من يُعرفون بـ"عبدة الشيطان" وسط العاصمة الأردنية عمّان وفي منطقة عبدون تحديدًا، وأقدم مجهولون فجر الجمعة على حرق خيمة تابعة للمقهى الذي أقيم فيه حفلة خاصة لهم في منطقة عبدون، حيث تواجدت قوات الأمن وحضرت سيارات إسعاف وإطفاء لتطويق المنطقة والسيطرة على الموقف.

وحدث اشتباك بين رجال الأمن من جهة، وبين شبان غاضبين من المتجمهرين في محيط مكان الاحتفالية، الذين شاهدوا مشاهد خليعة من المشاركين، حيث تفاجؤوا بأحد المشاركين يخرج إليهم بشكل شبه عاري من الخيمة ويقوم بسبهم وشتمهم، كذلك قامت إحدى الفتيات المشاركات بالخروج إلى المتجمهرين بشكل فاضح والقيام بحركات مهينة للجماهير الغاضبة، حيث قامت قوات الشرطة بحمايتها من المحتشدين، مما أدى إلى تشابك وتراشق للحجارة وحرق خيمة الاستقبال التابعة للمقهى.

وكانت قوات الشرطة قد فرقت فجر الجمعة، تجمهرًا أمام مقهى في عبدون الذي يُقام فيه حفل لـ"عبدة الشيطان"، والذي أُغلق منذ العام 2001 ويفتتح مرة واحدة في السنة، في مثل هذا اليوم لإقامة حفل لهذه الطائفة، فيما أوقف الأمن 5 شبان حاولوا الوصول إلى مقر الاحتفال، وتدخلت الشرطة مرات عدة لتأمين الحماية للمشاركات والمشاركين في الاحتفالية من طائفة "عبدة الشيطان"، ولتفريق المئات من الشبان الذين تجمهروا أمام مقر الحفل، احتجاجًا على السماح لهذه الطائفة الملعونة بإقامة طقوسها، وقد استخدمت قوات الشرطة مستخدمة العصي والهروات لتفريق الجماهير الغاضبة.

من جانبها، أعربت جماعة "الإخوان" المسلمين، في تصريح أصدرته الجمعة، عن أسفها لما جرى من احتفالات وطقوس للشواذ و"عبدة الشيطان" في أحد مقاهي عمّان، وتحت حماية ورعاية أمنية مشددة، وإدانتها التسهيلات ومنح التراخيص الرسمية لمثل هذه "الأوكار" والحماية الأمنية الرسمية لهؤلاء "الغرباء على مجتمعنا وأخلاقنا ومعتقداتنا"، متسائلة عن "حقيقة الأنباء التي تؤكد وجود شخصيات رفيعة المستوى في هذه الطقوس الشاذة والغريبة أيضًا، وما إذا كانت هذه السلوكيات تليق ببلد ينتسب إلى بيت النبوة الطاهر أو تراعي معاناة المواطنين المسحوقين تحت وطأة الفقر والجوع والحرمان، أو تعبر عن معنى المسؤولية الشرعية والأخلاقية في بلد يئن من أزمات متعددة في السياسة والاقتصاد والإدارة".

إلى ذلك أدانت الجماعة، الاعتداء الأمني الآثم" على المتظاهرين "الأحرار" الذين خرجوا فورًا، ليعبروا عن مكنونات الشارع برفض هذه الأفعال "الشاذه"، متسائلة عن دور وزارة الأوقاف ودائرة الإفتاء والمنظرين أمام هذه الحالة، مطالبة بمحاسبة ومحاكمة كل من وافق أو سهل القيام بهذا الفعل "الشنيع"، داعية إلى ضرورة مكافحة هذه الظاهرة ومنع انتشارها