آخر الاخبار

الجارديان: توقيت قرارات مرسى فى ليلة القدر ليس محض صدفة

الثلاثاء 14 أغسطس-آب 2012 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - اليوم السابع
عدد القراءات 4692

واصلت صحيفة "الجارديان" البريطانية تغطيتها التحليلية للأوضاع فى مصر، وقالت إن الخطوة التى قام بها الرئيس محمد مرسى بتغيير القيادات العسكرية تثير تساؤلات جديدة لمصر، فرغم أن عملية تطهير الجيش من كبار قياداته أنهت حالة الارتباك بشأن من يمسك بزمام السلطة رسميا، إلا أن العشرات من الشكوك لا تزال قائمة.

وترى الصحيفة أنه من الصعب تصديق أن توقيت تلك القرارات كان محض مصادفة. فقد كانت بتاريخ 24 رمضان، والتى ربما تكون ليلة القدر، التى هى خير من ألف شهر كما جاء بالقرآن. ويبدو أن هذا كان خيارا مناسبا بالنظر إلى أن تلك التغييرات تضع على ما يبدو نهاية لحالة الارتباك بشأن من يمتلك السلطة فى مصر على مدار الفترةا لماضية.

وتتساءل الصحيفة: هل هذا أمر أفضل، وأين تكمن السلطة الآن؟ ثم تقول إنه داخل الجيش من الواضح أن صاحب السلطة الجديد هو عبد الفتاح السيسى الذى تم تعيينه وزيرا للدفاع، والذى كان يشغل من قبل منصب مدير الاستخبارات العسكرية.

والسيسى الذى يصغر سلفه طنطاوى بشكل واضح، قد أحضر معه عدد أصغر سنا من الضباط ، وتعيينه يضع نهاية لأشهر من الصراع حول من يسيطر على الجيش.

وتمضى الجارديان قائلة إن غياب رفض فورى لقرارات يوم الأحد الماضى يشير بشكل أساسى إلى أنه هذا انقلاب ناجح داخل الجيش بالتحالف مع مرسى. فنحن نعرف أيضا أن القيادة العسكرية الجديدة مستعدة لمنح مرسى الصلاحيات التى رفض سابقيهم أن يمنحوها إياه. ولم يكن مرسى يستطيع أن يستعيد السيطرة بدون مساعدتهم. وهذا لا يعنى أن الرئيس المدنى المنتصر استطاع أن يجعل الجيش فى صفه، ولكن الأمر مسألة احتشاد المصالح.

وتشير الصحيفة إلى أن أحداث سيناء وفرت الفرصة لمرسى وحلفائه بالزى العسكرى للتحرك ضد الحرس القديم فى الجيش. فقد سبق القرارات الأخيرة قرار بإقالة رئيس المخابرات مراد موافى وعدد آخر من المسئولين، كانت خطوة مفاجئة فى حد ذاتها، لكنه كان حدثا مناسبا أكثر من كونه سببا فى حد ذاته.

وتحذر الصحيفة من تحالف العسكر مع الإسلاميين، وتقول إنه احتمال تقشعر له الأبدان، لا سيما فى ظل حالة الفوضى فى المعارضة العلمانية التى تشعر بقلق شديد من سيطرة الإسلاميين على السلطة بقدر ما تدعم الحكم المدنى.

وقالت الصحيفة فى النهاية إن الكثير سيتوقف على ما سيفعله مرسى فى الفترة المقبلة. فلديه مسئولية لتوحيد بلد منقسم خلف دستور توافقى وانتخابات برلمانية جديدة. ويجب أن يوازن بين رغبات المعسكر الإسلامى مع مخاوف العلمانيين والمطالب بالغإصلاح من جانب الثوار مع النهج المحافظ لحلفائه الجدد فى الجيش. ولا يوجد مبرر لعدم العمل، فمرسى أصبح ممكَنا أخيرا بكامل السلطات.