تقدم الليبراليين في نتائج أولية لانتخابات ليبيا

الإثنين 09 يوليو-تموز 2012 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 3467
 
 

أظهرت نتائج أولية لانتخابات المؤتمر الوطني العام في ليبيا تقدم تحالف القوى الوطنية ذي التوجه الليبرالي متبوعا بـحزب العدالة والبناء ذي التوجه الإسلامي، فيما تواصل المفوضية العليا للانتخابات إدخال بيانات الاقتراع الذي جرى السبت الماضي وحظي بإشادة دولية واسعة باعتباره الخطوة الأولى من نوعها في البلاد منذ عدة عقود.

وأعلن رئيس المفوضية نوري العباري في مؤتمر صحفي بالعاصمة طرابلس عن نتائج أولية في دوائر كل من مصراتة وزليتن وترهونة ودائرتي جنزور والقرة بولي في طرابلس. وكشفت تلك النتائج عن تصدر تحالف القوى الوطنية الذي يضم حوالي أربعين حزبا بقيادة محمود جبريل متبوعا بحزب العدالة والبناء المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين الليبية.

وكان تقدم التحالف واضحا في بعض الدوائر بالعاصمة طرابلس، بينما تصدر الاتحاد من أجل الوطن في مصراتة متبوعا بحزب العدالة والبناء بشكل غير نهائي. كما كشفت اللجنة نتائج النظام الفردي بعد فرز حوالي 80% من الأصوات المسجلة بالنسبة لدوائر مصراتة وزليتن وترهونة إضافة إلى دائرة القره بولي.

وقالت الجزيرة ان التوقعات تشير إلى أن تحالف القوى الوطنية يتجه إلى تحقيق اكتساح في دائرة طرابلس الكبرى، وعزى ذلك إلى حالة الاستياء التي تسود في العاصمة من أداء الثوار واستمرار مظاهر التسلح في شوارع المدينة.

واوضحت أن التوقعات تشير أيضا إلى تقدم تحالف القوى الوطني في نظام القوائم الذي سينبثق عنه 80 عضوا في حين سينبثق عن النظام الفردي 120 عضوا لتشكيل المؤتمر الوطني العام، وأضاف أن هناك توجها للرهان على المرشحين وفق النظام الفردي.

وتقول المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إنها ستواصل الإعلان عن النتائج الجزئية، وأن يتم الإعلان النهائي عن كامل نتاج الانتخابات يوم الخميس المقبل.

وفي وقت سابق أشارت نتائج جزئية إلى تقدم تحالف القوى الوطنية في بنغازي وطرابلس. كما أشارت تسريبات إعلامية أمس إلى تقدم قوائم التحالف. وعززت تلك التسريبات تصريحات من الأمين العام للتحالف فيصل الكريكشي قال فيها إن "التقارير الأولية" تؤكد تقدم تحالفه على منافسيه بمعظم دوائر البلاد.

وامتنع جبريل عن التعليق على تلك التكهنات التي رجحت انتصار تحالفه، وأكد أن الشعب الليبي هو المنتصر. وقال إن تحالفه سيستمر في الصمت والانتظار حتى تعلن المفوضية العليا نتائج الانتخابات رسميا.

ودعا جبريل نحو 150 حزبا سياسيا في البلاد إلى بناء مظلة واحدة للتوصل إلى تسوية وإلى تفاهم يمكن على أساسه صياغة الدستور وتشكيل حكومة جديدة.

وقال إنه يمد يده إلى أنصار الفدرالية الذين قاطعوا الانتخابات وحاولوا تعطيلها في شرق البلاد، لافتا إلى أن حزبه سيسعى إلى أن يكون هؤلاء ممثلين في أجهزة الدولة.

وطالب بإشراك ما يسمى بالتيارات المتطرفة في إعادة بناء الدولة والوطن، مشيرا إلى أن هذه الفئة ظلمت وحرمت كثيرا، وأن التطرف إنما ينشأ عن الإقصاء والتهميش.

وتعهد بالدفع نحو تخصيص مقاعد لتمثيل الليبيين في الخارج، وقال إن المؤتمر القادم لا بد أن يجد مكانا لهؤلاء الذين غابوا عن ليبيا لظروف يعرفها الجميع.

ترحيب دولي

وقد لقيت الانتخابات الليبية ردود فعل دولية مرحبة بها باعتبارها الأولى من نوعها في البلاد منذ أكثر من خمسة عقود، فقد اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما تنظيم الانتخابات "خطوة مهمة أخرى وعلامة فارقة" في انتقال البلاد نحو الديمقراطية.

ووصف أوباما في بيان له الانتخابات بأنها "تاريخية"، وقال إنها تظهر أن مستقبل ليبيا صار بين أيدي الشعب بعد أكثر من أربعين عاما كانت ليبيا خلالها تحت قبضة "دكتاتور"، في إشارة إلى العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

وفي أوروبا وصفت مسؤولة السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الانتخابات بأنها "تاريخية"، وأشادت "بجو الحرية" الذي جرت فيه.

وفي بيان مشترك مع المفوض الأوروبي المكلف بشؤون توسيع الاتحاد وسياسة الجوار ستيفان فوله، أكدت آشتون أن انتخابات المؤتمر الوطني التي جرت السبت من شأنها أن ترسي بداية عهد جديد من الديمقراطية في ليبيا.