زيباري: النموذج اليمني لانتقال السلطة لا يصلح لسوريا

الخميس 05 يوليو-تموز 2012 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - (ا ف ب)
عدد القراءات 4584

اعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الخميس ان النموذج الذي اعتمد في اليمن لانتقال السلطة لن ينجح في سوريا لان الرئيس بشار الاسد ونظامه لن يتخليا عن السلطة ببساطة.

وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة في بغداد ردا على سؤال عن فرص نجاح النموذج اليمني في سوريا "انا شخصيا لا اعتقد ان النموذج اليمني سينجح في سوريا، خصوصا لانه في قضية اليمن كان هناك راعون، لكن في سوريا لا يوجد راعون لمثل ذلك".

وكان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي واجه انتفاضة شعبية دامية وافق بعد ضغوط اقليمية ودولية كثيفة على التوقيع على مبادرة تبناها مجلس التعاون الخليجي وتنص على تنحيه وتسليمه السلطة الى نائبه مقابل حصوله على حصانة قضائية مع القريبين منه.

وقال زيباري "لا اعتقد ان الرئيس السوري او النظام سوف يسلم السلطة ببساطة"، مشيرا في الوقت نفسه الى ان دمشق "تتعرض الى ضغوطات كبيرة من قبل الجميع".

وقتل في سوريا اكثر من 16500 شخص منذ انطلاق الاحتجاجات ضد النظام السوري في منتصف آذار/مارس 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويتعذر الحصول على حصيلة للضحايا من مصدر مستقل منذ توقف الامم المتحدة عن احصاء الضحايا في اواخر العام 2011، كما يصعب التأكد ميدانيا من الحقائق الامنية بسبب القيود المفروضة على الاعلام.

من جهة اخرى، اكد الوزير العراقي حدوث "هجرة عكسية" لتنظيم القاعدة من العراق الى سوريا لتنفيذ عمليات ارهابية هناك. وقال في هذا الصدد "لدينا معلومات استخباراتية مؤكدة بان عددا من اعضاء القاعدة ذهبوا بالاتجاه الاخر نحو سوريا، لتنفيذ عمليات ارهابية".

واضاف ان "لقد حذرنا النظام السوري من هذا الامر قبل سنوات، حينما كانت القاعدة تعبر من سوريا الى العراق"، مضيفا ان "القاعدة الان بدأت بهجرة عكسية".

وتابع "هذه هي الحقيقة، ان الجماعات المتطرفة لها دور مهم في مستوى اعمال العنف الحاصل في سوريا الان".

وهذه ليست المرة الاولى التي يشير فيها العراق الى هذه المعلومات، فقد سبق وان اكدها الوكيل الاسبق لوزارة الداخلية عدنان الاسدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس في شباط/فبراير الماضي، بقوله ان مجموعات "ارهابية" بدات تغادر العراق باتجاه سوريا، وان اسلحة تهرب الى هذا البلد.

كما قال رئيس الوزراء نوري المالكي في اذار/مارس في مقابلة مع صحيفة عكاظ السعودية ان تنظيم القاعدة "بدا يهاجر" من العراق الى سوريا التي اصبحت بحسب قوله "في قلب المشكلة الارهابية".

وكان العراق اتهم مراررا سوريا التي تشاركه بحدود بطول 600 كلم، بتسهيل عبور مسلحين عبر حدودها.

واقر زيباري بان تصاعد الهجمات الارهابية في العراق خلال الفترة الاخيرة والتي تستهدف المدنيين وقوات الامن يشكل انعكاسا للخلافات السياسية التي تشهدها البلاد.

وقال "نحن الان نواجه ازمة سياسية، وهذه الخلافات تنعكس بالتاكيد على الوضع الامني"، مضيفا ان "هذه الجماعات ستجد الطريق للعمل وضرب وتوسيع الفجوة بين القادة السياسيين".

وقتل ما لا يقل عن 280 شخصا على الاقل واصيب المئات بجروح جراء اعمال عنف متفرقة وقعت خلال شهر حزيران/يونيو الماضي في عموم العراق، وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية.