نهائي يورو 2012 بين الجموح الإيطالي والطموح الإسباني

السبت 30 يونيو-حزيران 2012 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - متابعة خاصة
عدد القراءات 4248
 
 

عندما يسدل الستار على بطولة يورو 2012، لن يخشى المنتخب الإيطالي إعادة مباراته أمام المنتخب الاسباني في نهائي البطولة أو السقوط ضحية للهدف الذهبي. حيث يلتقي المنتخبان (9:45 بتوقيت صنعاء) مساء غد الأحد على الاستاد الأولمبي بالعاصمة الأوكرانية كييف في ختام مثير للبطولة التي انطلقت فعالياتها في الثامن من يونيو الماضي.

وفي عام 1968، احتاج المنتخب الإيطالي (الآزوري) إلى خوض المباراة النهائية مرتين في غضون 48 ساعة حيث انتهت المباراة النهائية ليورو 1968 بالتعادل 1-1 بين المنتخبين الإيطالي واليوغوسلافي السابق بعد الوقت الإضافي ولم تكن قاعدة الاحتكام لضربات الترجيح مطبقة في البطولة حتى ذلك الحين. وأعيدت المباراة بعد يومين فقط وانتهت بفوز المنتخب الإيطالي 2-صفر ليتوج بلقبه الأوروبي الوحيد حتى الآن.

وبعد 32 عاما، وجد المنتخب الإيطالي نفسه في وضع الخاسر بالمباراة النهائية أمام نظيره الفرنسي بسبب هدف الفوز الثمين (الهدف الذهبي).

وعلى مدار تاريخ بطولات كأس الأمم الأوروبية، حسمت ضربات الترجيح لقب البطولة مرة واحدة فقط وكان ذلك في عام 1976 عندما تخلى المنتخب التشيكوسلوفاكي عن تقدمه 2-0 على ألمانيا وسمح لمنافسه بالتعادل في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي بهدف من بيرند هولزنباين، ولكن اللقب حسم في النهاية لصالح تشيكوسلوفاكيا السابقة عندما أهدر أولي هونيس ضربة الترجيح الشهيرة وأطاح بها في سماء بلغراد بينما لعب أنتونين بانينكا ضربة الترجيح الأكثر شهرة في شباك ألمانيا ليحقق بها الفوز لمنتخب تشيكوسلوفاكيا.

ونجح المنتخب الألماني في تعويض ذلك بعدها بأربع سنوات عندما تغلب على نظيره البلجيكي 1/2 بفضل هدف سجله هورست هروبيش في الدقيقة الأخيرة من المباراة ليتوج الفريق بثاني ألقابه الثلاثة في البطولات الأوروبية، وشهدت هذه المباراة دراما مشابهة لتلك التي أحرز بها المنتخب الألماني لقبه الثالث في يورو 1996 عندما لعب أوليفر بيرهوف في وسط المباراة بعدما بدأ اللقاء على مقاعد البدلاء وسجل هدف التعادل ثم أحرز الهدف الذهبي الأول في البطولات الكبيرة ليقود المنتخب الألماني إلى الفوز الثمين على نظيره التشيكي في ستاد ويمبلي بالعاصمة البريطانية لندن، ويستحوذ المنتخب الألماني على الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأوروبي (ثلاث مرات) جاء اولها في عام 1972 عندما ضم الفريق نجوما بارزين مثل جيرد مولر والأسطورة فرانتس بكنباور، وأحرز الفريق اللقب بالتغلب على منتخب الاتحاد السوفييتي السابق في المباراة النهائية بثلاثة أهداف نظيفة ليظل هذا الفارق حتى الآن هو أكبر هامش فوز في المباريات النهائية للبطولة عبر تاريخها، ولم ينجح أي منتخب في معادلة إنجاز المنتخب الألماني الذي بلغ المباراة النهائية للبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972 و1976 و1980. وكان المنتخب السوفييتي هو الأقرب لبلوغ نهائي البطولة ثلاث مرات متتالية ولكن القرعة (بعملة معدنية) هي التي حرمته من بلوغ نهائي البطولة عام 1968 ومنحت التأهل للمنتخب الإيطالي بعد استمرار التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي لمباراتهما بالدور قبل النهائي. وأحرز المنتخب السوفييتي لقب البطولة الأولى في عام 1960 بالتغلب على يوغوسلافيا ثم خسر في نهائي البطولة الثانية عام 1964 أمام نظيره الاسباني كما خسر نهائي البطولة الرابعة عام 1972 أمام ألمانيا.

ومثلما هو الحال بالنسبة للمنتخب الألماني الذي خسر نهائي 1976 أمام تشيكوسلوفاكيا و1992 أمام الدنمارك و2008 أمام اسبانيا، خسر المنتخب السوفييتي ثلاث مرات في النهائي وذلك في عامي 1964 أمام اسبانيا و1972 أمام ألمانيا ثم 1988 أمام هولندا التي سجل لها ماركو فان باستن هدفا رائعا من زاوية صعبة للغاية ليظل ضمن أفضل وأجمل أهداف البطولات الأوروبية عبر تاريخها، وأصبح المنتخب الاسباني هو آخر فريق يسعى للدفاع عن لقبه في البطولة، حيث توج باللقب عام 2008 بفضل هدف الفوز/1صفر الذي سجله فيرناندو توريس في شباك المنتخب الألماني في المباراة النهائية للبطولة.

ويستطيع المنتخب الاسباني معادلة الرقم القياسي لألمانيا في عدد مرات الفوز بالبطولة كما سيكون في حالة فوزه باللقب أول فريق في التاريخ يفوز بثلاثة ألقاب متتالية في البطولات الكبيرة حيث توج بلقب يورو 2008 ثم كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

ويخوض المنتخب الاسباني اليوم النهائي الرابع له في البطولات الأوروبية بينما سيكون النهائي الثالث للمنتخب الإيطالي في تاريخ البطولة.

ويمتلك المنتخبان خطي وسط متميزين يقودهما لاعبان مرشحان لجائزة افضل لاعب في البطولة هما الايطالي اندريا بيرلو والاسباني اندريس انييستا.

وينتظر أن تكون المباراة متكافئة إلى حد كبير وألا تحسم بفارق أكثر من هدف مثلما هو الحال في البطولتين الماضيتين حيث فاز المنتخب اليوناني على نظيره البرتغالي 1-صفر في نهائي يورو 2004 والمنتخب الاسباني على نظيره الألماني بالنتيجة نفسها في نهائي يورو 2008.

يذكر ان المنتخبين خرجا متعادلين بهدف لمثله في لقائهما بالمجموعة الثالثة للبطولة الحالية.