الخرطوم تقصف مدينة بنتيو الجنوبية وتعلن مقتل مئات الجنود السودانيين الجنوبيين في معركة هجليج

الإثنين 23 إبريل-نيسان 2012 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - ا ف ب :
عدد القراءات 8926

اعلن الرئيس السوداني عمر البشير الذي يقوم الاثنين بزيارة تفقدية لمنطقة هجليج النفطية المتنازع عليها انه لن يتفاوض مع جنوب السودان وذلك على رغم النداءات الملحة من قبل الامم المتحدة والولايات المتحدة.في وقت قصفت فيه طائرات حربية سودانية الاثنين مجددا مدينة بنتيو الحدودية في جنوب السودان وكبرى مدن ولاية الوحدة النفطية موقعة قتيلا على الاقل، بحسب مراسلة لوكالة فرانس برس في المكان.

بعد يوم من اعلان الخرطوم عن مقتل مئات الجنود الجنوبيين في معركة تحرير منطقة هجليج النفطية.

وصرح البشير "لا تفاوض مع هؤلاء" في اشارة الى حكومة جنوب السودان التي كان وصفها ب"الحشرة" الاسبوع الماضي.

واضاف بعد استعادة السيطرة على هجليج التي احتلتها قوات الجنوب طيلة عشرة ايام "هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد ان يكون هذا الدرس الاخير وسنفهمهم بالقوة".

ووصل البشير الى منطقة هجليج النفطية الاثنين، وذلك اثر استعادة الجيش السوداني السيطرة عليها بعد عشرة ايام على احتلال قوات جنوب السودان لها، بحسب مراسل فرانس برس.

وحطت طائرة البشير الذي ارتدى زيا عسكريا قرابة الساعة 12,50 (09,50 تغ) في هجليج المنطقة النفطية الاستراتيجية التي سيطر عليها جيش جنوب السودان في العاشر من نيسان/ابريل.

وهذه هي الزيارة الاولى للرئيس السوداني الى المنطقة منذ اعلن الجمعة استعادة السيطرة على هجليج. وصرح عندها "نحن ضربناهم"، وذهب البشير الى حد وصف الحركة الشعبية لتحرير السودان ب"الحشرة". وقال "لا يمكن ان نقول لها الحركة بل نقول لها الحشرة وهدفنا القضاء على هذه الحشرة نهائيا".

من جهتها، اعلنت جوبا انها قامت بضغوط من الاسرة الدولية بانسحاب طوعي وتدريجي من هجليج انتهى الاحد.

وقصفت طائرات حربية سودانية الاثنين مجددا مدينة بنتيو الحدودية في جنوب السودان وكبرى مدن ولاية الوحدة النفطية موقعة قتيلا على الاقل، بحسب مراسلة لوكالة فرانس برس في المكان.

وهزت انفجارات عنيفة المكان حين استهدفت الطائرات جسرا استراتيجيا واحد الاسواق مما ادى الى مقتل طفل على الاقل رات المراسلة جثته المتفحمة.

وصرح ماك بول المدير المساعد للاستخبارات في جنوب السودان "لقد تعرض الجسر والسوق للقصف ... وارسلنا فريقا للتحقق من عدد القتلى في هذه الهجمات".

واضاف ان الحصيلة المؤقتة هي مقتل طفل واصابة ثلاثة مدنيين بجروح.وتابع "انه تصعيد خطير وانتهاك لاراضي جنوب السودان .. برايي انه استفزاز واضح".

وسقطت القذائف التي استهدفت الجسر الواقع على طريق بين بنتيو والحدود مع السودان (60 كلم الى الشمال) على مقربة من مراسلة فرانس برس التي كانت على متن سيارة.

وتصاعدت سحب الدخان من السوق الذي اندلعت فيه النيران بينما راح المدنيون المذعورون يركضون في ارجائه.

وتاتي هذه الغارة على بنتيو التي استهدفت سابقا من سلاح الجو السوداني، غداة اعلان جيش جنوب السودان الانسحاب الكامل من منطقة هجليج النفطية الواقعة على الحدود بين البلدين والمتنازع عليها بينهما.

وهي المرة الثالثة التي تستهدف فيها القوات السودانية بنتيو بعد ان تعرضت المدينة مرتين للقصف في منتصف نيسان/ابريل، فيما كانت قوات جنوب السودان تحتل هجليج.

ودمرت الحرائق خزانا وثمانية محركات بينما تدفق النفط على الارض في المنطقة التي سيطر عليها جيش جنوب السودان في العاشر من نيسان/ابريل قبل ان تستعيد قوات الخرطوم السيطرة عليها.

وفي بنتيو ندد حشد غاضب الاثنين باستمرار عمليات القصف رغم انسحاب جوبا من هجليج كما طالبتها الاسرة الدولية.

وقد اعلنت سلطات جنوب السودان ان جيشها انهى صباح السبت انسحابه الكامل من المنطقة التي استولى عليها في 10 نيسان/ابريل بعد ان طرد القوات السودانية.

وكانت جوبا امرت بهذا الانسحاب لتفادي نشوب حرب شاملة مع الخرطوم. واثارت التوترات بشان هجليج تخوفا من نزاع جديد بين الجارين اللذين تواجها خلال عقود في حرب اهلية دامية الى ان ابرما اتفاق سلام في 2005 ادى الى استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011.

ويؤكد السودان من جانبه ان قواته استعادت السيطرة على منطقة هجليج الاستراتيجية التي تمثل نصف انتاجه من الخام منذ ان سيطر جنوب السودان على ثلاثة ارباع الاحتياطي النفطي الذي كان يملكه السودان قبل التقسيم.

وقال الجنرال اوبوتو مامور احد المسؤولين العسكريين الجنوب سودانيين ان القوات السودانية "هاجمتنا امس واليوم وتواصل مهاجمتنا. وماذا بعد ذلك؟"واضاف لوكالة فرانس برس "اننا لا نهاجم لكن جنودنا جاهزون".

وكانت السلطات في جنوب السودان اعلنت الاحد انها صدت عملية تسلل للجيش السوداني الى مسافة 10 كلم داخل حدود جنوب السودان واكدت تعزيز قواتها قرب الحدود.

ولا يزال التوتر حادا بين البلدين اللذين لم يتمكنا عبر السبل الدبلوماسية من حل المسائل التي لا تزال عالقة بعد انفصال الجنوب وفي مقدمتها ترسيم الحدود وتقاسم العائدات النفطية.

واعلن قائد القوات السودانية في هجليج كمال معروف الاثنين ان قرابة 1200 جندي جنوب سوداني قتلوا في المواجهات للسيطرة على هذه المنطقة النفطية، بدون ان يعطي حصيلة للخسائر في صفوف قواته.

وصرح معلوف امام الفي جندي تقريبا خلال زيارة الى المنطقة ان "عدد القتلى بلغ 1200 جندي" في صفوف جيش جنوب السودان. وكانت الخرطوم اشارت الاحد الى سقوط 400 قتيل بين صفوف قوات جنوب السودان الذي اعلن استقلاله في تموز/يوليو 2011.

وتعذر التحقق من هذه المعلومات الا ان مراسلا لوكالة فرانس برس في المكان اشار الى ان المنطقة كانت الاثنين مليئة بجثث جنود من جنوب السودان.