حذر البرنامج الوطني لمكافحة الجذام من انتشار وباء الجذام في كافة المحافظات اليمنية، وقال بأن مرض الجذام صبح وباء يتهدد آلاف اليمنيين، جراء إغلاق جميع المؤسسات الصحية المتخصصة بمكافحته في اليمن.

وكانت المؤسسات الصحية المتخصصة بمكافحة الجذام تعرضت للاقتحام والإغلاق، منذ عدة أشهر، وعلى رأسها البرنامج الوطني للتخلص من الجذام، والمنظمة الألمانية لمكافحة الجذام، والجمعية اليمنية للتخلص من الجذام بمدينة النور بمحافظة تعز.

ووفقا لمذكرة رفعها مدير البرنامج الوطني للتخلص من الجذام، الدكتور عبد الرحيم السامعي، إلى مدير عام مديرية المظفر بتعز، فقد قام احد عقال حارة النور بتعز في تاريخ 1 فبراير الماضي بإغلاق مقر الجمعية اليمنية للتخلص من الجذام، وتكسير أقفال المستشفى، الأمر الذي تسبب في تعطيل أعمال البرنامج الوطني لمكافحة الجذام في جميع المحافظات اليمنية.

وتسبب تعطل برنامج مكافحة الجذام في انقطاع الدواء عن مئات المرضى في مختلف المحافظات، لأول مرة منذ نحو 25 عاما.

وبحسب المذكرة فإن هؤلاء المرضى أصبحوا يشكلون خطرا على بقية أفراد المجتمع، نظرا لعدم القدرة على إيصال الأدوية، جراء احتجازها في مخازن مستشفى مدينة النور لمكافحة الجذام، المغلق من قبل عصابة مسلحة في المنطقة.

واتهمت المذكرة السلطة المحلية بتعز بالتقاعس عن ضبط الجناة، كما اتهمت متنفذين بالمحافظة بالتواطؤ معهم، والعمل على إرباك البرنامج الوطني لمكافحة الجذام، والمستشفى الرئيسي الذي يستقبل حالات الجذام من مختلف المحافظات اليمنية في تعز.

واتهمت المذكرة التي حصل «مأرب برس» على نسخة منها، متنفذين يتزعم عصابة من المرضى الذين تناولوا أدوية الجذام ولم يعودوا إلى مناطقهم بسبب الوصمة الاجتماعية بإثارة الشغب في مدينة النور، وإطلاق النار على مبنى المنظمة الألمانية لمكافحة الجذام، ومبنى الجمعية اليمنية للتخلص من الجذام، والاعتداء على الموظفات وإخراجهن بالقوة وتقطيع الأشجار التي زرعت بحدائق الجمعية منذ 30 عاما، بطريقة وصفتها المذكرة بالبشعة والتخريبية والتي لا يمكن تعويضها إلا عبر عقود من الزمن.

كما اتهمت المذكرة مدير مديرية المظفر بالتواطؤ مع هذه العصابة من خلال استلام مفاتيح الجمعية اليمنية والجمعية الألمانية والاحتفاظ بها لديه دون وجه قانوني، وكذا قيامه بترشيح رئيس العصابة لتولي منصب مدير إداري بالمستشفى رغم عدم امتلاكه المؤهلات اللازمة لهذا المنصب.

وحمل مدير البرنامج الوطني للتخلص من الجذام مدير مديرية المظفر، وكل الجهات المختصة مسئولية تلك التصرفات، وما سينتج عنها من انتشار لمرض الجذام في القرى والمناطق في كافة المحافظات اليمنية، التي يكتشف الجذام ويعالج في بعض قراها بواسطة الفرق الحقلية التي تتحرك، من مركزها الرئيسي في مدينة النور في تعز.

وكانت المنظمة الألمانية، وهي منظمة خيرية غير حكومية، هددت بقطع المعونات الصحية لمكافحة الجذام في اليمن، ما لم يعد مكاتبها للعمل، غير أن د/ ياسين القباطي، الذي يعمل متطوعاً وممثلا للمنظمة في اليمن زار مقر المنظمة في ألمانيا وتمكن من إقناعها بالاستمرار حتى يتم البت في القضية، ومع هذا فقد هددت الجمعية باللجوء إلى القضاء الدولي.