دعت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2012، توكل كرمان، إلى إقامة منطقة عازلة في الحدود السورية لحماية الشعب السوري من اعتداءات قوات الرئيس بشار الأسد، مشددة على ضرورة دعم ومساندة المجلس الوطني السوري والائتلافات الثورية السورية.

وقالت كرمان في كلمتها خلال مؤتمر الناتو حول المرأة السلام المنعقد في بروكسل، الخميس الماضي، بأن الحديث حول المرأة وحقوقها من قبل المنظمات الأممية، أصبح كلاما مكررا ومستهلكاً لا تجني المرأة منه إلا المؤتمرات والتوصيات والقرارات التي سرعان ما تذهب أدراج الرياح ولا تجد طريقها للتنفيذ، مشيرة إلى أن المشكلة في أن تلك القرارات لا تفوض الدول المعنية بعملية التنفيذ والإشراف والمتابعة للأنظمة وللدول وللحكام المستبدين.

وأكدت كرمان بأنه ما لم تحظ تلك القرارات والمواثيق الدولية بآلية أممية تكفل تنفيذها والعقاب الرادع لمنتهكيها فإنها ستظل حبرا على ورق لا تجني منها المرأة سوى الوعود المعسولة.

وتساءلت كرمان: ما الذي سيقوله تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذا العام حول تطبيق القرار رقم 1325، وهل سيتضمن تقريره حول الربيع العربي لهذا العام أن منظمته الأممية لم تفعل شيئا لمعاقبة قتلة الآلاف من المتظاهرين في كل ثورات الربيع العربي، على الرغم من أن القرار يتضمن بنداً صريحاً يشدد فيه على مسؤولية جميع الدول عن وضع نهاية للإفلات من العقاب ومقاضاة المسؤولين عن الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، بما في ذلك تلك المتعلقة بما تتعرض له النساء والفتيات من عنف جنسي وغيره من أشكال العنف، والتأكيد على ضرورة استثناء تلك الجرائم من أحكام العفو والتشريعات ذات الصلة.

وأضافت كرمان: «هل ستضمن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنه تم وبإشراف مباشر منه إنجاز مبادرة تمنح المخلوع علي عبد الله صالح ومساعديه في النظام اليمني السابق حصانة من الملاحقة والمساءلة عن أي من جرائمهم التي تعد جرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها خلال ثلاثة وثلاثين عاما من حكمه، وهل سيتضمن تقريره إلى أن مبعوثه إلى سوريا كوفي عنان ربما يسعى لمنح ذات الضمانات لبشار الأسد الفاسد والظالم والمستبد».

ودعت كرمان شعوب ودول الناتو ومعهم كافة شعوب ودول العالم المحبة للسلام والراعية للحقوق والحريات الديمقراطية إلى لعب دور فاعل في نصرة الشعب السوري الذي يقارع استبداد نظام بشارة الأسد الإجرامي، والعمل مع الجمهورية التركية على إقامة منطقة عازلة تمتد لعشرات ومئات الكيلومترات داخل الحدود السورية تكفل توفير الملاذ الآمن للأسر وللأفراد الفارين من جحيم وبطش بشار الأسد وقمع أجهزته الأمنية والعسكرية، وتقديم كافة أنواع الدعم المادي واللوجستي للمجلس الوطني السوري، ولكافة المجالس والائتلافات الشبابية التي تقود معركة الحرية والكرامة في سوريا.

كما دعت كرمان إلى حصار اقتصادي كامل لنظام بشار الأسد يحول دون تدفق الأموال والأسلحة إليه والتي بات واضحاً أنه فقط يقتل بها شعبه ويغذي بها آلة القتل والتدمير.

وطالبت كرمان أن تتاح الفرصة للمرآة لرئاسة الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية، لتحقيق زيادة مشاركة المرأة في جميع مستويات صنع القرار في عمليات حل الصراعات وإحلال السلام.