تنطلق يوم غد الخميس الموافق 2 فبراير 2012 بصنعاء ، فعاليات انتخابات الهيئة الإدارية لنقابة البنك المركزي اليمني للدورة القادمة 2012- 2015، برعاية الاتحاد العام للنقابات عمال اليمن، والنقابة العامة للمصارف والتأمينات والأعمال المالية العربية، وإدارة البنك ، وبحضور أعضاء الجمعية العمومية من موظفي وموظفات المركز الرئيسي للبنك.

وتأتي هذه الفعالية التي من المقرر أن تحتضنها قاعة المؤتمرات في البنك المركزي، في ظل أجواء ومناخات الثورة الشبابية والشعبية المباركة في فبراير من العام الماضي، وما تضفيه من مناخات ايجابية على العمل النقابي والتنظيمي، وفي ظل تغييرات جوهرية عديدة شهدها البنك مؤخرا، تمثلت في تعيين قيادة جديدة للبنك، السيد محمد بن همام محافظ البنك، الذي يعول عليه كثيرا في انتشال أوضاع الموظفين والعاملين وتحسين أوضاعهم المعيشية والوظيفية، والتفاؤل بمزيد من الحريات النقابية والعمل الجماهيري بعيدا عن التضييق والانتهاكات التي سادت المراحل السابقة.

ومن المقرر أن تشهد الفعالية قراءة البيان الختامي عن أعمال النقابة للفترة السابقة، ومناقشته وإقراره وفقا للإجراءات المتبعة ، وفتح باب الترشيح للراغبين في تمثيل الموظفين ضمن الهيئة الإدارية الجديدة للنقابة البالغ قوامها تسعة أعضاء يمثلون شئوون وتطلعات عدة يأتي في مقدمتها، شؤون المرأة العاملة ، والحقوق الحريات ، والصحة المهنية وسلامة العمل.

ومن المقرر أن تشهد الانتخابات تنافسا حادا بين عدد من القوائم الشبابية التي ستخلو كما هو المعتاد من البعد المناطقي والتنافس الحزبي البحت، على الرغم من تأثير التجاذبات والتقاسمات الحزبية على الساحة السياسية اليمنية.

ويرى مراقبون بأنه من غير المستبعد في هذه الدورة الانتخابية بروز الصراعات التقليدية بين قوى ومراكز النفوذ داخل البنك ما بين حقبتي المحافظين السابقين السلامي والسماوي، لضمان التمثيل عن المرحلة المقبلة، في منافسة التكتلات الشبابية الأخرى البعيدة عن تلك الحسابات، مع توقعات مرجحة بتبني جميع تلك القوائم برامج وأهداف التغيير والاستفادة من المناخات الثورية السائدة.

وفي هذا الصدد أشار الأخ طه الضباب رئيس الدائرة الإعلامية والثقافية للنقابة العامة للمصارف والتأمينات والأعمال المالية، وعضو نقابة البنك السابق ، إلى أن البنك المركزي اليمني ظل خلال الأشهر الماضية من عمر الثورة المباركة، المؤسسة الحيادية الوحيدة التي تمثل كل اليمنيين، وذلك بفضل جهود ومثابرة جميع الموظفين والعاملين في المركز والفروع، على الرغم من تعرضهم كغيرهم من للكثير من المشاق والصعوبات نتيجة للأحداث، وأضاف " لقد أثبتوا قدرا عاليا من المسئولية تجاه البنك والحفاظ عن مكتسباته الوطنية، والحرص على استمرار الأداء في أصعب الظروف التي شهدتها اليمن وفي مناطق الأحداث المختلفة. بالإضافة إلى المسئولية المهنية والمصرفية التي أبداها العاملون في البنك تجاه العمل المصرفي والسرية المصرفية والنأي به عن التجاذبات والاستغلال من أي طرف كان، على الرغم من انقسام الناس والعاملين بطبيعة الحال بين مؤيد ومعارض".

وأضاف الضباب" بأن القيادة النقابية السابقة قد حرصت على عدم الترشح، وإفساح المجال للشباب الراغبين في الإنخراط في العمل النقابي الطوعي الذي يمثل ذروة العمل الخدمي والإنساني، وخدمة الزملاء الذين تحتضنهم أروقة ومكاتب العمل، باعتباره وطنا صغيرا تبذل فيه أجمل وأغلى سنوات العمر.  

مؤكدا،على أن هذه الفعالية الانتخابية تأتي في أجواء ثورية وإيجابية نحو التغيير والبناء، ومتمنيا بأن تأتي المرحلة المقبلة بمزيد من الحريات والمناخات الصحية للعمل النقابي والجماهيري بشكل عام، بعيدا عن الانتهاكات والتضييق ومصادرة الحقوق واغلاق المقرات النقابية وتكميم الأفواه.

وأضاف " بأن الأهم هو حسن الإختيار ، لتحقيق التطلعات المشروعة للموظفين والعاملين في هذا المرفق الحيوي الهام وعدم السماح بالتفريط بالحقوق والمكتسبات الوظيفية، والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع الموظفين والعاملين في المركز والفروع.

مشيرا إلى أن هذه الفعالية تتزامن بالمصادفة مع أربعينية شهيد الثورة الشبابية والشعبية ضمن قافلة مسيرة الحياة الزميل عبد الناصر العاصمي ــ رحمة الله عليه وعلى رفاقه جميعاـ وهو أحد شباب وكوادر البنك المركزي، الذي لم يكن لديه أية عداوة مع أحد ما، أومع أسرة بعينها، وإنما كان يطمح كغيره من الشباب إلى رؤية يمن خال من الفساد والمحسوبية ، وتسود العدالة والحقوق والفرص المتساوية بين جميع أبنائه.

وقال الضباب في ختام تصريحه " أتمنى على إدارة البنك وعلى اللجنة التحضيرية، وجميع المرشحين الذين اتسعت جدران البنك وأروقته لصورهم وبرامجهم الإنتخابية بأشكالها وأنواعها هذا اليوم ، وتلك الجدران التي ضاقت قبل أربعين يوما عن إحتضان صورة الشهيد الزميل عبد الناصر وبيان النعي لليلة كاملة قبل نزعها.. بأن لاتضيق صدورهم بتسمية هذه الدورة بدورة الشهيد عبد الناصر العاصمي، وتضمين ذلك مع صورته ضمن لوحة الفعالية ، مع وقفة حداد وقراءة الفاتحة في مستهل الفعالية على روحه وأرواح جميع الشهداء ، عرفانا ووفاءا لأولئك الرجال الذين بذلوا أرواحهم الغالية، رخيصة في سبيلنا، وفي سبيل أن ننعم بمثل هذه اللحظات والفعاليات الانتخابية والديمقراطية، التي تمثل ثمرة من ثمار تضحياتهم ونضالاتهم..