توقفت مسيرة الكرامة التي قام بها الآلاف من مواطني أبين صباح اليوم في منطقة الكود ( 4 ) كيلو من العاصمة زنجبار بعد أن حال من يسمون أنفسهم بأنصار الشريعة من دخولها إلى العاصمة بحجة أن الطريق غير آمنه وتهدد حياة المشاركين فيها بالخطر الكبير مؤكدين التزامهم بالسماح للمواطنين من دخول زنجبار وتفقد منازلهم السبت القادم بعد أن يعملوا على إزالة كل الإخطار من الطريق مشترطين إقالة كل هيئات المجالس المحلية والتنفيذية القديمة في أبين.

وكان عدد من المشاركين في المسيرة قد دخلوا في مشادات كلامية حادة مع أفراد من الجماعات الجهادية واتهموهم علانية بالعمل لصالح قائد المنطقة العسكرية الجنوبية وإن الغرض من دخولهم أبين والسماح لهم في البقاء طوال هذه الفترة يندرج في إطار التضليل الذي مارسته سلطات المخلوع "علي صالح" على الرأي المحلي والعالمي بوجود القاعدة في اليمن.

من جانبهم رد أنصار الشريعة على اتهامات المواطنين لهم أن دخولهم إلى أبين وإعلان الجهاد منها أنما هو امتثالا لأمر النبي عليه الصلاة والسلام "يخرج من عدن – أبين أثنا عشر ألفا" الحديث وأنهم قادمون لتحرير العباد من حكم الطواغيت ونشر العدل والمساواة بين البشر وإقامة الدولة الإسلامية.

إلى ذلك وصف المشاركون في المسيرة مايدور في أبين بالحرب "القذرة" التي أتت على كل شئ في المحافظة المنكوبة بينما خطوط المواجهة التي تفصل الفريقين المتحاربين لاتتجاوز 100 متر وهو ماعزز الشعور السابق أن أطراف في السلطة كانت ولازالت تدعم هذه العناصر وتقف وراءها.

وكانت المسيرة قد شهدت قبيل انطلاقها من منطقة العريش بمحافظة عدن انقساما كبيرا بين "مؤيد" لذهابها الى أبين لفك الحصار وفتح الطريق عن العاصمة زنجبار وبين معارض يرى انه لاجدوى من ذلك وأن الأهم هو التظاهر أمام فرع مجلس الوزراء بمدينة خور مكسر للمطالبة بإسقاط المحافظ وجميع المسئولين في المحافظة من اللذين تأمروا على أبين وسلموها للعناصر المسلحة وضد المتلاعبين "بالهبات" الإنسانية المقدمة من قبل عدد من الهيئات والمنظمات والجمعيات الخيرية.

ودعا أبناء أبين كل الشرفاء من مواطني المحافظة إلى نبذ الخلافات والصراعات الحزبية والولاءات الضيقة وتركها جانبا والعمل وبإخلاص من أجل أبين ولاشئ سواها منوهين أن ماتمر به المحافظة اليوم من نكبات وتشريد وإذلال للمواطنين أنما هو نتاج المزايدات والمماحكات السياسية التي جعلت من أرضها وقودا للصراعات المختلفة قديما وحديثا.