سوريا: 21 قتيلاً واشتباكات عنيفة بين الجيش وعسكريين منشقين قرب درعا

الثلاثاء 13 ديسمبر-كانون الأول 2011 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 4946
 
 

ارتفع عدد ضحايا المواجهات في سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية إلى 21 قتيلا ، معظمهم في حمص و إدلب ، سقطوا برصاص الأمن, بينما أجرت السلطات انتخابات محلية شهدت إقبالا محدودا، ووصفتها قوى المعارضة بأنها مزورة.

وقال ناشطون إن مناطق في جبل الزاوية تعرضت لقصف وإطلاق نار كثيف على المنازل، كما وقعت اشتباكات وصفتها وكالة رويترز بأنها الأكثر ضراوة منذ اندلاع الثورة بين الجيش السوري ومنشقين عنه في جبل الزاوية وبصرى الحرير وأزرع قرب درعا .

وبحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، فإن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بإدلب استخدمت الأسلحة الثقيلة مستهدفة المنازل ، خلال الاشتباكات التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين.

وفي درعا هاجمت مجموعة من المنشقين عن الجيش حافلة تقل قوات أمن حكومية أمس الاثنين، مما أدى إلى إصابة عدد منهم، وفقا للمرصد.

إضراب الكرامة

يأتي ذلك بينما يدخل "إضراب الكرامة" يومه الثالث ضمن سلسلة من الخطوات التصعيدية التي ترمي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة أن ما أسمتها "كتائب الأسد" اقتحمت كلا من داعل وكفر شمس وسحم الجولان وطيبة الإمام والكرك الشرقي وجاسم وخربة غزالة وأبطع واليادودة في محافظة درعا، لكسر الإضراب واعتقال كل من يساهم في فعالياته.

وأشارت إلى أن السلطات لجأت إلى إقامة عشرات الحواجز بحمص لمنع أهاليها من التجمع في الساحات الكبرى واعتقال الناشطين، إضافة إلى اقتحام الأحياء السكنية التي تخرج فيها المظاهرات.

يشار إلى أن المرحلة الأولى من "إضراب الكرامة" تهدف لإقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال. وتتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية.

أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.

وتستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة والأخيرة.

من جهة ثانية, قال شاهد عيان لرويترز إن انفجارا وقع في خط أنابيب للغاز قرب بلدة الرستن في محافظة حمص بوسط سوريا، وشوهدت النيران تتصاعد من الموقع, في ثاني انفجار تحدثت عنه تقارير في خط أنابيب للطاقة بحمص خلال أسبوع.

انتخابات محلية

في هذه الأثناء, ألقت المواجهات بظلالها على الانتخابات المحلية التي وصفها الرئيس بشار الأسد بأنها خطوة نحو إرساء إصلاحات سياسية. وأغلقت مراكز الاقتراع مساء أمس الاثنين, وقالت السلطات السورية إن يوم التصويت اتسم بالهدوء.

وبينما ووصف وزير الإعلام عدنان محمود يوم الانتخابات بأنه" شفاف" ويعكس "وحدة السوريين الذين يؤمنون بمستقبل بلادهم", قال ناشطون إن مظاهر الانتخابات انعدمت تقريباً في مدن درعا وحمص وحماة وإدلب ومناطق واسعة من ريف دمشق وريف حلب بعد دعوات لمقاطعة الانتخابات. كما لم تشهد مدينة دير الزور -حسب الناشطين- إقبالا على مراكز الاقتراع.

وعرضت تقارير تلفزيونية صفوفا طويلة للناخبين أمام مراكز الاقتراع, ونقل تقرير عن مسؤولين حكوميين قولهم إن نسبة إقبال الناخبين تجاوزت 30% بحلول منتصف النهار.

وقال الشيخ أنس عيروط -وهو عالم دين لعب دورا بارزا في الاحتجاجات المناوئة للرئيس السوري وعضو في "المجلس الوطني السوري" المعارض، لوكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف من تركيا- إن هذه ليست انتخابات حقيقية، بل هي انتخابات زائفة، وذكر أن المواطنين يجبرون على الإدلاء بأصواتهم.

5 آلاف قتيل

من ناحية أخرى وعلى الصعيد الدولي, أبلغت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي مجلس الأمن الدولي بأن عدد القتلى في سوريا يتجاوز الآن خمسة آلاف.

وكان مجلس الأمن قد بدأ مساء الاثنين جلسة مغلقة لسماع تقرير من نافي بيلاي حول أوضاع حقوق الإنسان في سوريا بناء على طلب فرنسي, وسط تحفظات من روسيا والصين.

كما تعهدت المدعية العامة الجديدة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا بالعمل على الحد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وعبرت -في مؤتمر صحفي عقدته عقب انتخابها خلفا للويس مورينو أوكامبو الذي تنتهي ولايته في بداية العام المقبل- عن قلقها من تدهور أوضاع حقوق الإنسان في سوريا، لكنها قالت إن المحكمة لا تستطيع التحرك بهذا الشأن دون إحالة من الأمم المتحدة.