آخر الاخبار

العالم يحتفل اليوم بالعيد الـ93 لميلاد الزعيم الأفريقي الشهير نيلسون مانديلا

الإثنين 18 يوليو-تموز 2011 الساعة 04 مساءً / مأرب برس- أ. ش. أ:
عدد القراءات 6197
 
نصب نيلسون مانديلا في جوهانسبورغ,
 

يحتفل العالم، اليوم الاثنين، باليوم الدولي لنيلسون مانديلا الذي يوافق أيضا عيد ميلاده الـ93، هذا اليوم اختارته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من نوفمبر عام 2009، تقديرا لكفاح مانديلا من أجل الديمقراطية على الصعيد الدولي وفي الترويج لثقافة السلام وتدعيما لدعوته باستغلال عيد ميلاده في فعل الخير.

وتحفل حياة نيلسون مانديلا بالأحداث الجسام والمليئة بالأيام الخالدة، فقد ولد في بلدة صغيرة تدعى "قونو" في منطقة ترانسكاي فى جنوب إفريقيا في 18 يوليو عام 1918، واسمه عند الميلاد هو دوليهلاهلا ومعناه حرفيا باللغة الإفريقية "المشاغب"، وكان والده رئيسا لقبيلة التيمبو الشهيرة، وتوفي وهو لا يزال صغيرا، وتربى على قصص البطولات والملاحم لأجداده وانتخب مانديلا مكان والده.

وكان مانديلا من الأطفال السود القلائل الذين استطاعوا دخول المدرسة الابتدائية، وأكمل دراسته في مدارس الإرسالية، وهناك اختاروا له اسما إنجليزيا وهو نيلسون، لأن الأساتذة البيض كانوا يجدون صعوبة في نطق الأسماء الإفريقية، وبعدها التحق بالجامعة في كلية فورت هاري، وقد طرد منها بسبب مشاركته في الاحتجاجات الطلابية على سياسة التمييز العنصري مع رفيقه أوليفر تامبو عام 1940، وعاش مانديلا فترة دراسية مضطربة، وأكمل دراسته بالمراسلة في جوهانسبرج حتى حصل على ليسانس الحقوق.

 
زنزانة مانديلا في جزيرة روبن آيلاند,

 

كانت جنوب إفريقيا خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصري الشامل من طرف البيض تجاه السود، وأحس مانديلا أثناء دراسته الجامعية بمعاناة شعبة، فانضم إلى حزب المجلس الوطني الإفريقي المعارض للتمييز العنصري عام 1944، ولم يلبث أن لعب دورا حاسما في تحويل الحزب إلى حركة جماهيرية شاملة لمختلف فئات السود، وساعد في إنشاء "اتحاد الشبيبة" التابع للحزب، وأشرف على إنجاز خطة التحرك، وهي بمثابة برنامج عمل لاتحاد الشبيبة، وقد تبناها الحزب عام 1949.

وبدأ الحزب عام 1952 ما عرف "بحملة التحدي"، وكان مانديلا مشرفا مباشرا عليها، فجاب البلاد محرضا الناس على مقاومة قوانين التمييز العنصري، فصدر ضده حكم بالسجن مع عدم التنفيذ، ولكن الحكومة اتخذت قرارا بمنعه من مغادرة جوهانسبرج لمدة 6 أشهر، وقد أمضى تلك الفترة في إعداد خطة حولت فروع الحزب إلى خلايا للمقاومة السرية.

وبعد أحداث مذبحة شاريفيل عام 1960 التي أطلق فيها رجال الشرطة النار على المتظاهرين ليسقط المئات من القتلى والجرحى، وتم حظر كافة نشاطات حزب المجلس الوطني الإفريقي وأعتقل مانديلا حتى عام 1961، وبعد الإفراج عنه قاد المقاومة السرية التي كانت تدعو إلى ضرورة التوافق على ميثاق وطني جديد يعطي السود حقوقهم السياسية، وفي نفس الوقت أنشأ مانديلا وقاد ما يعرف بالجناح العسكري الذي نفذ عمليات تخريبية ضد مؤسسات حكومية واقتصادية للبيض.

وحكم على مانديلا بالسجن لخمس سنوات، وبعد ثلاثة أعوام وهو في السجن حكم عليه مرة أخرى بالسجن المؤبد، ومنذ ذلك الحين تحول مانديلا إلى الرمز العملاق لسجين مقاومة التمييز العنصري.

وعند الإفراج عنه عام 1990 أعلن وقف الصراع المسلح، وقاد المفاوضات مع سجانيه السابقين، للانتقال بالبلاد إلى الديمقراطية، وهي عملية انتهت بانتخابه كأول رئيس أسود للبلاد في عام 1994، وأعلن عن رغبته في التقاعد عام 1999 بعد فترة حكم واحدة.

وقد حصل مانديلا على أكثر من 100 جائزة دولية تكريما له، أبرزها جائزة نوبل للسلام عام 1993، وجائزة منظمة العمل الدولية لسفراء الضمير عام 2006، إلى جانب العديد من شهادات الشرف الجامعية، وتلقى عددا كبيرا من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم ، وفي عام 2005 اختارته الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة.