تعيش مدينة تعز حالة غليان شديد نتيجة ما حدث من اعتداء سافر على المعتصمين في ساحة التغير بالعاصمة صنعاء, فقد حاول المئات من النشطاء تصعيد الاعتصام ونقله إلى أمام مبنى محافظة تعز, إلا أن كثافة التواجد الأمني وإطلاق الرصاص في الهواء من قبل قوات الأمن لتفريق المعتصمين, اضطرتهم إلى العودة إلى ساحة الحرية.

في غضون ذالك خرج الآلاف من طلاب مدارس مدينة تعز, صباح اليوم السبت, في تظاهرات تطالب بإسقاط النظام, في حين تقوم نقابة المعلمين بتنفيذ إضراب عام أدى إلى تعطيل الدراسة في أغلب المدارس.

واختلفت الروايات حول الاشتباكات العنيفة التي حدثت في مدرسة باكثير والذي سقط على إثرها ما يقارب 10 جرحى.

مريد صادق السامعي- الطالب في الصف الأول الثانوي في مدرسة باكثر, قال لـ"مأرب برس": "كنت أقوم بتوزيع أوراق الاعتصام والتي كلفت بتوزيعها من قبل الحركة الطلابية في الشارع الرئيسي البعيد عن المدرسة بحوالي 300 متر, فحضر إلى لمكان حوالي 10 أشخاص يقولون إنهم كشافة تابعين لمدير المدرسة واقتادوني بالقوة إلى أمام مدير المدرسة الذي قام بشدي من رأسي وتهكم علي بألفاظ مشينة, وهددني بالفصل والطرد من المدرسة, ثم قاموا بمنع الطلاب من الخروج وحاصرونا في المدرسة فاستغثنا بزملائنا الطلاب وعند وصولهم إلى أمام المدرسة أمر المدير الطلاب الموالين له وبعض من استأجرهم من خارج المدرسة بالهجوم على الطلاب بالحجارة والعصي رغم هتافاتنا: سلمية سلمية سلمية, فحدث إطلاق نار كثيف لا نعرف مصدره".

الحركة الطلابية بدورها اتهمت مدير المدرسة ومن قالت إنه استأجرهم من خارج المدرسة بإطلاق النار كما أكدت ذلك عدة مصادر.

أما الطالب صدقي أمين محمود في الصف الثالث الثانوي, فقد تقدم عبر "مأرب برس" ببلاغ ومطالبة لمدير الأمن ومدير التربية والتعليم بالمحافظة بإيقاف وإقالة مدير المدرسة بسبب تهديده الطلاب واستئجار "بلاطجة" من خارج المدرسة, حسب قوله؛ لمطاردة الطلاب وتهديدهم بالانتقام, ومنهم الطالب نفسه وزملائه: أنس عبدالله غالب, وأسلم عبد المجيد اللذين منعهما المدير من دخول المدرسة.

بينما طلاب آخرون ومن نفس المدرسة, رووا لـ"مأرب برس" عكس ذلك, فالطالب مروان محمد رزاز في الصف الأول الثانوي في مدرسة باكثير, قال: "كنا في الفصول الدراسية, وبينما في الحصة حضرت مجاميع طلابية من مدارس أخرى وهم يهتفون: الشعب يريد إسقاط النظام, وينادوننا بالخروج, ومباشرة باشرونا بقذف الأحجار علينا إلى داخل الفصول وقد أصبتُ داخل الفصل".

من جهته عبر نقيب المعلمين اليمنيين فرع تعز ومستشار وزير التربية والتعليم عبد العزيز سلطان عن استيائه الشديد من التداعيات الجديدة التي حدثت للمعتصمين في ساحة التغيير في صنعاء, مستهجنا ما أسماه بـ"العمل الجبان" رغم أن المعتصمين في كل ساحات الاعتصام بالجمهورية يهتفون "سلمية, سلمية, سلمية", طبقا لتعبيره.

وأضاف لـ"مأرب برس" أن الشعب يطالب بمطالب مشروعة وبطرق سلمية, محملا السلطات الأمنية تداعيات نتيجة الاعتداءات التي حدثت بحق الطلاب المسالمين في مدرسة باكثير والتي نتج عنها إصابات عديدة.