رويترز: انفصاليو جنوب اليمن يجدون أملاً في استعادة استقلالهم المفقود

الخميس 03 مارس - آذار 2011 الساعة 08 مساءً / مارب برس - رويترز
عدد القراءات 6456

تأخذ الاحتجاجات في جنوب اليمن التي ألهمتها انتفاضات شعبية أطاحت برئيسي تونس ومصر منحى مختلفا اذ تعزز امال الجنوبيين بأن الاستقلال المفقود منذ نحو عشرين عاما يمكن استعادته.

وفي مجالس القات التي يجتمع فيها الناس يوميا لمضغ أوراق النبات المنشط يتركز الحديث عن تراجع جنوب اليمن وفرص انفصاله من جديد عن الشمال الاكثر قبلية.

ويقول المستشار المالي ياسين مكاوي وهو يمضغ القات ويحتسي مشروبا حلوا ان الرئيس اليمني على عبد الله "صالح سيسقط مثل غيره من الاباطرة العرب. وستكون هذه خطوة حاسمة باتجاه استعادة الجنوب لاستقلاله."

وتصاعدت على مستوى البلاد الاحتجاجات المطالبة بانهاء حكم صالح المستمر منذ 32 عاما وشهد الجنوب أغلب حالات الوفاة المعلنة وعددها 24 حالة. ورغم تصاعد الميول الانفصالية التزم المحتجون في عدن العاصمة السابقة للجنوب بشعارات يستخدمها الشماليون تطالب برحيل صالح.

ويقول الجنوبيون انهم شهدوا دخولهم تنخفض والمجتمع يزداد تشددا دينيا والفساد ينتشر وعدن تفقد بريقها اليساري الذي اكسبها وصف "كوبا الشرق الاوسط".

وبعد أربع سنوات من ابرام اتفاق وحدة هش مع الشمال عام 1990 اندلعت حرب أهلية خسرها الجنوب.

ويضيف مكاوي "حتى الماء كان طعمه أفضل. الوحدة كانت تجربة كارثية لم نكن نتصور قط أن اليمن الموحد يعني التمييز والهيمنة على أرضنا ومواردنا."

وعززت الانتفاضة الدامية في ليبيا والاستفتاء على انفصال جنوب السودان في يناير كانون الثاني الماضي الامال في الاستقلال.

وانسحبت قوات الامن وأغلبها من الشماليين من عدن في الايام القليلة الماضية. وتقيم وحدات الشرطة المعروفة باسم الامن المركزي حواجز طرق لكنها في الاغلب تسمح للناس بالمرور. غير أن حركة المرور محدودة. ومطاعم السمك الشهيرة لا تجد القدر المعتاد من الزبائن.

وفي عدن وهي ميناء عالمي تراجعت أهميته منذ استقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني عام 1967 يقول السكان ان الحكومة التي يهيمن عليها الشماليون تقوض أسلوب حياتهم.

ويشيرون الى تقاليد مدنية وروح التسامح التي لم يبددها حكم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت تقوم على مباديء النظام السوفيتي في الجنوب.

ويقول المهندس محمد أمان "أذكر انني كنت ألعب كرة القدم مع مسيحيين ويهود في الشارع. ونقاب المرأة الذي ينتشر في عدن الان لم يكن معروفا لنا."

وأضاف "صالح ومجموعته لا يكفيهم أخذ ارضنا وحرماننا من صوت في الحكومة بل هم يحاولون محو هويتنا. الاغاني التي كنا نغنيها.. حتى المعمار. عدن كانت مبانيها باللون الابيض المائل للصفرة لتتمشى مع الطبيعة وليس فوضى الالوان التي جاءوا بها."

وقال تمام باشرحيل ردا على سؤال عما اذا كانت الوحدة ممكنة بدون دعم دولي -فالسعودية تمول صالح والولايات المتحدة تعتبره حليفا في حربها على تنظيم القاعدة- ان الرئيس فقد فائدته.

وأضاف باشرحيل ناشر صحيفة الايام التي حظرت قبل عامين "الغرب بدأ يفهم اللعبة. بدأوا يفهمون ان كلام صالح عن أنه حصن في مواجهة القاعدة والاضطرابات غير صحيح."

ووقعت أغلب أعمال العنف في عدن في حي المعلا التجاري الذي تزدهر فيه الاعمال نسبيا بالمقارنة مع نصيب الفرد من الدخل القومي في اليمن الذي يزيد قليلا على ألف دولار في السنة. وتقبع جبانة بريطانية كبيرة على امتداد الشارع الرئيسي وأخرى يهودية خلفها يخفيها جدار.

ومن المزارات الرئيسية في عدن حصن البصيرة الواقع على قمة صخور بركانية ويطل على بحر العرب لكنه لم يجتذب أي زوار منذ أن تصاعدت الاحتجاجات قبل اسبوعين.

وقال أحمد عبد الواحد حارس بوابة الحصن "الحصن تم تجديده العام الماضي ونستقبل نحو 15 سائحا غربيا أسبوعيا. الان لا احد يأتي. لم يكن من السهل حتى بالنسبة لي الحضور الى هنا."

لكن ليس كل الجنوبيين مؤيدين للاحتجاجات أو يحنون لماضي الجنوب المستقل بل يذكرون بدلا من ذلك الحكم السلطوي للحزب الاشتراكي ذي اليد القوية وتأميم الاقتصاد.

ويقول مصطفى خضر الذي يعيش حياة بسيطة من بيع السيارات المستعملة "كنت أقف في الصف لساعات طويلة مع أمي لشراء الخبز. صالح بقى أكثر من وقته وربما أيضا يحول اليمن الى جمهورية تورث لكن البديل ليس التخريب."

وأضاف "عدن كانت دائما هي التي تتحمل العبء الاكبر للازمات الاقتصادية" مشيرا الى الصراع الذي اندلع عام 1994 وحرب أهلية في ثمانينات القرن الماضي قتل فيها الالوف وقال "نريد ان ننجوا بأنفسنا هذه المرة."

من خالد يعقوب عويس

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن