في اعتصام لاهالي المعتقلين.. سامي الحاج: 50 يمنيا برأهم القضاء الأمريكي قبل 3 سنوات ولم يفرج عنهم

الأحد 16 يناير-كانون الثاني 2011 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس - محمد الأحمدي، موسى النمراني
عدد القراءات 3159

احتشدت عشرات العائلات اليمنية، السبت 15/1/2011م، أمام مقر الحكومة اليمنية بالعاصمة صنعاء، للمطالبة بإعادة ذويها المحتجزين في معتقل "غوانتانامو" بكوبا وقاعدة "باغرام" بأفغانستان بعد مرور تسع سنوات على احتجازهم من دون أي إجراءات قانونية.

وكانت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود"، قد دعت إلى وقفة تضامنية لعائلات المعتقلين في ساحة الحرية أمام مبنى رئاسة الوزراء اليوم السبت، 15 كانون الثاني، 2011م، حضرها المعتقل السابق في "غوانتانامو" سامي الحاج، المصور الصحفي ورئيس مركز الحريات بقناة الجزيرة، بالإضافة إلى ممثلي العديد من المنظمات الحقوقية والمدنية ونشطاء حقوق الإنسان ومندوبي وسائل الإعلام.

وارتدى المتضامنون شارات برتقالية تعبيراً عن تضامنهم مع المعتقلين في "غوانتانامو"، الذين يرتدون ملابس برتقالية، كما رفع المحتجون صور المعتقلين ولافتات تطالب بعودتهم وإغلاق "غوانتانامو" و"باغرام" وغيرها من السجون سيئة الصيت.

وبعد الوقفة التضامنية، أقامت منظمة "هود"، ندوة مفتوحة حضرها أهالي المعتقلين اليمنيين، ومعتقلين سابقين أُفرج عنهم من "غوانتانامو"، إلى جانب لفيف من الإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان، حيث تحدث فيها مصور قناة الجزيرة سامي الحاج عن الخطوات القادمة لتفعيل الدور الشعبي والحقوقي الضاغط من أجل إطلاق كافة المعتقلين اليمنيين.

وطالب سامي الحاج في كلمته الحكومة اليمنية بالتحرك العاجل والفعلي لإنقاذ المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو الذي قال إنهم "يتعرضون لأقسى المعاملات زيادة على ما يتعرض له المعتقلون الآخرون"، وقال الحاج بأن "أوباما خدع شعوب العالم بوعده الكاذب حين أعلن إغلاق المعتقلات الأمريكية، وإعادة المعتقلين إلى بلدانهم"، كما وصف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأنه "شرير وقاتل سفك دماء الآلاف من الناس في أفغانستان والعراق"، وقال: "لقد فرحنا بذهابه ومجيء أوباما الذي وعد بإغلاق غوانتانامو، لكنه خدعنا ولم يف بوعده"، وذكر الحاج بأن خمسين يمنيا برأهم القضاء الأمريكي قبل أكثر من ثلاث سنوات ولم يفرج عنهم حتى اليوم.

عبد الرحمن برمان المحامي بمنظمة هود قال إن سجن غوانتانامو ليس وصمة عار في جبين الولايات المتحدة فقط، بل هو علامة خزي على وجه كل دولة ومؤسسة ومنظمة وفرد لم يقم بدوره في رفض واستنكار هذه الجريمة البشعة التي تمثل أسوأ صور الظلم في العصر الحديث، وأشار برمان إلى ما قامت به منظمة هود كأول منظمة في اليمن ترفع صوتها بحق معتقلي غوانتانامو في العودة والحرية وما صاحب ذلك من عراقيل أهمها سلبية أهالي ضحايا غوانتانامو وخوفهم وانطوائهم.

وذكر برمان أن مائة وستة عشر مواطناً يمنياً كانوا إجمالي اليمنيين في المعتقل سيء الذكر، توفي منهم شخصين داخل المعتقل، وأفرج عن واحد وعشرين آخرين، بينما لا يزال اثنين وتسعين يمنيا في غوانتانامو هم غالبية من فيه من حملة الجنسية الواحدة، ومواطنين اثنين في معتقل باغرام، داعيا الحكومة اليمنية إلى تحمل مسئوليتها القانونية والدستورية والأخلاقية تجاه مواطنيها والعمل على استعادتهم، وقال برمان إن ما تقوم به الإدارة الأمريكية من انتهاكات لا تطال المعتقلين فقط بل تطال أقاربهم وذويهم بشكل مباشر أيضا حيث يتحملون تبعات كبيرة بسبب سجن أبنائهم.

من جهته استغرب المحامي أحمد عرمان من تعامل الحكومة الامريكية مع المعتقلين اليمنيين وقيامها الافراج عن معتقلين أفغان، واستثناء اليمنيين، وتساءل عرمان وهو مسئول ملف غوانتانامو بمنظمة هود "هل افغانستان أفضل حالاً من اليمن حتى لا يفرج عن المعتقلين اليمنيين بحجة أن اليمن ليست آمنة".

وقال جمال مرعي أحد العائدين من سجن غوانتانامو: "لا نريد تعويضات .. أفضل تعويض لنا هو الإفراج عن بقية إخواننا من المعتقلين في غوانتانامو وباغرام".

وجدد أهالي المعتقلين اليمنيين في "غوانتانامو" و"باغرام"، مناشدتهم الرئيسين الأميركي باراك أوباما واليمني علي عبدالله صالح وضع حدٍ لمعاناتهم وذويهم القابعين في زنازين "غوانتانامو" و"باغرام"، خلافاً لكافة القوانين والمواثيق الدولية.

وقال أهالي المعتقلين، في رسالة مفتوحة إلى الرئيس اليمني: "نناشدكم الله وأواصر القربى وأخوة الدين والوطن النظر إلى معاناتنا بعين الاعتبار، انطلاقاً من مسؤولياتكم الدستورية والإنسانية".

وأضافوا: "إننا منذُ افتتاح سجني جونتانامو وباغرام، والزجّ بأبنائنا فيهما وأعيننا لا تكاد تنام وقلوبنا من الحزن تتفطر كل يوم، وكأنما كتب علينا أن نعيش ما تبقى من أعمارنا انتظاراً أو نموت كما مات بعضنا كمداً، حيث القهر هو الحقيقة الوحيدة التي نعيشها، ونحن نحس آلام أبنائنا وأنينهم ونبكي سويا فنبكي بعيونهم ويبكون بعيوننا، ونعيش انتظارا طويلا لم نكن نتوقع أن نبتلى بمثله".

وجاء في الرسالة أيضاً: "تسعُ سنواتٍ مرّت منذ أن فقَدَ أبناؤنا طعم الحرية وفقَدَنا الإحساس بالعدالة ونحن في عطش شديد لرؤية أبنائنا تحت ضوء الشمس يستنشقون هواء الحرية كما يليق ببني البشر".

وعبر أهالي المعتقلون عن خيبة أملهم من الوعود التي أطلقها الرئيس أوباما بإغلاق معتقل غوانتانامو، وأضافوا: "لقد ضاق بنا وبهم الحال، وكلما استبشرنا بوعد، وعلقنا عليه آمالنا، وجدناه سراباً، ووجدنا أنفسنا أيضا أوهن من احتمال مزيد من الصبر".

كما عبروا عن خيبة أملهم من تقاعس الحكومة اليمنية في إعادة رعاياها في السجون الأميركية، وقالوا في رسالتهم إلى رئيس البلاد: "إنه يحزّ في نفوسنا، ونظنكم تشاركونا، أن يعود عشرات المعتقلين من مختلف دول العالم، إلى بلدانهم وبين أطفالهم وذويهم، بينما أبناؤنا هناك يقبعون خلف زنازين الظلم، يتجرعون القهر ويعانون الحرمان، ونواجه نحن معهم ذات المشقة، طيلة هذه السنين، ضُعفت أبصارنا واحدودبت ظهورنا وذهب بعضنا إلى باريه يشكو وحشية وقسوة الإنسان على أخيه الإنسان".

وذكر المعتصمون الرئيس صالح بموقف الرئيس التشيلي في إنقاذ 33 مواطناً تشيلياً عقلوا في أحد المناجم في أكتوبر الماضي، قائلين: "لقد شاهدنا وشاهد العالم أجمعهُ تلك الملحمة الإنسانية الرائعة التي سطّرها الرئيس التشيلي، قبل أشهر، حين قطع على نفسه عهداً أن لا ينام حتى تقرّ عينُه برؤية بضعة وثلاثين من مواطنيه، ابتلعتهم الأرض في أحد المناجم، فأقيمت الدنيا ولم تقعد، واُستنفرت لأجلهم أجهزة الدولة، ولم يهدأ للرئيس بالٌ حتى انتشلوا جميعهم، وكان الرئيس هو من يشرف على إنقاذهم، وهو أول من يحتضنهم، ويعيد إلى نفوسهم بهجة الحياة".

وخاطب أهالي المعتقلين الرئيس صالح، بقولهم: "إننا نعلم يا فخامة الرئيس، ويعلم كل العالم، أن أبناءنا المعتقلين في غوانتانامو وباغرام أبرياء، ولو كانوا مذنبين لقدموا إلى المحاكمات.. لكنهم بيعوا بدراهم معدودة، والآن اتضحت الحقيقة، ولم يعد لأحد ذريعة في احتجازهم أو استعبادهم.. فلماذا لا يعودون؟!".

وفي رسالة أخرى مفتوحة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، جدد أهالي المعتقلين اليمنيين مناشدته "الوفاء بوعده في إغلاق هذه السجون، "التي ألحقت بالغ الضرر بسمعة بلدكم ومصالح شعبكم العظيم"..

وتابعوا في رسالتهم: "إننا ونحن نعيش الذكرى السنوية العاشرة لإنشاء زنازين غوانتانامو وباغرام، نشعر بالأسى ويسيطر علينا الحزن والكآبة، لأن قيم العدالة والحرية التي ناضلت من أجلها شعوب الأرض، تلفظ أنفاسها الأخيرة".

وخاطبوا الرئيس أوباما بالقول: "لقد استبشرنا بقدومكم إلى سدة الحكم في بلدكم، باعتبار أن هذا الفوز جاء تتويجاً لمسيرة طويلة من النضال ضد الطبقية والعبودية والعنصرية، وزادت فرحتنا أكثر حين أعلنتم قراركم الشجاع بإغلاق معتقل غوانتانامو سيئ الصيت، فهل تخليتم عن الوعد أم فشلتم في تحقيقه؟!".

وحذر أهالي المعتقلين من أن بقاء أبنائهم في المعتقلات الأميركية "يشكل رافداً معنوياً للمتطرفين ودعاة العنف والإرهابيين، الذين يستغلون هذه القضية الإنسانية العادلة في الترويج لكراهية أمريكا والتحريض عليها.."، وأضافوا: "إن التزامكم قيم العدالة ووفاءكم بالوعد في إطلاق سراحهم هو الضمان الأكيد لأمن بلدكم وسلامة أبنائه..".

وشارك في الوقفة الاحتجاجية واللقاء أقارب معتقلين يمنيين في السعودية وممثلين عن اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين اليمنيين في السعودية، وكذا ممثل مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان بصنعاء، بالإضافة إلى ممثلي العديد من المنظمات الحقوقية والمدنية.

نص الرسالة التي وجهها المعتصمون إلى رئيس الجمهورية:

فخامة الرئيس علي عبدالله صالح

رئيس الجمهورية حفظه الله

نحن أهالي أبناءكم المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو وباجرام، نناشدكم الله وأواصر القربى وأخوة الدين والوطن النظر إلى معاناتنا بعين الاعتبار، انطلاقاً من مسؤولياتكم الدستورية والإنسانية.

فخامة الرئيس:

إننا منذُ افتتاح سجني جونتانامو وباجرام، والزجّ بأبنائنا فيهما وأعيننا لا تكاد تنام وقلوبنا من الحزن تتفطر كل يوم، وكأنما كتب علينا أن نعيش ما تبقى من أعمارنا انتظاراً أو نموت كما مات بعضنا كمداً، حيث القهر هو الحقيقة الوحيدة التي نعيشها، ونحن نحس آلام أبنائنا وأنينهم ونبكي سويا فنبكي بعيونهم ويبكون بعيوننا، ونعيش انتظارا طويلا لم نكن نتوقع أن نبتلى بمثله.

تسعُ سنواتٍ مرّت منذ أن فقَدَ أبناؤنا طعم الحرية وفقَدَنا الإحساس بالعدالة ونحن في عطش شديد لرؤية أبنائنا تحت ضوء الشمس يستنشقون هواء الحرية كما يليق ببني البشر.

لقد ضاق بنا وبهم الحال، وكلما استبشرنا بوعد، وعلقنا عليه آمالنا، وجدناه سراباً، ووجدنا أنفسنا أيضا أوهن من احتمال مزيد من الصبر.

إنه يحزّ في نفوسنا، ونظنكم تشاركونا، أن يعود عشرات المعتقلين من مختلف دول العالم، إلى بلدانهم وبين أطفالهم وذويهم، بينما أبناؤنا هناك يقبعون خلف زنازين الظلم، يتجرعون القهر ويعانون الحرمان، ونواجه نحن معهم ذات المشقة، طيلة هذه السنين، ضُعفت أبصارنا واحدودبت ظهورنا وذهب بعضنا إلى باريه يشكو وحشية وقسوة الإنسان على أخيه الإنسان.

يا فخامة الرئيس:

لقد شاهدنا وشاهد العالم أجمعهُ تلك الملحمة الإنسانية الرائعة التي سطّرها الرئيس التشيلي، قبل أشهر، حين قطع على نفسه عهداً أن لا ينام حتى تقرّ عينُه برؤية بضعة وثلاثين من مواطنيه، ابتلعتهم الأرض في أحد المناجم، فأقيمت الدنيا ولم تقعد، واُستنفرت لأجلهم أجهزة الدولة، ولم يهدأ للرئيس بالٌ حتى انتشلوا جميعهم، وكان الرئيس هو من يشرف على إنقاذهم، وهو أول من يحتضنهم، ويعيد إلى نفوسهم بهجة الحياة.

إننا نعلم يا فخامة الرئيس، ويعلم كل العالم، أن أبناءنا المعتقلين في جوانتانامو وباجرام أبرياء، ولو كانوا مذنبين لقدموا إلى المحاكمات.. لكنهم بيعوا بدراهم معدودة، والآن اتضحت الحقيقة، ولم يعد لأحد ذريعة في احتجازهم أو استعبادهم.. فلماذا لا يعودون؟!

أبناؤكم وإخوانكم/ أهالي المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو وباجرام.