ارتفاع إنتاجية العنب في اليمن إلى أكثر من 129 ألف طنا عام 2009م

الجمعة 24 سبتمبر-أيلول 2010 الساعة 07 مساءً / مأرب برس– سبأنت: درهم السفياني
عدد القراءات 8689

ارتفعت إنتاجية اليمن من ثمار العنب العام الماضي إلى 129 ألف و385 طنا العام الماضي مقارنة بـ 127 ألف و132 طنا عام 2008م، كما شهدت المساحة المزروعة بهذا المحصول ارتفاعا نسبياً بلغ 310 هكتارات خلال نفس الفترة.

ووفقا لبيانات الإحصاء الزراعي حصلت وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) على نسخة منها فإن محافظة صنعاء تصدرت المرتبة الأولى في الأغلب بين المحافظات من حيث إنتاج وزراعة العنب، حيث بلغ إنتاجها العام الماضي 92 ألف و790 طنا من مساحة مزروعة تجاوزت 10 آلاف و388 هكتارا.

وتشهد أسواق الفاكهة هذه الأيام تدفقا لكميات كبيرة من ثمار فاكهة العنب في مؤشرٍ لافت لارتفاع إنتاجيته خلال العام الجاري ما يدعو إلى إيجاد سياسية تسويقية لتشجيع زراعة هذا المحصول خلال الأعوام القادمة واستثماره في إنتاج الزبيب وبما يسهم في تحقيق عائدات اقتصادية لتحسين دخل المزارع.

ويتوقع وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية الدكتور محمد الغشم ارتفاع إنتاجية اليمن من الفاكهة والعنب بنهاية العام الجاري وفقا للتدفق الكثيف والملحوظ التي تعج به أسواق الفاكهة خلال هذا الموسم.

مشيرا إلى أن الظروف المناخية وغزارة الأمطار وتدفق السيول من أبرز العوامل التي ساعدت على إيجاد موسم زراعي خصيب ومبشر بإنتاجية مرتفعة لكافة المحاصيل الزراعية والفواكه والخضروات.

وحول جهود وزارة الزراعة والري في دعم وتشجيع زراعة العنب أكد الوكيل الغشم أن الوزارة تسعى إلى تشجيع مزارعي العنب من خلال تنفيذ حملات المكافحة للآفات وكذا تنفيذ أنشطة إرشادية وتوعوية في مجال زراعة العنب والتي تتضمن عمليات إيضاحية وإرشادية حول طرق المكافحة المتكاملة من خلال تنفيذ عدد من العمليات الزراعية الصحيحة كالحراثة وتقليب التربة والتعشيب والتخلص من بقايا المحصول نتيجة قطف الثمار وإزالة الأفرع المصابة والجافة.

لافتا إلى أهمية دور الإرشاد الزراعي في تعريف المزارعين بالطرق الصحيحة لاستخدام المبيدات والأسمدة بما من شأنه تطوير إنتاجية وجودة العنب، فضلا عن التوعية بالأضرار الناجمة عن قطف الثمار قبل نضوجها لأن الجني المبكر للثمرة يؤثر على زراعة وإنتاجية الشجرة.

مبينا أن خطة الوزارة خلال المرحلة القادمة ستتضمن تكثيف خدمات الإرشاد الزراعي في هذا الجانب بما يساهم في تحسين نوعية وإنتاجية الثمار.

وأشار وكيل قطاع الخدمات الزراعية إلى أن ثمار العنب المتدفقة بكميات كبيرة إلى الأسواق تعاني من مشكلة تسويقية تتأثر بعملية العرض والطلب.

وقال: إن الإنتاجية المرتفعة من العنب تشجع المزارعين في الاستفادة من ثماره وتجفيفها لإنتاج الزبيب، حيث ونحن في الوزارة لدينا توجه خلال العامين الجاري والقادم بالتواصل مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية والمشاريع الزراعية الأخرى من أجل توفير أجهزة تجفيف خاصة لإنتاج زبيب نظيف يتمتع بجود عالية، كما تدرس الوزارة وبالتعاون مع الاتحاد التعاوني الزراعي إمكانية تدريب مجموعة من المزارعين في هذا الجانب سواء في الخارج أو إيفاد خبراء أجانب للتدريب في الداخل.

مدير عام وقاية النباتات بوزارة الزراعة والري المهندس عبد الله السياني أرجع من جهته الارتفاع الملحوظ في إنتاجية ثمار العنب خلال السنوات الأخيرة إلى التسهيلات والخدمات التي يحظى بها مزارعي العنب من قبل وزارة الزراعة خاصة حملات المكافحة المجانية التي تساعد المزارعين في السيطرة على آفات العنب.

وأوضح السياني لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أن حملات مكافحة آفات العنب والتي تم تنفيذها لأشجار العنب في مديريات بني حشيش، خولان، بني الحارث، نهم بأمانة العاصمة شكلت عاملاً هاماً في زيادة إنتاجية وجودة الثمار، وأسهمت أيضا في الحد من الأضرار الاقتصادية التي تسببها تلك الآفات.

مبينا أن 539 أسرة زراعية في عدد من مديريات الأمانة استفادة من حملات مكافحة آفات العنب والتي نفذتها وزارة الزراعة والري ممثلة بالإدارة العامة لوقاية النباتات خلال النصف الأول من العام الجاري، وأن عدد أشجار العنب التي تم رشها وحمايتها من خطر الآفات في تلك المديريات المستهدفة بالأمانة تجاوز 85 ألف شجرة تقريباً.

وأشار إلى أن أبرز الآفات التي تهدد زراعة وإنتاجية أشجار وفاكهة العنب في اليمن هي حشرة المن والبق الدقيقي ومرض البياض الزغبي.. ولفت إلى خطورة تلك الآفات الحشرية كونها تقوم بامتصاص العصارة الغذائية في النبات مما يؤدي إلى قلة الإنتاجية وتدني جودة الثمار.

ويحتل العنب مرتبة متقدمة بين المحاصيل الزراعية النقدية والاقتصادية ويعد من المحاصيل المدرة للدخل وله قيمة غذائية وغني بالفيتامينات، كما أن تكاليف إنتاجه قليلة واحتياجاته المائية متوسطة مقارنة مع بعض المحاصيل الأخرى.

وأشتهر العنب اليمني بجودته العالية وتنوع أصنافه وألوانه وأشكاله، والتي تنتجها مزارع كثيرة منتشرة في العديد من المحافظات خاصة صنعاء التي تصدر سنويا نحو 80 % من الإنتاج العام للأعناب في اليمن.

وتتركز زراعة العنب في العديد من المحافظات وبالذات في المناطق ذات الطقس البارد والمعتدل، وتعد مناطق بني حشيش، خولان، سنحان، بني الحارث، أرحب، همدان ووادي ظهر بمحافظة صنعاء من أخصب المناطق التي تزرع ما يقارب من 20 نوع من العنب.

كما يزرع هذا المحصول في بعض مناطق محافظة صعدة، وكذلك في نواحي متفرقة في كل من محافظتي الجوف والبيضاء.

وتعتبر أصناف الرازقي، الجبري، العاصمي، الحاتمي، الأسود، الزيتوني من أجود أنواع ثمار العنب، إلى جانب أنواع أخرى مثل الأحمر، العرقي، الجوفي، البياض العادي، بياض فشان،الحسيني، أسود عذاري وغيرها.

ويعتبر العنب من الفواكه ذات قيمة غذائية وعلاجية جيدة تسهم في خفض ضغط الدم، وتحتوي قشرة العنب على نسبة كبيرة من ( فيتامين ب)، وتساعد على خفض الحموضة حيث تحوي الثمرة الواحد أكثر من 4.3 % من الألياف.

ويجفف العنب بواسطة الشمس أو المجففات الشمسية الحديثة للحصول على مادة الزبيب، ويمتاز الزبيب البلدي بمذاق فريد ونكهة خاصة يمكن تمييزه عن غيره من أنواع الزبيب الخارجي التي تتواجد في الأسواق المحلية.

ويحرص معظم اليمنيون على اقتناء الزبيب وتناوله خاصة في فصل الشتاء البارد لتزويد الجسم بطاقة حرارية تساعده في تحمل البرد.

هذا وكانت وزارة الزراعة والري وزعت في مطلع يوليو الماضي كمية من العبوات الخاصة بحفظ العنب لعدد من الجمعيات في المديريات المستهدفة ضمن مشروع العنب الممول بمنحة من الحكومة الفرنسية، بهدف مساعدة المزارعين وتشجيعهم في تسويق الإنتاج، وبما يمكنهم من تحقيق أرباح وفوائد مادية لتغطية تكاليف الإنتاج.

ويتفاءل معظم مزارعي العنب في بني حشيش بصنعاء بتحقيق أرباح وعائدات وفيرة من مبيعات ثمار العنب في الموسم الجاري إلى جانب تحقيق أرباح كبيرة من عائدات الزبيب نتيجة توفر كميات كبيرة من العنب المخصص للتجفيف.

مطالبين وزارة الزراعة والري بمساعدتهم في تسويق المنتج خلال السنوات القادمة كون العملية التسويقية من أبرز المشكلات التي يواجهها المزارعون عند تسويق ثمارهم، وربما تتكدس في الأسواق وتباع بأسعار زهيدة جدا، ويكون بالتالي المستفيد الوحيد هو وسيط البيع.

كما طالبوا بأهمية إيجاد آلية ومعالجات كفيلة بالحد من عملية إغراق الأسواق بالزبيب المستورد من الخارج سواء الإيراني أو الصيني، والذي يشكل عقبة وإعاقة أمام تسويق إنتاجهم من الزبيب المحلي البلدي.