في أول مؤتمر جماهيري وتجمع قبلي واجتماعي حاشد يعقده أبناء صعده بمحافظتهم التي اكتوى أهلها بنار "ستة حروب" حولت الاسم الشهير الذي ظل لسنوات طويلة يطلق على صعده "مدينة السلام" الى مدينة الحروب المتكررة، ويتشرد أهلها،وتتدمر منازلهم، ويعيشون بهاجس الخوف والذعر والتشرد والدمار .

ومن جديد وبعد ست سنوات حروب يسعى أبناء محافظة صعده لإعادة تلك التسمية لمدينتهم "السلام" بدءً بتأسيس (المؤتمر الوطني للسلام) والذي دعا إليه تاجر السلاح الشهير وأبرز شخصيات محافظة صعده – فارس مناع – بحضور لافت وحاشد لأبناء محافظة صعده ومئات الشخصيات الاجتماعية والقبلية مساء أمس بمدينة الطلح بصعده والتي يسيطر عليها الحوثيون.

وفي المهرجان التأسيسي للمؤتمر الذي ظهر عليه حسن الإعداد والترتيب، وبدت على أبناء صعده "النية الصادقة" لتحقيق السلام الفعلي..وقد كانت الحمامة رمز السلام حاضرةً بقوة من خلال رسمها على شعار المؤتمر وكذا حروف اللافتة الخلفية لمنصة المؤتمر.

وبعد أن توافد الآلاف عقب صلاة عصر أمس الى القاعة التي اكتظت بهم وجهزت بمنصة خاصة لرئاسة المؤتمر والمتحدثين ومقاعد للمشاركين..ليفتتح المؤتمر بآيات من القرآن الكريم ..ثم ألقيت كلمة العلماء ألقاها مدير عام الوصايا والترب بصعده – عبدالله حمود الدرهم بدأها بالحديث عن أهمية السلام في الحياة،وتأكيد الاسلام عليه "فهو خاتمة الصلاة وتحية أهل الجنة فيها".ليؤكد ان المؤتمر أتى في ظل ظروف بالغة الصعوبة،ويحاولون من خلاله الحيلولة دون حرب قادمة وليتوقف الدمار والتشريد وتبدأ مرحلة التنمية والإعمار".متمنياً ان يكون المؤتمر اسم على مسمى "السلام" بعيداً عن المجاملات والمماحكات".

مناع:الطرفين رحبوا بالمؤتمر وسنطبق ذلك بالميدان:

ودعا درهم جميع الأطراف الى المثول للسلام ،كما طالب من السلطة" ان تحقق السلام ،وإطلاق جميع المعتقلين في الشمال والجنوب،وان تعمل على تطبيع الحياة في جميع المحافظات وخاصة منها صعده،كما دعاها الى ان تتفاعل مع المؤتمر حتى يتحقق السلام".

وبعد أن ألقيت قصيدة شعرية لأحد ابناء صعده بعنوان " الأمر هام" جسدت معاناة أبناء صعده جراء الحروب الستة،ودعتهم الى تحقيق السلام ..لتقلى بعدها كلمة رئيس المؤتمر والداعي إليه – فارس مناع ليؤكد على ان المؤتمر الذي جاء بعد معاناة ابناء محافظة صعده من الحروب كتكتل اجتماعي وقبلي يضم كافة ابناء صعده – جاء للمساهمة في تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات،وتحقيق السلام على أرض الواقع".

مؤكداً ان انهم في المؤتمر حسب كلمته" سيقومون بمعالجة المشاكل من جذورها لا أعراضها،وسيتخذ مبدأ الحيادية والشفافية،واعداً بالضغط على طرفي النزاع في المحافظة بالاستجابة لمطالب تحقيق سلام حقيقي لايحمل بين أحشاءه حروب أخرى ".

وأضاف " ان المؤتمر يؤكد حق ابناء صعده الذين تضرروا من الحرب بالتعويضات العاجلة،كما سيطالب بالتعويضات لكل ابناء صعده ولن ينسى أبناءنا من القوات العسكرية لينالوا حقوقهم هم الآخرين".

ودعا مناع" كل أطراف النزاع من الدولة والحوثيين الى التعاون الجاد لإرساء دعائم الأمن والاستقرار.مضيفاً" وعلينا ان نسعى لتحقيق أمن محافظة صعده الذي يمتد لأمن جيراننا". مرحباً حد قوله بأي اتجاه من أي كان يصب في مصلحة السلام".

وأثناء ما كان فارس مناع يلقي كلمته ويتحدث عن ضرورة تحقيق السلام وكفاية معاناة وتدمير كان يتم عرض صور عبر "البروجكتر" لآثار دمار مختلف الحروب في محافظة صعده،وكذا إحصائيات لخسائر الحرب الخامسة والسادسة في مختلف مناحي الحياة بصعده.

وفي حين أكد مناع أن اللجنة المعدة للمؤتمر وجهت الدعوة للطرفين وأن الرئيس علي عبدالله صالح رحب بالمؤتمر وأهدافه ووعد بالتغطية الإعلامية للمؤتمر لكن الأجهزة الأمنية حالت دون وصول الإعلاميين الذين كان مقرر وصولهم للتغطية وتم توقيفهم في نقطة الجبل الأسود واحتجازهم لساعات في عمران وإعادتهم إلى صنعاء.كما أكد على ترحيب الحوثيين بالمؤتمر لكنهم كما قال:لم يرسلوا أي ممثل لهم ،وانما المؤتمر للقاعدة من الناس وليس للقادة ".

وفي وقائع الجلسة الأولى للمؤتمر أجمع الحضور على إقرار فارس مناع رئيساً للمؤتمر ،وخالد مطهر نائب أول وضيف الله رسام نائب ثاني فيما تم إقرار دغسان احمد دغسان أميناً عاماً.

المشاركون أكدوا على أمن السعودية وثمنوا الدور القطري:

وفي وقائع الجلسة الثانية للمؤتمر التي عقدت عقب العشاء جرت مناقشات للحضور للخروج بالصيغة النهائية للبيان الختامي والذي بدء بإقرار المؤتمر وضع آلية لفتح فروع لمؤتمر السلام في جميع المحافظات وتضمينها في الهيكل، وعمل تصور لفتح فروع في المديريات.

كما أقر انشاء مؤسسة خيرية تتكفل بالأيتام والاعمال الخيرية الأخرى،فضلاً عن اقراره انشاء صحيفة ناطقه باسمه ولسان حاله.

 وفي توصيات البيان أوصى المشاركون على المطالبة بسرعة اعادة الخدمات الأساسية في كافة المحافظة،وإعداد خطة تساهم في عملية الاعمار وبشكل عاجل.

كما أكد المشاركون على ضرورة عودة النازحين الى قراهم وعدم تعرضهم من أي جهة كانت ومساعدتهم في إعادة تأهيلهم وتمكينهم من ممتلكاتهم وحقوقهم ليعودوا الى حياتهم الطبيعية".كما أكدوا على سرعة التحرك لإعادة الأعمار وإيجاد مشاريع استثمارية.ودعوا إلى سرعة إطلاق جميع المعتقلين لدى طرفي الحرب.

ودعا المشاركون الى تبني عدة استراتيجيات حسب البيان منها" تبني استراتيجية حرية الفكر وعدم قبول فرض أي فكر بالقوة من أي طرف كان،واستراتيجية فاعلة فيما يخص السلام بين القبائل لانهاء الثأرات والنزاعات القبلية،إضافةً الى مبدأ رفض العنف وتغليب لغة الحوار في جميع انحاء اليمن ورفض الصراعات الطائفية والقبلية".

ورفضوا قبول ما وصفوها بالمزاجية والأهواء في تطبيق الدستور والقانون.

وأوصى المشاركون بتبني احترام مبدأ حسن الجوار حاضراً ومستقبلاً وتحريم أي اعتداء لافتين في ذات النقطة بتأكيدهم بالقول:" بما ان صعده حدودية وأي وضع غير مستقر فيها سيكون له تأثيرات سلبية على الجيران بدليل ما وقع في الحرب السادسة "مضيفين:"كون امن واستقرار اليمن عامة وصعدة خاصة جزء من امن الجزيرة والخليج وبالتحديد السعودية،كما ان الحفاظ عليه واجب شرعي ووطني وقومي"،كما ان صناعة السلام تتطلب شراكة الجميع".

وثمن مؤتمر السلام الدور القطري ممثلاً بأميرها في الجهود التي تبذلها قطر في تحقيق السلام والمساهمة في إعادة الإعمار. ويوصي في انجاح المساعي القطرية واي مساع أخرى لارساء اسس السلام والمشاركة في عملية اعادة الاعمار".

واختتم البيان بدعوة الجميع للوقوف مع السلام كخيار ضامن للحقوق والواجبات والممتلكات".كون الحرب والوقوف مع أحد اطرافها لايحمي الحقوق".

ويأتي انعقاد المؤتمر الوطني للسلام بعد أقل من شهر من إطلاق فارس مناع من حبس الأمن القومي الذي اعتقله لأكثر من أربعة أشهر.