آخر الاخبار

قنبلة بقوة زلزال".. الجيش الروسي يدمر مستودع ذخيرة للقوات الأوكرانية بقنبلة فائقة القوة الدوري المصري.. هدف "عالمي" من لاعب الأهلي يثير تفاعلاً إنجاز أمني كبير يطيح بشحنة خطيرة وبالغة الأهمية لعمليات الحوثي الارهابية أبو عبيدة يزف خبراً غير سار لإسرائيل.. والقسام تنشر فيديو قد يشعل تل أبيب البحرية البريطانية تكشف نتائج هجوم حوثي مزدوج استهدف اليوم سفينة شحن مجدداً.. مشاط الحوثيين يوجه تهديداً مهينا شديد اللهجة الى قيادات مؤتمر صنعاء بحضور الراعي وبن حبتور ..بماذا توعدهم خلال الأيام القادمة؟ برلماني متحوث في صنعاء يفتح النار على سلطة الانقلاب الحوثية ويشكو الظلم والجوع والفقر تحذير أممي: اليمن سيواجه أربعة أشهر عجاف مع بداية الشهر المقبل القوات المسلحة السعودية تبدأ مناورات الغضب العارم في البحر الأحمر بمشاركة القوات البحرية الأميركية لقاء رفيع لقيادات قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب.. والعميد الصبري يوجه برفع الجاهزية واليقضة الأمنية

هناك أطراف متصارعة في مجتمع حجة، والعبودية مظهر من مظاهر الصراع، ولا وجود لها في الواقع

السبت 24 يوليو-تموز 2010 الساعة 08 مساءً / مأرب برس:حجة / تحقيق / علي حسن
عدد القراءات 10049

يستغرب الناس في حجة كثيراً من ذلك الإصرار العجيب من جهات بعينها على خلق قضية من فراغ أو إعادة خلقها من جديد بعد أن تجاوزها الناس بحكم الضرورة السياسية أو بحكم الضرورة الاجتماعية والاقتصادية .

هناك في حجة من يقول أن ظاهرة العبودية منكرة ولا أصل لها في واقع الناس وهي منبوذة ويرون أن غياب التوازن الاجتماعي وكذا غياب المشروع الحضاري كانا سبباً في الاشتغال على العبودية ولكن لم يكن هذا الاشتغال يحمل المفهوم القديم من رق ونخاسه بل حمل مفهوماً جديداً سياسياً وذلك حين أصبح يستبد بالخيارات ويصادر الحريات ويحصر كل شيء في ذاته وفي الرمز الاجتماعي، وهناك في حجة من يرون غير ذلك ويقول باستهداف حجة من بعد حرب صيف 94م بالسعي الحثيث لتشويه وطمس هويتها الحضارية والتاريخية .

آراء متعددة متباينة لكنها جميعها تتفق على حقيقة هو انتفاء ظاهرة العبودية من مجتمع حجة وفق مفهومه القديم لا نطيل كثيراً دعونا نسبح في أفق تلك القضية

وبداية مع الكاتب والناقد والشاعر / عبد الرحمن مراد الذي تحدث قائلاً : مشكلتنا في اليمن أننا لا نتحدث عن مشاكلنا بموضوعية وحيادية وإنما نغلب توجهات الذات ونكرس طابعها في جل القضايا التي نطرحها .. ظاهرة العبودية هي ظاهرة ثقافية لها بعدها الاجتماعي والثقافي في النسيج الاجتماعي وعندما نكتشف شيئاً ما هنا أو هناك نخلق من رماده قضية ونقيم الدنيا ونقعدها على أشياء ربما أصبحت شكلاً لا مضمون له .

ويقول مراد "أنا أتحدا كل القائلين بوجود ظاهرة العبودية في حجة أن يأتوا بحالة واحدة فقط ما زال المجتمع أو أفراده يمارسون عليها أي شكل من أشكال العبودية وفق مفهومها الاجتماعي القديم .... نعلم جميعاً أن القبائل ما تزال تحتفظ بصكوك رق لكن تلك الصكوك أصبحت تمثل شيئاً من الموجودات الأثرية تلك الموجودات قد تصبح ذات قيمة مادية إذا ظهر هناك أي خلل في المنظومة الثقافية والعقائدية وهذا الخلل لا يدل على اختلال ومنذ أمد بعيد يعود إلى ا لنصف الاول من القرن الماضي ،وإذا أضفنا العبء الاقتصادي في زمننا أصبحنا نتحدث عن ترف ذهني فقط لا يعشعش إلا في أذهان المأزومين الذين يقتاتون على الفضلات و يحاولون تشويه القيم الاجتماعية والحضارية والتاريخية لهذا الشعب .

 ويضيف مراد / علينا الاعتراف أن هناك خللاً في المنظومة السياسية هذا الخلل عكس نفسه على البنية الاجتماعية ونسيجها العام فغاب التوازن وتعززت قيم التسلط والاستبداد فكان الصراع نتيجة حتمية ،هذا الصراع اتخذ من العبودية السياسية بعداً اجتماعياً وسياسياً لمقارعة الاستبداد

 ما ينشر حالياً في بعض الصحف هناك من يقف وراءه ومن يدعمه و هناك من هو المستفيدين منه وما كان يجب أن يخرج الموضوع بالصورة التي تعكس مشوهة لواقعنا الاجتماعي القائم على قيم المحبة والتعايش واحترام إنسانية الإنسان والإقرار بحريته وكيانه .

ويشير مراد إلى انه في مجتمع حجة اندمجت تلك الطبقة التي كانت تدعى بالعبيد في النسيج المجتمعي وأصبح هناك تداخل والنماذج موجودة ومشاهدة وحية وفاعلة حيث يقول "أظن أن على ابن إبراهيم قد ضرب مثلاً إنسانيا فريداً حين أعتق ما تحت يده ووهبهم أخصب أرض حتى يتمكنوا من العيش الكريم وهذا موثق ومعروف وقد حدث في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي .

 

ويضيف بالنسبة لقضية "قناف" التي أصبحت قضية كانت قد أثيرت قبل عام وأعيد بعثها الآن في ظني أن سكنه في الضحى الذي يبعد مئات الكيلومترات عن صاحب الصك وهذا دليل كاف على انتفاء ظاهرة الاسترقاق بمعناها الاجتماعي القديم وذلك يؤكد وجود الظاهرة كشكل فقط دون محتوى أو مضمون كما تحدثت في السياق.

 ويؤكد مراد أن معالجة الإشكالات لا يكون بالتهويل لإسقاط أنانية الذات وغطرستها على الموضوع الذي يجب أن نتعامل بمسئولية وطنية وإنسانية عالية معه ولعل إثارة القضية مرة أخرى تحمل أهدافاً من جهات بعينها وربما كان له أجندتها الخاصة بها .

ويستطرد مراد قائلاً : القضية ليست شعارات أو مزايدات علينا أن ندرك أن مجتمعنا بحاجة إلى قراءة علمية ممنهجة حتى نتبين أماكن الخلل فيه ونحاول ترميم كل الفجوات في نسيجه العام.

 وأختتم مراد حديثه قائلاً / شريحة العبيد في حجة أصبحت مستقرة اجتماعياً ومتفاعلة مع محيطها وأقول ذلك وأنا مطمئن واملك مقومات هذا الاطمئنان وعلينا التفرقة بين شريحة العبيد وشريحة أخرى يطلق عليها القبائل ( اللحوج ) وهذه الشريحة غير مستقرة وهي دائمة التنقل , وأنا أستغرب كثيراً من مجريات الحدث فأفراد هذه الشريحة لا يعون ذاتهم فضلاً عن مفردات الحرية والعبودية حتى ملفوظ السيد ينطقونه على سبيل العادة وليس كل من كانت سحنته سوداء عبداً . هناك سلالات وهناك هجرات , و هناك اضطهادات تاريخية ..و..و...لا بد من الدراسة العلمية ولا بد من المعالجات العلمية أيضاً هذا هو المفترض وأتمنى أن يتجاوز إحساسنا بهذا الوطن إحساسنا بأنفسنا كون الوجدان يفرق دائماً والعقل والأداة القادرة على التوحيد والتمثيل والقادر على فرز الألوان المتداخلة .

كما يقول محمد علي عناش "تربوي " فاجأتنا قناة الجزيرة مساء يوم الاثنين 5/7/2010م بطرح موضوع العبد "قناف" وظاهرة العبودية في بعض المديريات التهامية من محافظة حجة وهو جهد إعلامي مؤسسي بمضمونه الحقوقي والإنساني نشكر عليه قناة الجزيرة وكل من تبنى الموضوع على اعتبار أن العبودية والرق مدانة ومرفوضة بكل المقاييس العقلية والإنسانية , مشيرا إلى إن هذه الحالة تمثل انسحاق إنساني وآدمي في عصر العلم والتكنولوجيا والديمقراطية بالرغبة والإرادة بين المستبعد والمتعبد لذا هي جريمة إنسانية يعاقب عليها القانون الدولي ضد من يثبت عليه ممارسته لها , ومن يتورط في تعميدها رسمياً ويعطي لها صفة الشرعية .

ويؤكد عناش أن العبودية هي في الأساس قضية ثقافية لذا طرح مثل هذه القضية التي بين أيدينا والتي لا يقرها شرع ولا قانون ولا عقل ولا ضمير , تقتضي الأمانة الأخلاقية والمهنية في تناولها الذي يجب أن يشمل الأبعاد المختلفة لها باعتبارها نتيجة وواقع لعوامل وأسباب لكن الذي يؤسف له أن طريق التعاطي معها إعلامياً لم يكن أمينا ولا مبدئياً من جوانب عديدة أهمها :

1- طريقة التعاطي عكست فقط الرغبة في عرض هذه الحالات بمنحى يعكس دافع سياسي أكثر منه دافع قيمي ومعرفي يبحث عن الأسباب والمعالجات ويعمل على حشد رأي عام اجتماعي وثقافي وسياسي ضاغط لإدانتها وإنهائها وتجفيف كل عواملها.

2- تم عرض القضية والتعاطي معها وكأنها " ظاهرة اجتماعية في محافظة حجة بشكل خاص بما يعكسه ذلك الطرح اللامنهجي أنها تمثل حالة ثقافية في محافظة حجة " وهذا تعاطي غير أمين يريد أن يشوه الهوية الثقافية أو الطابع الثقافي لأبناء محافظة حجة التي تتسم عبر التاريخ بالسلم والتسامح ورفض الغلو والتطرف والميل نحو التعايش الاجتماعي العادل ولهذا كان الطرح يريد أن يقول إما أن تكونوا صراعيين ومتطرفين ما لم فأنتم تحملون ثقافة رق وعبودية .

3- لم يكن الطرح أميناً ولا أخلاقياً , لأن القضية ليست وليدة شهر يونيو 2010م وليس من اكتشفها هو صحيفة المصدر أو غيرها حسب ما ورد في خبر الجزيرة وتصريح المحامي محمد ناجي علاو فالقضية مثارة منذ شهر إبريل العام الماضي 2009 م من خلال الدكتور / مجاهد حسن اليتيم الذي حصل على وثيقة عتق العبد /قناف وهو الذي قام بإيصالها إلى المرصد اليمني لحقوق الإنسان , كما أثيرت في نفس الوقت في مختلف الصحف كالشارع والوسط والنداء والمصدر عبر مثقفين وناشطين وحقوقيين ومراسلي الصحف بالمحافظة ولم تتوقف الحملة الثقافية والإعلامية المناهضة للعبودية والرق من قبل كتاب المحافظة وخاصة أعضاء منتدى الغد للثقافة والإبداع , إلا بعد أن امتنعت بعض الصحف من نشر كل ما يتعلق بالقضية .

رئيس منتدى الغد للثقافة عادل راجح شلي بالمحافظة يقول "الشكر الوسائل الإعلام التيس تفاعلت مع الموضوع التي تفاعلت مع قضية العبوديه وخاصة مع حالة استرقاق "قناف بن الجارية سيارة " التي ظهرت العام الماضي بمديرية كعيدنه محافظة حجة والذي يعود فضل الكشف عنها والتفاعل الإعلامي معها الى الإعلاميين والمثقفين والناشطين الحقوقيين من ابناء المحافظة الذين تفاعلوا مع القضية قبل عام وإلقاء نظرة حول التناولات الاعلاميه اليوم حول القضية سيدرك أنها لم تأتي بجديد وانها تعيد ذات المفردات التي طرحت من قبل ابناء المحافظة قبل عام ولا جديد الا الزخم الإعلامي والحضور الواسع والكبير .

ويشير شلي الى ان ارتباط العبودية كمحصلة ونتيجة للصراع والحروب تمثل المشروع الوحيد للمهؤؤسين بالسلطة والعاجزين عن القيام بأعباء البناء والتنمية ،مما يؤكد اهمية الحفاظ على الهوية السلمية لمحافظة حجة والحيلولة دون انزلاقها الى هاوية الصراع، وتزداد اهمية الدعوة للحفاظ على الهوية بسبب المظاهر المتعددة التي ما العبودية الا احدها والتي تقرع جميعها اجراس الانذار وتبين حجم الارتداد والنكوص الذي ال اليه الوضع ويظهر بالمقابل حجم الاحتقان الذي قد ينتج عنها ايضاً.

ويضيف شلي الى ان الارتداد الى عصور القنانة والرق سيستدعي مخزون هائل من الثورات (الصراعات والحروب)في الخيال الفردي والجمعي ،مما يجعلنا ندرك بوضوح سوء المنقلب الذي يقودنا اليه القرويين والمناطقيين الذي يديرون شئون المحافظة ويوضح انعدام أي رؤية لديهم.

والذي من شأنه يجعل الهوية الثقافية لمحافظة حجة صمام امان وحتمية للحيلوله دون الصراع، وقاعدة أساسية لكل مشاريع التنمية ، ويجعل من الحفاظ عليها ضرورة تاريخية يجب ان يضطلع بها كل ابناء المحافظة بمختلف انتمائتهم ومشاربهم.

ويتمنى شلي من كل القوى الوطنيه ان تقرا ما يجري في محافظة حجة بموضوعيه وتجرد ،وتدرس ظاهرة العبودية وغيرها من الظواهر الاخرى التي يثيرها مثقفوها في سياقها الاجتماعي وربط النتائج بالمقدمات التي افرزتها،وان لاتنتظر ـالقوى التي حركت ما كينتها الاعلاميه لابراز ظاهرة العبوديه ـعام كامل حتى تلتفت الى ما يجري في محافظة حجة من التحولات وان تتفاعل معها الان وليس بعد عام لانه حينها ربما يكون قد فات الاوان .

  
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن