الراشد يكشف عن مشكلة غير معلنة بين واشنطن وصنعاء ويصف البيض بالضرس المؤلم

الأحد 20 ديسمبر-كانون الأول 2009 الساعة 06 مساءً / مأرب برس:
عدد القراءات 14463

قال عبد الرحمن الراشد إن الولايات المتحدة تمارس سياستين فيما يخص الحرب مع الحوثثيين شمال اليمن, فهي تقوم بتقديم الدعم اللوجيستي والمعلوماتي المهم للقوات اليمنية ضد الحوثيين، في حين ترفض اتهام الحوثيين وتتحاشى تأييد النظام الرسمي علنيا, وهو ما عده أسلوبا مختلفاعن سياسة أميركا المعهودة في دعم حلفائها.

وأضاف الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط في مقال له بعنوان "اليمن واللعبة الحوثية" والمنشور اليوم الأحد في ذات الصحيفة, أن تبسيط التعامل مع المشكلة الحوثية هو ما أدى إلى أزمة كبرى في اليمن تهدد النظام, مشيرا إلى أن الحوثيين قادرون على مضاعفة مناصريهم لو كسبوا معارك مهمة على الأرض, وسواء كان عدد المتمردين الحوثيين بضع مئات أو عشرات الآلاف, حد تعبيره.

وتساءل الراشد: لماذا يكرر الأميركيون نفي وجود علاقة بين الحوثيين وطهران؟ وهل من خطر على صنعاء من النجم اليمني الجنوبي، علي سالم البيض، العائد بقوة داعيا لشق الجمهورية؟, منوها إلى أن الجميع يلاحظ الغزل الأميركي للحوثيين، حيث تتكرر جملة واحدة على لسان كل المسئولين الأميركيين عندما يطرح عليهم السؤال "لا يوجد لدينا دليل على علاقة إيران بالنشاط الحوثي في اليمن"، في حين يذهبون إلى أبعد من ذلك بالقول "إن التمرد مشكلة يمنية داخلية".

وأوضح الكاتب أنه إذا كانت هناك جهة تدري بحقيقة علاقة الحوثيين فلا بد أن تكون الولايات المتحدة، وذلك بحكم تخصصها في رصد النشاط الإيراني وضخامة قدراتها في أرض وسماء المنطقة, وهذا يعني, حسب تعبيره, إما أن واشنطن مقتنعة بأن حكومة صنعاء تكذب بإلصاق تهمة العمالة لإيران لتأليب الرأي العام الغربي ضد الحوثيين، أو أن واشنطن نفسها تكذب وتعرف عمق التورط الإيراني لكنها لا تريد توسيع معاركها, مؤكدا أنه يميل إلى التفسير الثاني؛ لأن علاقة القيادة الحوثية بالنظام الإيراني تؤكدها تفاصيل دقيقة وعمر العلاقة أكثر من عشر سنوات, حسب قوله.

وكشف عبد الرحمن الراشد أن هناك مشكلة موجودة وإن كانت غير معلنة بين الحليفين، واشنطن وصنعاء, فـ"السلطة اليمنية متهمة بأنها تستغل الأزمات لأغراضها الداخلية، وتتهم بأنها كانت تغض النظر عن وجود (القاعدة) على أراضيها، واضطرت قوات أميركية إلى تنفيذ عمليات بنفسها على الأرض اليمنية. كما يتهم الرئيس علي صالح بأنه يتقدم الجماهير اليمنية في انتقاد الأميركيين ويزايد عليهم أحيانا، كما يتهم بأنه رغم الدعم المشروط تخلى عن وعوده بالإصلاحات السياسية والاقتصادية", مشيرا إلى خصوم الجمهورية تزايدوا وتحالفوا ضد الرئيس رغم أنهم لا يربطهم ببعضهم شيء سوى رغبتهم في إضعاف النظام أو حتى إسقاطه, منوها إلى ما أسماه بـ"الضرس المؤلم" الذي ظهر على السطح, "علي سالم البيض".

وتوجه الكاتب باللوم إلى صنعاء؛ لأنها, طبقا لما ذكره, لم تستطع احتواء حالة الفوضى يوم قرر الرئيس المصالحة واستيعاب القادة الجنوبيين الذين خسروا الحرب، مؤكدا أن البيضلو عاد آنذاك ما كان هناك خطر على سلطة صنعاء.

وأشار الراشد إلى أن الوضع صار اليوم معقدا ما يستوجب إعادة فتح الباب لمن تبقى من الجنوبيين، للعودة والمشاركة، فهو الخيار الأقل ضررا.

وتطرق في مقاله إلى مبادرة الحوار الجديدة التي أطلقها الرئيس للمصالحة تحت قبة البرلمان، التي قال إنه لا يرى فيها تنازلات شجاعة حتى تأخذ الزخم المطلوب. موضحا أن النظام في صنعاء يواجه تحديات حقا خطيرة، تتمثل في ثلاث جبهات عسكرية متمردة، ونشاط معارض في الخارج، وابتعاد أميركي عن دعم النظام، وحسابات إقليمية أكبر من حسابات صنعاء, حسب تعبيره.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن