(الجمهورية) تتهم حميد الأحمر باستغلال نفوذه القبلي لعرقلة تنفيذ محطة مأرب الغازية

الخميس 22 أكتوبر-تشرين الأول 2009 الساعة 10 مساءً / مأرب برس:
عدد القراءات 11459

شنت يومية "الجمهورية" الصادرة من محافظة تعز هجوما حادا ضد حميد عبد الله بين حسين الأحمر- القيادي البارز في التجمع اليمني الإصلاح, وعضو البرلمان, متهمة إياه بعرقلة تشغيل المحطة الغازية في محافظة مأرب.

وقالت الصحيفة إن حميد استغل نفوذ والده, شيخ مشائخ حاشد, للظفر بامتياز تنفيذ المرحلة الأولى من محطة مأرب الغازية، بتواطؤ من جهات عدة استخدم معها أساليب الترغيب والترهيب، قيل آنذاك أن «ابن الشيخ» طامح بتوسيع تجارته، وطامع في المزيد من الكسب.

واتهمت اليومية الرسمية حميد بالسعي لعرقلة تنفيذ محطة مأرب الغازية من خلال مطالبته بإضافة زيادة فوق قيمة العقود التنفيذية حيث طالب وزير الكهرباء بتاريخ 26ـ7ـ2007 بزيادة الأسعار بواقع 42 % من القيمة التعاقدية للمناقصة رقم 2006/172 لتوريد أبراج وعوازل لمشروع المحطة حيث تم بتاريخ 6/8/2008 توقيع الاتفاق بين شركة حميد الأحمر والمؤسسة العامة للكهرباء بإضافة مليون وتسعمائة وألفين ومائتين وواحد وستين دولاراً وأربعة وعشرين سنتاً كفارق أسعار تدفعها مؤسسة الكهرباء لمجموعة الأحمر التجارية التي التزمت بتوريد مواد العقد كاملة بموعد أقصاه ديسمبر 2008م إلا أنها لم تف بالتزاماتها, وفقا للصحيفة.

وقالت الصحيفة إنه كان من المقرر بحسب العقود الموقعة بين وزارة الكهرباء والطاقة والشركات المنفذة للمرحلة الأولى من محطة مأرب الغازية التي تم إعلان مناقصتها في العام 2003، وتم توقيع العقد في العام 2005، أن تدخل المحطة العمل مع شهر فبراير 2008 على أبعد تقدير.

وتضمن العقد قيام شركة «بارسيان» بإنشاء أربع محطات محولات في إطار مشروع مد خطوط نقل الكهرباء من محطة التوليد التي تعمل بالغاز الجاري انشاؤها حالياً في محافظة مأرب إلى العاصمة صنعاء، وحدد لإنجاز المشروع في مرحلته الأولى 30 شهراً, وتزيد صحيفة الجمهورية أن جهد المحطتين يبلغ400 كيلوفولت، فيما بلغ جهد المحطتين الأخريين بقدرة إجمالية 248 ميجا فولت/أمبير.

ونقلت الصحيفة عن لجنة الخدمات أنها أبدت استغرابها لعدم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الشركة الإيرانية وتقديم تنازلات غير مبررة لها كتغيير مصدر صنع محولات الطاقة من مصنع «سيمنس أريفام» إلى مصنع «إيران ترانفسو» وكذا تعديل برامج التنفيذ عدة مرات حسب التقرير البرلماني الذي توقع التأخر في إنجاز مشروع كهرباء المحطة الغازية على اعتبار أن معظم مكونات محطات التحويل لم يتم البدء في تصنيعها حتى أوائل العام الجاري.

وتكشف "جمهورية تعز" عما أسمتها "الصلة بين حميد والشركة الإيرانية" متسائلة: هل ثمة صلة بين الشركة الإيرانية المنفذة لجزء من المناقصة وبين شركة «سيمنس» الألمانية التي يمثلها حميد الأحمر في تعطيل المشروع؟.

ووضعت الصحيفة تساؤلها, حسبما ذكرت, على عدد من المسئولين في وزارة الكهرباء ومؤسسة الكهرباء، وتوصلت إلى معلومات مفادها بأن هناك ثمة صلة «خفية» لتعطيل هذا المشروع، حيث سافر حميد الأحمر إلى طهران والتقى المسئولين في قطاع النفط والغاز هناك دون معرفة أهداف تلك الزيارة، لكن مصادر قالت إن ثمة تعاقدات أجراها بملايين الدولارات لصالح الشركة الألمانية «سيمنس» ولا يخفي البعض شكوكه بأن اتفاقاً خفياً قد تم توقيعه بين حميد والشركة الإيرانية, طبقا لما جاء فيها.

واتهمت الصحيفة حميد بأن له جهدا محموما في تعطيل العمل بمحطة مأرب الغازية سواء في المرحلة الأولى أو الثانية، حيث حصل على المناقصة كوكيل لشركة «سيمنس» الألمانية، وفي المرحلة الثانية مارس ضغوطاً حثيثة على بعض المسئولين في الكهرباء لتحويل المناقصة الثانية إليه من الباطن، وظل باستمرار يضع الصعوبات والعراقيل بصور مختلفة لتعطيل بدء تنفيذ هذه المحطة ومن أبرزها محاولة حصوله على تعويضات بمبلغ يصل إلى 5 ملايين دولار لصالح شركة «سيمنس» الألمانية التي يعتبر وكيلها الأساسي في اليمن.

ويستخدم حميد الأحمر ثقله, كما تضيف الصحيفة, لفرض إتاوات على الشركات التي تشتغل في هذه المشاريع ومنها الشركة الإيرانية وشركة هندية, مستشهدة بما قالت إنها أقوال لبعض الفنيين العاملين في المحطة قولهم إن وكيل «سيمنس» حميد الأحمر دوماً ما يعمل على تعطيل العمل في المحطة الغازية وذلك ليمارس المزيد من الابتزاز.

وحذرت الصحيفة من أن هذه المرامي التي تكشف الوجه الخفي لحميد الأحمر, حسب وصفها, في تعطيل مشروعات إستراتيجية سوف يكون لها أثر كبير في دعم ميزانية الدولة والدخل القومي.

ونقلت عن مصادر مطلعة, أن حميد الأحمر تدخل في تعطيل هذا المشروع الاستراتيجي بصور كثيرة ومنها فرض وصاية على إحدى الشركات العاملة في المشروع وهي شركة هندية بغرض شراء توربينات لصالح شركة «سيمنس» الألمانية لصالح محطة مأرب الغازية «2» بمبلغ وقدره «784» مليوناً، وحتى الآن تبذل جهود حثيثة للحيلولة دون استمرار هذه الضغوط التي يمارسها حميد الأحمر.

كما أضافت الصحيفة أنه ثبت بالملموس أن «حميد» يمثل عائقاً رئيسياً أمام المشروع لأهداف لا تخفى على أحد من موقعه في المعارضة التي يهمها بالتأكيد عدم إنجاز الحكومة لمشروعاتها الإستراتيجية التي سيكون لها الأثر البالغ في التنمية الاقتصادية والاجتماعية, على حد تعبيرها.

واتهمت الصحيفة في تقريرها حميد الأحمر بالحصول على المناقصة في مرحلتها الأولى بأساليب الإلحاح واستغلال نفوذه القبلي وعضويته في مجلس النواب، وقالت إنه سعى حثيثاً وأنفق أموالاً باهظة لإفساد البعض بهدف الحصول على امتياز مناقصة المرحلة الثانية من المحطة الغازية من الباطن.

وذهبت الصحيفة إلى أن الأحمر قد أضر بسمعة شركة «سيمنس» الألمانية, الأمر الذي أدّى به إلى إرسال أخيه «همدان» إلى ألمانيا للوساطة, طبقا لما ذكرتها.

وقالت الجمهورية, في خام تقريرها, إن الممارسات التي قام بها «حميد الأحمر» في هذا السياق هي جزء من تركيبته القائمة على استغلال نفوذه القبلي وعضويته النيابية للحصول على امتيازات نفطية وغازية وتجارية دون وجه حق, مشددة على أنه يجب التعامل مع هذه الوجاهات بمسئولية كبيرة حتى تتكرر المأساة ويقع الفأس في الرأس, حسب وصفها.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن