القوات الملكية البريطانية تكشف حقيقة استهداف وإصابة سفينة قبالة سواحل المخا اليمنية عبد الملك الحوثي يستدعي قيادات سلطته الانقلابية في صنعاء الى صعدة وبرلماني متحوث :هل يُسألون عما اقترفوه..أم لإعادة إنتاج الظلم؟ الاعلان عن حادث بحري قبالة سواحل المخا الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية
خلال القرن الذي تلى الرحلة الشهيرة للمستكشف الإيطالي، كريستوف كولومبوس، التي قادته عام 1492 نحو القارة الأميركية، شهدت المنطقة ويلات غير مسبوقة انتهت بانهيار العديد من الحضارات التي عاشت بها لمئات السنين.
وإضافة لحملات الكونكيستدور الإسبان الدامية، عرفت القارة الأميركية خلال القرن السادس عشر ظهور أمراض وأوبئة جديدة أسفرت خلال فترات وجيزة عن سقوط ملايين القتلى.
رسم تخيلي يجسد أحد المرضى من الأزتك رسم تخيلي يجسد أحد المرضى من الأزتك
وتماما كالجدري والحصبة، شهدت العقود التي تلت حملة هرنان كورتيس (Hernán Cortés) ظهور وباء غريب صنّف كأحد أسوأ الأوبئة بتاريخ البشرية، وعصف هذا المرض بمناطق إسبانيا الجديدة الموجودة على أرض حضارة الأزتك بالمكسيك حالياً.
وبلغتهم الأصلية الناواتل (Nahuatl)، أطلق السكان الأصليون على مثل هذه الأوبئة اسم كوكوليزتلي (cocoliztli) في إشارة منهم لعدوى قاتلة تخلف أعداداً هائلة من الضحايا.
وإضافة للعديد من الموجات التي ظهرت بالقرن السادس عشر، تفشت بداية من العام 1545 كوكوليزتلي مجهولة المصدر، تراوحت أعراضها بين الحمى والقيء والطفح الجلدي.
وخلال الخمس سنوات التالية أسفر هذا المرض عن وفاة ما لا يقل عن 7 ملايين شخص، كما عاود الظهور مجددا بعد نحو 30 عاماً حاصداً في طريقه المزيد من الأرواح.
وأثناء القرن السادس عشر، شهدت مناطق حضارة الأزتك سابقا ثلاث موجات كوكوليزتلي هامة، كانت أولها عام 1520، أسفرت عن تراجع مذهل لعدد السكان الذي انخفض من 20 مليون نسمة مطلع القرن لأقل من مليوني نسمة مطلع القرن السابع عشر.
خلال الفترة المعاصرة يختلف المؤرخون حول نوع الوباء الذي انتشر بالقرن السادس عشر حاصدا أرواح العديد من الأزتك. وبينما تحدّث البعض عن الطاعون والحصبة والجدري، تحدّثت تقارير ظهرت بالسنين الأخيرة ودعمت بفحوصات الحمض النووي عن بكتيريا السلمونيلا (Salmonella). واتجه علماء من معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ الإنسان بألمانيا لاستخراج جثث تعود لبعض ضحايا كوكوليزتلي 1545 بجنوب المكسيك.
ومع إجرائهم لفحوصات على أسنان هذه الجثث المستخرجة، عثر العلماء على جزيئات من الحمض النووي لبكتيريا فقارنوها بالحمض النووي لآلاف الأنواع من البكتيريا ليقع اختيارهم في النهاية على سلالة Paratyphi C المصنفة كأحد أنواع بكتيريا السلمونيلا المعوية.
وحاليا، يمكن لبكتيريا السلمونيلا أن تنتقل للإنسان عن طريق اللحم والبيض غير المطبوخ لتسبب لديه حمى وقيئاً وإسهالاً وآلاماً بالبطن من دون أن تهدد حياته لتختفي بعد أيام. لكن سلالة السلمونيلا المسجلة أثناء كوكوليزتلي 1545 أخطر بكثير من تلك المنتشرة حاليا، حيث تسبب سلالة Paratyphi C أعراض حمى تيفوئيد شديدة تنتهي في النهاية بوفاة نحو 15% من المصابين بها في حال عدم علاجها. كما يظهر هذا النوع أساسا بالمناطق الفقيرة والنامية عادة بسبب غياب قواعد الصحة.
إلى ذلك، لم يتمكن أي من المختصين من إثبات انتقال هذا المرض من أوروبا للقارة الأميركية عن طريق الكونكيستدور الإسبان. فبينما أكد البعض وجود البكتيريا بالمنطقة منذ القديم، تحدّث آخرون عن عثورهم على بكتيريا Paratyphi C بجثة امرأة توفيت بالقرن الثالث عشر ودفنت عند مدينة تروندهايم (Trondheim) النرويجية مؤكدين بذلك وجود هذه السلالة من السلمونيلا بأوروبا قبل نحو 300 عام من رحلة كريستوف كولومبوس.