عالم الزلازل الهولندي يحذر من اليومين المقبلين.. ويكشف مكان الخطر القوات الملكية البريطانية تكشف حقيقة استهداف وإصابة سفينة قبالة سواحل المخا اليمنية عبد الملك الحوثي يستدعي قيادات سلطته الانقلابية في صنعاء الى صعدة وبرلماني متحوث :هل يُسألون عما اقترفوه..أم لإعادة إنتاج الظلم؟ الاعلان عن حادث بحري قبالة سواحل المخا الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء
رغم محاولات لإخفاء الحدث، فقد كشفت وسائل الإعلام العالمية معالم قصة مذهلة، بالمقاييس الاجتماعية والسياسية العربية والعالمية، لـ«هروب» الأميرة هيا ابنة الملك الأردني الراحل حسين، وزوجة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من الإمارات، الشهر الماضي، ووصولها إلى ألمانيا ثم بريطانيا، مع ابنيها، الجليلة (11 سنة) وزايد (7 سنوات)، حيث بدأت إجراءات طلاق.
قدمت الأميرة القادمة من العائلة الهاشمية الحاكمة في الأردن، وهي الأخت غير الشقيقة للملك عبد الله الثاني، المتخرجة من أعرق الجامعات البريطانية (أكسفورد)، والحائزة على أوسمة في رياضة الفروسية، والشيخ الذي يدير إمارة شديدة الثراء، والمحب للشعر والفنون، صورة لعلاقة زواج فريدة تجمع بين الشهرة والمال والسياسة والرياضة والفن.
تشير القصيدة المنسوبة للشيخ محمد حول الحادثة إلى الأثر الشخصيّ القويّ لما حصل، وربما يساهم أسلوب توصيفها للأمر في إضاءة بعض الملابسات، فبعد كلمات مثل الكذب والتعدي والإهانة والخيانة يخلص الشيخ محمد إلى القول إنه لا يهمّه إن عاشت أو ماتت، ولو كان الكاتب شاعرا فحسب، وليس حاكم إمارة فاحشة الغنى تتبع لدولة ذات تداخلات إقليمية كبيرة، لاعتبر قوله هذا نوعاً من التعبير عن الحزن واليأس، لكنه في سياق سياسي وقانوني قد يعتبر تهديدا، وهو ما قد يفسر ما نشرته وسائل إعلام عالمية (كـ«بي بي سي») عن «اختباء» الأميرة، و«خوفها على حياتها»، إضافة إلى فتحها دعوى طلاق.
يزيد من ارتباط القضايا الشخصية بالسياسية علاقة الإمارة بحادثين آخرين تعرّضت لهما ابنتا الشيخ، لطيفة وشمسة، اللتان حاولتا بدورهما الهرب، فأعيدت الأولى من قارب في المحيط الهندي، واختفت الثانية من شوارع كامبردج البريطانية، وكان للأميرة هيا دور في محاولة طمأنة الرأي العام العالمي حول مصير الأولى حين قامت بترتيب زيارة لرئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون وظهرت في صورة مع الشيخة لطيفة، ولكن هذه الدعاية تصدّعت حين قامت الأميرة هيا نفسها بالهرب.
ليست حوادث الهروب من بيوت ملوك وأمراء أمرا نادرا في العالم، غير أن تكرارها بهذه الطريقة من قصور آل مكتوم في دبيّ يبعث على التساؤل حقا، ويكتسي «الهروب» الأخير للأميرة هيا أهمّية استثنائية للتداخلات السياسية للأشخاص المعنيين، وكذلك للتداعيات الممكنة بين القصور في دبي وأبو ظبي، من جهة، والقصر الملكي في عمّان، من جهة أخرى.
ويكشف لجوء الأميرة إلى بلدان عريقة وغنيّة ومتماسكة كألمانيا وبريطانيا، رغبة في إبعاد الملك الأردني عبد الله الثاني عن تداعيات القرار الخطير، وهو أصلا يعاني من علاقات شائكة وصعبة، وضغوط لا تخفى عليه، من قبل الإمارات والسعودية، ضمن مواضيع «صفقة القرن»، والسيادة الأردنية على القدس والمقدسات الإسلامية في فلسطين، وليس من المستبعد حتى أن يكون هروب الأميرة، كما ذكرت بعض المصادر، له علاقة بتلك الضغوط التي تتحسّس منها أجهزة الحكم في الأردن ويذهب بعضها إلى استشراف أشكال من التآمر على الحكم والنظام الملكي في الأردن.
ويجيء الإعلان عن رفع الشيخ محمد آل مكتوم لدعوى على زوجته لاستعادة طفليه، ولمجابهة دعوى الطلاق التي رفعتها الأميرة عليه، ليظهر جانباً عقلانيا ومطلوبا للقضية، عبر قصرها على المجابهات القضائية، مما يظهر تفهما من طرف حاكم دبيّ، على ما يظهر، للمخاطر السياسية والإعلامية التي قد تنجم عن الضغط على دول مثل بريطانيا أو ألمانيا، إضافة لتأثيرات ذلك الممكنة على الأردن (وحتى على الإمارات نفسها)، وهو إقرار أن الأساليب التي اتبعت سابقا لم يعد ممكنا استخدامها، فالمجابهة هنا مع امرأة درست السياسة والاقتصاد وعاشت كابنة ملك وأخت ملك، ولديها علاقات مع دول وبيوت حاكمة ومالكة (بينها العائلة المالكة البريطانية نفسها).
marebpress