السلطات الأمنية بعدن تزج بالصحفي وجدي الشعبي في زنزانة انفرادية .. ومظاهرات تندد باعتقاله

الخميس 15 يناير-كانون الثاني 2009 الساعة 07 مساءً / مارب برس- ماجد الداعري – خاص
عدد القراءات 3278

لليوم الثالث على التوالي تواصل السلطات الأمنية بمحافظة عدن اعتقال الزميل الصحفي/ وجدي الشعبي( محرر في أسبوعية الوطني المستقلة الصادرة من عدن) وللمرة الثانية, في اقل من أسبوع على اعتقاله في مستشفى الجمهورية التعليمي بعدن, على اثر قيامه بتحقيق صحفي كشف من خلاله حالة التسيب والإهمال الذي والتدهور الخدماتي والصحي الذي وصل إليه المستشفى .

 

وجاء اعتقال الشعبي هذه المرة الثانية ـ بعد تغطيته يوم أمس الأول للأحداث الدامية التي شهدتها ساحة الهاشمي بالشيخ عثمان صباح 13 يناير,بمناسبة الذكرى الثانية لمهرجان التسامح والتصالح الجنوبي الذي دعت لاحيائه هيئات التسامح والتصالح, ترسيخا لمبدأ التسامح الجنوبي وتعميق فكرته بين صفوف أبناء الجنوب ـ حسب ما جاء في بيانهم, وبعد أن أقدمت قوات الأمن التي حضرت إلى الساحة بكثافة صباح ذلك اليوم التسامحي ـ من تفريق جماهير المهرجان مستخدمة بذلك الرصاص الحي والمطاطي والقنابل للمسيلة للدموع, إضافة إلى الهراوات والاعصية التي كانت توجه إلى ظهور وأجساد المحتشدين في الساحة قبل أن تترك عشرات الجرحى ومئات من المعتقلين وزعتهم على مختلف سجون ومعتقلات محافظة عدن.

وفي تطور خطير للمواقف الأمنية بمحافظة عدن ـ أفاد مصدر امني أن السلطات الأمنية قد قامت مساء يوم أمس بنقل الزميل الشعبي من سجن شرطة البساتين حيث تم إدراجه وما يقارب الأربعين معتقلا هناك بعد اعتقاله من ساحة الهاشمي ومصادرة كاميراته وجواله الى زنزانة انفرادية بجانب القتلة وأصحاب السوابق الجنائية والمتهمين بقضايا الإرهاب في سجن البحث الجنائي بمديرية خور مكسر, وبموجب أوامر شخصية من مدير امن محافظة عدن/ عبدالله قيران, على إثر التحقيق الصحفي الذي نشره الشعبي عن الأوضاع الصحية المتردية في مستشفى الجمهورية التعليمي وتضمينه ذلك بعدد من الصور المعبرة عن حالة التسيب الإداري والإهمال التي وصل اليها الوضع الصحي والإنساني في المستشفى, وما تسبب به من إحراج كبير لإدارة المستشفى والسلطات الأمنية والسياسية في المحافظة ـ سيما وان ذلك التحقيق الصحفي ذات الطابع الإنساني الذي نشره في عدد سابق من أعداد صحيفة الوطني ـ قد تطرق فيه الى قصة وفاة العميد الخضر الكازمي على سرير المستشفى موضحا فيه الشعبي أسرار وخفايا مأساة المستشفى وما أوصل بدوره الى تعجيل وفات العميد وآخرين في المستشفى, موثقا ذلك بصور صحفية تمكن من التقاطها بعناية صحفية فائقة كخير شاهد على ذلك الوضع الإنساني المزري الذي حول غرفة الإنعاش والعناية بالمستشفى إلى مقبرة عاجلة للمرضى ـ حسب وصفه..

و قال احد أقارب الصحفي وجدي الشعبي أن قريبه يقعد في زنزانة سيئة الوضع وصعبة الاحتمال لا تتناسب مع القيم الإنسانية ولا تليق بسجين رأي تهمته الوحيدة خدمة الإنسانية وتوضيح أسباب موت عددا من أبناء اليمن على أسرة مستشفى عريق تتجه إليه كل آمال وتطلعات مرضى أبناء عدن وما جاورهم من المناطق الأخرى.

مضيفا لـ (مارب برس) أن الشعبي قال له أن ضابط التحقيق الأولي اخبره أن اعتقاله ونقله من سجن البساتين إلى زنزانته الانفرادية بمباحث خور مكسر جاء بموجب وأوامر شخصية من مدير امن عدن.

وعن سبب ذلك أضاف الشعبي عمر أن الضابط اخبره بان مدير الأمن قال ان الصحفي الشعبي مطلوب بأمر قهري منذ خروجه من سجن شرطة خور مكسر بالخطأ الإداري الأسبوع الماضي بعد أن أمر مدير شرطة خور مكسر بإطلاق سراحه عند انتهاء التحقيق معه, ولكونه غير مدان أو متهما في أي جريمة, وما قام به لا يخرج عن طبيعة مهنته وعمله الصحفي.

ويذكر أن خلافا شديدا بين مدير امن عدن ومدير شرطة خور مكسر كانت سببا رئيسيا في إعادة الزميل الشعبي إلى المعتقل دون أي تهمة موجة إليه سوى تحقيقه الصحفي عن الوضع الإنساني بالمستشفى, وما آلت إليه الخدمات الصحية هناك.

 وان الخلاف قد وصل ذروته هذا الأسبوع بعد قيام الثاني بإطلاق سراح الشعبي في وقت كان فيه الأول يوجه بضرورة تسليمه كاميراته وشريحته الذاكرة وبإبقائه رهن الاعتقال حتى يأذن له شخصيا بالإفراج عنه, وهوا مالم يستجب له مدير الشرطة.

الى ذلك فقد تواصلت المظاهرات الاحتجاجية في مديرية طور الباحة على استمرار اعتقال الزميل الشعبي وغيره من السجناء الآخرين.حيث احتشد المئات من أبناء مديرية طور الباحة لليوم الثاني على التوالي في مظاهرة احتجاجية غاضبة على استمرار السلطة في اعتقالها للصحفي الشعبي "ابن المنطقة" وغيره من معتقلي الهاشمي,ملوحين باستخدام خيارات مفتوحة لتحريرهم بالقوة من السجن إذا لم تبادر الحكومة للإفراج الفوري عنهم بأسرع وقت.

 مؤكدين في بيان تضامني مع الصحفي الشعبي وغيره من معتقلي يوم أمس الأول بعدن أن كل قبائل الصبيحة تتهيأ لإقامة مظاهرة احتجاجية غاضبة على استمرار اعتقالهم. ملوحين بأنهم غير مسؤولين على أي خيارات أخرى قد يستخدمها أهالي وأقارب المعتقلين من شانها أن تحول مسار مظاهرتهم التضامنية الكبرى مع المعتقلين في سجون السلطات الأمنية بعدن.

إلى ذلك أشار الدكتور الجراح/ عبد الحميد شكري ـ الناطق الرسمي للمجلس الوطني الأعلى الذي يترأسه باعوم أن آخر المعلومات التي توصل اليها المجلس تشير إلى أن أكثر من 320 معتقلا لدى سجون السلطة بعدن بينهم عمداء وعقداء متقاعدين في الجيش وصحفيين وأساتذة جامعات, إضافة إلى أطفال تم اعتقاله بعيدا عن ساحة الهاشمي ومن غير ضلوعهم بالمشاركة أو حتى حضور المهرجان.

مضيفا في تصريح لـ(مارب برس) إن المجلس الوطني يتابع ويتفقد عن قرب كل المعتقلين والجرحى وبمن فيهم المصاب جلال بالعيد الذي تم نقله مساء أمس على متن سيارة حكومية تابع لمستشفى الثورة بصنعاء وهو في حالة صحية حرجة لاتسمح له بالخروج من المستشفى او مغادرة غرفة الإنعاش, بعد ان اخترقت رصاصة عنقه وتسببت في تقطيعها لأعصابه مما أدى إلى إصابته بشلل رباعي.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن