طالبت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي بفتح تحقيق عاجل في عمليات نقل معتقلين لدى الولايات المتحدة الى بلدانهم مؤقتاً بقصد إخضاعهم لتحقيقات تشتمل على التعذيب, في حين أشارت إلى أن ماحدث لثلاثة معتقلين يمنيين قد يكون تعرض له الكثير من المعتقلين.
وقالت أن ثلاثة يمنيين زج بهم الأميركيون في أربعة سجون مختلفة بعضها منها سجون أوروبية لفترات تصل إلى سنتين, مشيرةً في تقريرها حول (الولايات المتحدة الأمريكية: الرحلات السرية وتَعذيب المعتقلين) أن ماحدث لصلاح علي قرو ومحمد باشميله ومحمد الأسعد تعتبر مدخل لتجارب معتقلين آخرين نقلوا بصورة مخالفة للقوانين بين دول مختلفة.
وأورد التقرير أن هناك أكثر من ألف رحلة على طائرات خاصة رتبتها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي.آي.ايه) حيث يتم معاملة المعتقلين بدرجة من القسوة لا يسمح بها القانون الأميركي نفسه أو مع القوانين الأوروبية التي ينقل السجناء عبر مجالها الجوي.
وأكدت المنظمة أن أبرز الدول العربية التي خضعت لطلبات الولايات المتحدة بتخصيص سجون سرية هي مصر والأردن وسوريا, مشيرة إلى حادثة قتل من خلالها رجل (محمد سعد إقبال مدني) في مصر تحت التعذيب بعد أن اعتقل في اندونيسيا.
يشار إلى أن باشميلة وقرو اعتقلا في أكتوبر 2003 في الأردن ونقلا الى السلطات الأميركية، ولحق بهما محمد الأسعد من تنزانيا في ديسمبر من نفس العام.
وأعلن أن الثلاثة السجناء نقلوا الى اليمن في مايو2005 تمهيدا إلى محاكمتهم بعد أن قالت الولايات المتحدة أنها سترسل وثائقهم لكن السلطات اليمنية حاكمتهم بتهمة تزوير وثائق وقضت بسجنهم عامين ثم الافراج عنهم لأنهم قضوا المدة في عدة سجون.
وأطلق سراح الأسعد في 14 مارس بينما جرى الافراج عن الاثنين الآخرين في 27 مارس.
وتشتبه المنظمة أن اليمنين قد احتجزوا في جيبوتي وافغانستان ومكان ما من أوروبا الشرقية موردة أن صالح قرو تعرض للتعذيب في الاردن قبل نقله من دولة الى اخرى وأبقي في سجن بمكان مجهول لحوالي سنة.
وأشارت إلى أنه نقل من السجن المجهول إلى اليمن حيث زج به لتسعة اشهر, وفيما لم توجه إليه أي تهمة تتصل بممارسة الارهاب ناقلة إفادته أن الاعتقال أدى الى تدمير حياته بشكل شبه نهائي حيث لم ير طفلته الوحيدة التي صارت في الثانية من عمرها، كما أنه ليس متأكداً من انه سيلقى عائلته المكونة من زوجة تقيم في اندونيسيا حيث يعتقد أنه لن يتمكن من جمع المال اللازم وتأشيرات الدخول ليتوجه الى هناك. وأكدت المنظمة أن باشميله والأسعد كانا من نزلاء السجن السري نفسه في تلك الدولة المجهولة, مؤكدة أن لديها معلومات موثقة عن تفاصيل 1000 عملية نقل عبر المجال الجوي لدول أوروبية حملت السجناء الى سجون التعذيب في العالم العربي.
وأورد التقرير عدد كبيرا لرحلات يشتبه أن تكون لنقل معتقلين من وإلى سجون سرية من هذه الرحلات إلى بلجيكا ، كندا، فرنسا، ألمانيا، ايرلندا، إيطاليا، الأردن، أمستردام، البرتغال، أسبانيا، بريطاني، الولايات المتحدة، الإمارات العربية، العراق، الكويت، ليبيا، الجزائر، البحرين، كرواتيا، قبرص، أذربيجان، التشيك، سويسرا، السعودية، أوزبكستان، ماليزيا، بولندا، قطر، تركيا، جامبيا، مصر، المغرب، باكستان وإسرائيل وغيرها من الدول
تحرك خارجي جديد للشرعية سعياً لدعم الاقتصاد اليمني والإصلاحات المالية والمصرفية
