منعت قوات الأمن والأمن السياسي بمحافظة عدن الاجتماع الانتخابي للمؤتمر المحلي الخامس لنقابة المعلمين فرع عدن والذي كان مقررا انعقاده صباح اليوم.

وأُفشل المؤتمر بسبب تدخل الأجهزة الأمنية التي قامت باعتقال ما يقارب من عشرين معلما من ضمنهم الأستاذ/ معاذ غازي هائل نقيب المعلمين فرع عدن والأستاذ / عمر أحمد قائد أمين عام نقابة المعلمين في عدن الذين تم نقلهم إلى سجون الأمن السياسي والأمن العام .

المؤتمر الذي كان من المقرر عقده في قاعة صيره للأفراح في كريتر عدن أحيط بحضور كثيف لقوات الأمن التي منعت حتى مجرد الوقوف بالقرب من قاعة الانعقاد.

وبحسب مؤتمر صحفي عقدته النقابة عصر اليوم بخور مكسر فإن المعلمين تفاجأوا بالأطقم العسكرية التي يترأسها رئيس البحث الجنائي بمحافظة عدن , بقيامها باعتقالات رئيس النقابة الأستاذ معاذ غازي , والأمين العام الأستاذ عمر أحمد قائد , والذَين ألحق بهما عشرون معلما بينهم أعضاء في الهيئة الإدارية , ومن ثم احتجازهم في امن محافظة عدن.

وقال رئيس النقابة في المؤتمر الصحفي أنه " عند سؤالنا الجهات الأمنية , والتي هي جهاز الأمن السياسي , وجهاز البحث الجنائي , وقوات أحداث الشغب , وأفراد من شرطة كريتر , عن ماهية التهمة الموجهة إلينا ؟ كانت الإجابة : توجيهات من أطر عليا" مواصلاً " الأمر الذي أصابنا بنوع من الاستغراب والدهشة في بلاد الديمقراطية والنضال السلمي"

واختتم غازي بـ" مطالبته السلطة المحلية بالمحافظة بتوجيه التحقيق في هذا الموضوع بمعاقبة جميع الجهات المسئولة من ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة".

أما أمين عام النقابة في عدن , فقد أشار إلى أن أعضاء النقابة سيذهبون غداً إلى محافظ محافظة عدن , الذي سيبينون له ما جرى , وسيطالبونه بتعويضات جراء الاعتداءات التي تمت ضد المعلمين , وأصيب فيها المعلم بسام عبد الملك بجروح خطيرة , حسبما أفاد . مؤكدا أنهم سيعقدون مؤتمرهم الأربعاء القادم , غير مفصحا عن المكان.

وقال قائد " سنوجه رسالة إلى كل من النائب العام , ووزير الداخلية , وسبق أن وجهنا رسالة إلى مجلس النواب"

وحُمِّل محافظ محافظة عدن المسؤولية الأولى عما حدث صباح اليوم كما جاء في المؤتمر الصحفي , الذي حضره كل من عبد الناصر الرجوي المسئول الإعلامي بنقابة المعلمين اليمنيين , وعبد الحق الأشول مسئول الفروع بالنقابة , وبشرى السيد مسئولة قطاع المعلمات بالنقابة , والذين أتوا من صنعاء لحضور الاجتماع الانتخابي للمؤتمر المحلي الخامس لنقابة المعلمين فرع عدن , إلا أنهم ضُيِّفوا بالاعتقالات على حد تعبيرهم.

وفي المؤتمر الصحفي أوضح النقيب معاذ غازي , ردا على إحدى أسئلة "مأرب برس" بأن "النقابة ليست محصورة بحزب الإصلاح , ففيها من ينتمون إلى مختلف الأحزاب السياسية في البلاد , ومنهم من لا ينتمي لأي حزب , وهي عبارة عن نقابة حقوقية"

من جهته استغرب الأمين العام في ردوده على أسئلة الصحفيين " السؤال محيرنا لماذا عدن بالذات ؟" الأمر الذي أوضحه عبد الناصر الرجوي – المسئول الإعلامي بالنقابة أنه تم عقد مؤتمرات الفروع في كل من الجوف وعمران وصنعاء والبيضاء ,وغيرها , دون أن تحدث أي إشكاليات , على العكس مما حدث في عدن, على حد تعبيره.

وكانت نقابة المعلمين قد وجهت رسالة إلى رئيس وأعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب , حصلت "مأرب برس" على نسخة منها بخصوص ما أسموه"إجهاض المؤتمر المحلي الخامس لنقابة المعلمين اليمنيين فرع عدن" والذي جاء فيها" لا نعلم من هو المستفيد من إثارة الرعب والذعر في صفوف مربي الأجيال وصناع المستقبل من المعلمين والمعلمات واعتقال العشرات وفي مقدمتهم نقيب المعلمين وأمين عام النقابة فرع عدن وبصورة مهينة لم يراع فيها حق الإنسان في التبصير والتنظيم والذي كفله الدستور والقانون ... بالرغم من أن كافة المحافظات أقامت مؤتمراتها بهدوء وسلاسة وبحضور رسمي من السلطات المحلية فيها " منوهة إلى أن قد تم " إشعار السلطة المحلية مسبقا بموعد ومكان الاجتماع الانتخابي"

ونبهت الرسالة إلى"خطورة الموقف لما يمثله من تهديد للأمن وللسلم الاجتماعي وإنتاجه لمزيد من الحقد وتعزيز ثقافة الكراهية والتمييز بين أبناء الشعب اليمني" مناشدة مجلس النواب بـ" التصدي لهذه التصرفات الرعناء وتشكيل لجنة تقصي لمعرفة ما يدور في محافظة عدن من استخدام الأساليب والقمع والتنكيل لكافة الفعاليات السلمية في المحافظة والتي لن تكون نقابة المعلمين آخرها بدون أدنى شك ما دامت هذه الأجهزة الأمنية بعيدة عن المحاسبة والمراقبة القانونية "

وفي البيان الذي أصدرته نقابة المعلمين فرع عدن , وحصلت "مأرب برس" على نسخة منه ذُكر فيه أن أنه مصادرة" جميع وثائق المؤتمر الخامس وأدبياته صباح هذا اليوم حين كان المعلمون يهمون بدخول قاعة صيرة لعقد مؤتمرهم المحلي الخامس لانتخاب هيئة إدارية جديدة تتولى إدارة العمل النقابي للمعلمين خلال الفترة القادمة وبموجب الدستور والقانون والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يكفل حرية التنظيم والتجمع "

واستنكرت نقابة معلمي عدن في بيانها" الأفعال المشينة الصادرة عن جهة مهمتها الأساسية الحفاظ على النظام والسلم الاجتماعي" متوجهة بـ" نداء استغاثة لكافة الأحرار من منظمات المجتمع المدني للتضامن مع المعلم الذي تهدر كرامته في محافظة عدن ، قلعة الحرية والأحرار على مدى الأزمان"

ونوه البيان إلى أن" ما تعرضت له نقابة المعلمين فرع عدن ما هو إلا استمرار لسياسة البطش والتنكيل الذي تتعرض له كافة الفعاليات السياسية والمدنية في المحافظة علما أن أغلبية فروع نقابات المعلمين في المحافظات الأخرى عقدت اجتماعاتها بكل سلاسة وهدوء وفي قاعات حكومية "

وحمل المعلمون في بيانهم " السلطة المحلية عرقلة عقد المؤتمر الفرعي الخامس للنقابة".

إلى ذلك عبر مصدر وسؤول في هيئة التنسيق للفعاليات السياسية والمدنية والشخصيات الاجتماعية في محافظة عدن في تصريح صحفي عن" إدانته واستنكاره الشديدين للإجراءات الأمنية والقمعية التي استهدفت الاجتماع الانتخابي للمؤتمر المحلي الخامس لنقابة المعلمين فرع عدن حيث تم إفشال انعقاد المؤتمر بصورة فجه تمثلت باعتقال العشرات من المعلمين وبصورة مهينة وفي مقدمتهم الأستاذ/ معاذ غازي نقيب المعلمين فرع عدن دون مراعاة أو احترام لمشاعر هذه الشريحة المهمة في المجتمع , وإيجاد حالة من الخوف والهلع في صفوف أخواتنا وبناتنا المعلمات جراء التهديد والوعيد الذي تعرضن له أثناء محاولتهن دخول قاعة صيرة في مديرية كريتر من قبل الأجهزة الأمنية "

وأضاف التصريح الذي حصلت "مأرب برس " على نسخة منه عن أن ذلك عبارة عن " وصمة عار في جبين هذه السلطة التي تخلت عن مهامها الدستورية الأساسية وراحت تطارد نشطاء الحراك السلمي وتستعرض عضلاتها الهرمة في منع إقامة الفعاليات السلمية وتكميم أفواه الأحرار رافضي ظلم وغطرسة السلطة المتعاقبة منذ انتهاء حرب صيف 94م الظالمة وما ارتكبته وترتكبه من ظلم وعدوان ممنهج استهدف المحافظات الجنوبية أرضا وإنسانا ولم يسلم منه أحد من أبناء اليمن قاطبة كذلك"

التصريح الذي ناشد"مجلس النواب تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف أمام الانتهاكات المتكررة للحقوق والحريات في م/عدن خلال الفترة الماضية والتي بلغت حدا لا مثيل له على الصعيد الوطني مهددة للسلم والأمن الاجتماعي" أشار إلى أنه تم اعتقال" عضو سكرتارية هيئة التنسيق للفعاليات السياسية والمدنية في محافظة عدن "دون أن يسميه.