تركيا .. تاريخ حافل بالانقلابات العسكرية آخرها مات قبل أن يولد

السبت 16 يوليو-تموز 2016 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 2272

انتفضت تركيا ضد آخر محاولة انقلاب مفاجئة على رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، ليل الجمعة - السبت، والتي أقدم عليها قائد القوات الجوية التركية وقائد القوات البرية، بإيعاز من العقيد محرم كوسا، المستشار القانوني لرئيس الأركان، ما أدى إلى خروج الشعب للشوارع والميادين في جميع المدن رفضاً للانقلاب وصعود المواطنين على ظهور الدبابات.

وكان خروج الشعب التركي تعبيراً شديداً لرفض الانقلاب، وذلك إثر مكالمة على تطبيق "سكايب"، للرئيس التركي يدعوهم من خلالها للنزول للشارع للتصدي لهذه المحاولات التي من شأنها تهديد أمن البلاد.

وأعلن قادة الانقلاب توليهم حكم البلاد، من خلال قناة "تي آر تي" الرسمية، بعدما سيطروا عليها بالقوة، وذلك قبل أن يتم قطع البث عنها وعن قنوات أخرى وقعت في قبضتهم. وقال الانقلابيون في بيانهم الذي حمل رقم (1)، إنهم أقدموا على هذه الخطوة بهدف "الحفاظ على النظام الديمقراطي". لتكون محاولة انقلاب تستدعي تطهير الجيش من "الخونة"، بحسب أردوغان.

فيما أغلقت الدبابات مطاري العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، معلنة إلغاء كافة الرحلات الدولية من المطار الدولي الرئيسي في إسطنبول.

وامتلئت الشوارع وضجّت بالهتافات الرافضة للانقلاب، وتعالت أصوات المآذن بالتكبير، في إشارة لرفض الشعب للعودة إلى زمن الانقلابات الذي دفعت تركيا ومواطنوها ثمناً باهظاً في السابق.

-تاريخ الانقلاب في تركيا

وتعود الذاكرة في تركيا لتسترجع تاريخ الانقلابات العسكرية في آخر 50 عاماً، والتي أطاحت بـ4 حكومات منتخبة.

إذ شهدت تركيا في تاريخها الحديث، العديد من الانقلابات طيلة الـ5 عقود المنقضية، كان أولها في 27 مايو/ أيار عام 1960، حين وقع انقلاب عسكري أطاح بالحكومة الديمقراطية المنتخبة ورئيس البلاد.

وقام 38 ضابطاً برئاسة الجنرال "جمال جورسيل" بالسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، وأحال الانقلابيون وقتها 235 جنرالاً، و5000 ضابط، بينهم رئيس هيئة الأركان إلى التقاعد، كما تم وقف نشاط الحزب الديمقراطي واعتقل رئيس الوزراء "عدنان مندريس" ورئيس البلاد آنذاك "جلال بايار" مع عدد من الوزراء وأرسلوا إلى سجن في جزيرة "يصي أدا".

 

وجرّ ذلك الانقلاب بعده ثلاثة انقلابات عسكرية أضرّت بالحياة السياسية والاقتصادية بالبلاد، وكبّدتها خسائر غير مسبوقة، وعزّزت الخلافات الداخلية لتسود حالة من القمع والظلم كما يصفها المراقبون للشأن التركي.

 

تلا ذلك محاكمة شكلية للرئيس والحكومة، حيث تم سجن رئيس الجمهورية مدى الحياة فيما حكم بالإعدام على "مندريس"، ووزيري الخارجية "فطين رشدي زورلو"، والمالية "حسن بلاتقان" وجرى التنفيذ في أواسط سبتمبر/ أيلول 1960.

 

وعقب الانقلاب الأول بـ11عاما، جرى تنفيذ انقلاب عسكري ثان في 12 مارس/ آذار عام 1971، وعُرف باسم "انقلاب المذكّرة"، وهي مذكّرة عسكرية أرسلها الجيش بدلاً من الدبابات، كما فعل في الانقلاب السابق.

 

وحصل انقلاب "كنعان إيفرين" في 12 سبتمبر/ أيلول 1980، الذي أعقبته حالة قمع سياسي غير مسبوقة، وهو من أشهر الانقلابات في التاريخ التركي لما تبعها من قمع ودموية أشد من سابقيها، وبالدستور الذي قدم للاستفتاء الشعبي في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 1982، أصبح "إيفرين" رسمياً الرئيس السابع للجمهورية التركية، في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ذاته، وذلك حتى التاسع من الشهر ذاته عام 1989.

 

وصدر على "إيفرين" حكم بالسجن مدى الحياة عام 2014 مع قائد القوات الجوية الأسبق "تحسين شاهين كايا" لدورهما في انقلاب 1980، وذلك بتهمة "قلب النظام الدستوري".

في 1997 حدث ما سمي بالانقلاب الأبيض على حكومة "نجم الدين أربكان" أو ما عرف بـ"الانقلاب ما بعد الحداثة" بعد وصول حزب الرفاه إلى السلطة سنة 1995، ووصل وحليفه الطريق القويم ليصبح الزعيم الإسلامي الراحل "أربكان" رئيسا للوزراء، أول رجل ذي توجّه إسلامي صريح يصل إلى السلطة، وهو الأمر الذي أغضب العلمانيين ودعاهم إلى تحريك الأذرع العسكرية ضد الحكومة المنتخبة.

مذكرة 1997 العسكرية أو عملية 28 فبراير/ شباط وتسمى أيضاً "ثورة ما بعد الحداثة"، تشير إلى القرارات الصادرة عن قيادة القوات المسلحة التركية في اجتماع مجلس الأمن القومي يوم 28 فبراير/ شباط 1997 والتي بدأت إثرها عملية 28 فبراير/ شباط التي عجلت باستقالة رئيس الوزراء نجم الدين أربكان من حزب الرفاه وإنهاء حكومته الائتلافية.

كما أجبرت الحكومة على الخروج دون حل البرلمان أو تعليق الدستور، فقد وصف الحدث بأنه "انقلاب ما بعد الحداثة" من قبل الأميرال التركي سالم درفيسوجلو، وهي التسمية التي تم إقرارها.

ويزعم أن العملية بعد الانقلاب نظمتها باتي كاليسما جروبو (جماعة دراسة الغرب)، وهي جماعة سرية داخل الجيش.

وشكّل حزب العدالة والتنمية كرد فعل على الانقلاب، وحقق فوزاً ساحقاً في انتخابات عام 2002 بعد 5 أعوام من الانقلاب.

هذا وتم تخطيط العملية على يد الجنرالات إسماعيل حقي قرضاي وشفيق بير وتيومان كومان وشتين دوغان ونجدت تيمور وإرول أوزكاسناك.

*المصدر الخليج اون لاين