فازت ثلاث شخصيات إعلامية عربية بجوائز "إنجاز العمر"، التي خصصها مؤتمر الشرق الأوسط للنشر، الذي اختتم أعماله أمس في دبي، لقطاع النشر في الصحف والمجلات والنشر الإلكتروني.

وفاز المرحوم عبد العزيز السقاف مؤسس ومحرر وناشر جريدة "يمن تايمز" الذي يعد من أبرز الناشطين في مجال حقوق الإنسان في اليمن عن فئة نشر الصحف، وغنيمة فهد المرزوق رئيسة تحرير مجلة "أسرتي" الكويتية التي تأسست سنة 1964 كأول مجلة تهتم بشؤون الأسرة وقضايا المرأة في منطقة الخليج العربي، في حين ذهبت الجائزة المخصصة للنشر الإلكتروني إلى موقع "الجزيرة نت" كأول موقع إخباري مباشر بالعربية مصنف ضمن المواقع الـ 50 الأولى في عدد الزيارات اليومية على المستوى العالمي. وشكلت هيئة لاختيار الفائزين ضمت ممثلين من الجهات الثلاث المنظمة للمؤتمر وهي الجمعية العالمية للمطبوعات الدورية والاتحاد الدولي للصحف ومركز دبي للاستشارات والأبحاث والإعلام.

وقال ديفيد كمرفيلد، الرئيس التنفيذي للجمعية العالمية للمطبوعات الدورية إن هذه الجوائز تأتي تقديراً للإسهامات المميزة لبعض الأفراد والمؤسسات التي أسهمت في الارتقاء بصناعة النشر الإعلامي إلى ما هو عليه حالياً. وأضاف: " لقد شاركنا بتنظيم العديد من الجوائز المماثلة في أماكن مختلفة من العالم وكان من الواضح جداً لنا أن الشخصيات المرشحة في هذه الجائزة جاءت مؤهلة بالمعايير ذاتها التي نعتمدها عند اختيار الشخصيات في مختلف أنحاء العالم". وحسبما جاء في حيثيات اختيار الفائزين فإن اختيار السقاف جاء على خلفية الفوز بجائزة الوسيلة الإعلامية الناشطة في حرية الصحافة عام 1995، لجرأته في مناقضة التقارير التي أعلنتها الحكومة اليمنية آنذاك عن أن الجيش اليمني الشمالي كان المباشر بإطلاق النار في الحرب الأهلية في اليمن التي انطلقت شرارتها في أيار (مايو) 1994، وعصفت على أثرها الحرب، ما أدى إلى سجن السقاف وتعرضه للتعذيب الشرس. أما عن فئة المجلات فقد جاء فوز غنيمة فهد المرزوق، رئيسة تحرير مجلة "أسرتي" الكويتية باعتبارها من الرائدات في الكويت في إيصال صوت النساء الكويتيات إلى العلن، في وقت كانت فيه حرية المرأة الكويتية محدودة للغاية وعملها في المساهمة في النهوض بالمرأة في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية، عدا تمتعها بالدراية الواسعة لعالم النشر من الناحية الاقتصادية.

وعند التطرق إلى اسم المرزوق في مراجع تاريخ النشر في الكويت يذكر عنها أنها من الأسماء التي لمعت في أسماء الصحافة في الكويت ضمن أوائل الذين كتبوا بجرأة وحرية وباسمهم الصريح في الإعلام الكويتي، ليتبعها بعد ذلك الآخرون. وكان الظهور الأول لاسم المرزوق كرئيس تحرير في مجلة "أجيال" التي أطلقت في 15 نيسان (أبريل) 1967 كمجلة متخصصة للشباب والعائلة لتتحول في 13 كانون الأول (ديسمبر) 1969 إلى صحيفة أسبوعية الصدور تركز على القضايا السياسية والاجتماعية والرياضية، كما قامت المزوق في عام 1964 بإصدار مجلة "أسرتي" التي نجحت في تحقيق نجاحات مميزة على المستوى العالمي.أما في فئة المواقع الإعلامية الإلكترونية، ففاز الموقع العربي لقناة الجزيرة نت بسبب نجاحه في كسب شعبية كبيرة في أوساط المتصفحين العرب، مسجلاً رقماً قياسياً بلغ 811 مليون نقرة على عنوانه و161 مليون زيارة خلال عام واحد من صدوره ويتبوأ حالياً المركز الـ 50 ضمن أكثر المواقع زيارة على المستوى العالمي، نظراً لجرأته في طرح القضايا الأكثر إثارة للجدل والأخبار الخاصة وتوفيره فرصة تفاعل مباشرة ما بين المتصفحين.