مصر.. مخاوف متزايدة من مواجهات دامية على وقع حرب

الإثنين 08 يوليو-تموز 2013 الساعة 12 صباحاً / القاهرة – وكالات:
عدد القراءات 5083
جانب من مليونية

أنطلقت في القاهرة امس مظاهرات حاشدة نظمها معارضو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ومؤيدوه وسط مخاوف متزايدة من تجدد المواجهات الدامية بين الجانبين على وقع أزمة سياسية وأمنية مستمرة..

واحتشد معارضو مرسي في ميدان التحرير وسط القاهرة وفي محيط قصر الاتحادية الرئاسي في تظاهرات دعت اليها حركة "تمرد" دفاعا عما سمته مكتسبات الثلاثين من يونيو ..بينما توافد مؤيدو مرسي إلى محيط دار الحرس الجمهوري، ومسجد "رابعة العدوية" في ضاحية مدينة نصر شمال القاهرة، وإلى ميدان "نهضة مصر" جنوب العاصمة، ضمن تظاهرات دعا إليها أعضاء في جماعة الأخوان المسلمين وقوى إسلامية، تحت شعار "مليونية الصمود" دعماً لمرسي القيادي في الجماعة.

وكان 36 شخصا قتلوا وجرح أكثر من ألف آخرين في جمعة دامية في اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه، حسب وزارة الصحة ومصادر أمنية.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس من أن مصر باتت على شفير حرب أهلية، وذلك في وقت رأى فيه قيادي كبير في جماعة الإخوان المسلمين أن "الغرب وأميركا" سيخسرون بسبب تداعيات عزل الرئيس محمد مرسي.

ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة لكازاخستان "تشهد سورية للأسف حربا أهلية ..ومصر تتجه على الطريق نفسه"

ويأتي هذا بينما قال محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين إن الجميع سيخسر بما في ذلك الغرب بسبب العنف الذي قد ينجم عن عزل محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة والذي أمضى عاما واحدا فقط من مدة رئاسته.

وتابع في مقابلة مع رويترز "نحن نستشعر أن المجتمع الدولي يتدخل بشكل ما اعترافا ومساندة ودعما لهذا الانقلاب العسكري ولكن هذا يجعل شعوب المنطقة تعيد مرة ثانية النظر إلى أميركا وأوروبا على أنهم يدعمون الاستبداد والقمع ويقفون ضد مصلحة الشعوب وهذا يعيد مرة ثانية حالة الكراهية لتلك الشعوب الأوروبية والأميركية التي تقوم أنظمتها دائما مع الأنظمة المستبدة".

في غضون ذلك، أجل الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور تعيين محمد البرادعي رئيسا مؤقتا للوزراء، بعد اعتراض الإسلاميين، ما يشكل العقبة الأولى في التحول السياسي بعد الإطاحة بمحمد مرسي.

وقال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية المؤقت إن الرئيس لم يكلف الدكتور محمد البرادعي أو غيره حتى الآن بتشكيل الحكومة الجديدة بشكل رسمي.

أوضح المسلماني أنه توجد عدة خيارات مطروحة حول اسم رئيس الحكومة و"من المنطقي أن تدعم القوى الثورية اختيار الدكتور محمد البرادعي، لكننا نضع في الاعتبار وجود قوى معارضة وأن تكون هناك أوجه اعتراض مختلفة حول اسم رئيس الحكومة".

وفي سياق متصل قالت وزارة الدفاع الأميركية إن وزير الدفاع تشاك هاغل أجرى ثلاث مكالمات مع نظيره المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي يومي الجمعة والسبت مشددا على الحاجة إلى "تحول مدني سلمي في مصر".

وفيما قالت مصادر قضائية إن محكمة مصرية برأت امس 12 ناشطا معارضا لمرسي من تهم تشمل التحريض على العنف ضد أعضاء في الأخوان المسلمين، قرَّرت نيابة وسط القاهرة حبس 16 من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، احتياطياً على ذمة التحقيقات بتهمة قتل متظاهرين ومحاولة اقتحام مبنى التليفزيون المصري.

ومن بين الذين تمت تبرئتهم المدون والناشط البارز أحمد دومة، وعلاء عبد الفتاح ونوارة نجم، حسبما قالت مصادر لوكالة فرانس برس.

من جانب اخر اعتبر المعارض المصري محمد البرادعي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، انه من الضروري اشراك "الاخوان المسلمين"، في رسم المستقبل السياسي لمصر وذلك في حديث ادلى به لاسبوعية المانية قبل الاعتراض على اقتراح تعيينه رئيساً للوزراء.

وقال منسق جبهة الانقاذ الوطني، الائتلاف الرئيسي للمعارضة، في حديث نشر الاحد ان "اعضاء جماعة الاخوان المسلمين، التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي، لا ينبغي ان يعاملوا على انهم مجرمون".

وقال "ادعو الى اشراك الاخوان في العملية الديموقراطية"، مضيفاً "يجب عدم احالة اي شخص الى القضاء بدون سبب مقنع. والرئيس السابق مرسي يجب ان يعامل باحترام".

واشار الى ان هذه المبادىء تشكل "شروطاً مسبقة للمصالحة الوطنية"، معرباً عن الامل في ان تجرى الانتخابات الرئاسية الجديدة "في موعد اقصاه سنة" ومبدياً استعداده للقبول بانتصار جديد للاخوان المسلمين اذا احترموا المبادىء الديموقراطية.

وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية اعلنت مساء السبت تكليف البرادعي رسميا تشكيل الحكومة قبل ان يعلن محمد المسلماني المستشار الاعلامي للرئيس المؤقت عدلي منصور انه "ابرز المرشحين" ولكن لم يصدر بعد قرار رسميا بتكليفه وان "مشاورات ما زالت جارية مع القوى السياسية" التي ابدت تحفظها على تعيينه، في اشارة الى حزب النور السلفي.