أمريكا تقرر تسليح ثوار سوريا وألوية مقاتلة ستصل للجهاد ضد نظام بشار

الجمعة 14 يونيو-حزيران 2013 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 4643
 
 

أعلن البيت الأبيض في وقت متأخر مساء أمس الخميس، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية، لكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل نوعية الأسلحة التي سيقدمها.

كما أقر البيت الأبيض للمرة الأولى بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم السلاح الكيمياوي ضد معارضيه في هجمات أوقعت ما بين 100 إلى 150 قتيلاً، مؤكداً أن هذا الواقع "غَيَّر المعادلة" بالنسبة إلى الرئيس أوباما.

وقال البيت الأبيض إن الوكالات الاستخبارية الأميركية توصلت إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيمياوية ضد المعارضة المسلحة بما في ذلك غاز السارين.

وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي إن قوات الأسد استخدمت تلك الأسلحة على نطاق محدود العام الماضي. وأضاف أن واشنطن ستمد المعارضة السورية بأسلحة غير فتاكة.

وحسب ما أفاد به المسؤول الأميركي فإن واشنطن لم تقرر بعد فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا. وأضاف رودس أن الرئيس أوباما سيجري مشاورات مع شركائه من قادة الدول الثماني بشأن الأزمة السورية الأسبوع المقبل.

وكانت متحدثة باسم الخارجية الأميركية قالت في وقت سابق الخميس إن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد قراراً بشأن تسليح المعارضة السورية.

وأكدت المتحدثة جين ساكي أن جميع الخيارات مفتوحة وأن الرئيس باراك أوباما ضاعف جهوده واجتماعاته للبحث في القرار الأفضل الذي يتناسب مع أمن بلاده القومي.

وأضافت أن مثل قرار تسليح المعارضة السورية صعب للغاية ويتطلب وزناً حذراً للحقائق.

وجاء إعلان البيت الأبيض الأخير بتسليح المعارضة بعد وقت تعرض فيه أوباما لضغوط متزايدة من أجل اتخاذ خطوات أكثر فاعلية تجاه الأزمة السورية.

خطأ فادح

ووجه الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون لسياسة الإدارة الحالية، واعتبر عدم تدخل الولايات المتحدة في سوريا "خطأً فادحاً".

وحذر كلينتون الرئيس الحالي أوباما -الذي تربطه به علاقة عمل وطيدة- من أن إخفاقه في اتخاذ إجراء سيجعله يبدو "كالضعيف".

وتقول وكالة رويترز للأنباء إن مطالبة كلينتون بتدخل أكبر للولايات المتحدة في الحرب الدائرة بسوريا يجعل إدارة أوباما في موقف الدفاع قبل يوم واحد فقط من اجتماع لممثلين لدول غربية يتوقع أن ينظروا فيه إلى نداءات المعارضة السورية بتسلحيهم عقب ما تعرضوا له من انتكاسات في مواجهة قوات الرئيس بشار الأسد وحلفائه في حزب الله اللبناني.

وقد دفع وضع المعارضة المسلحة المتدهور على الأرض -كما تصفه رويترز- واشنطن لإعادة تقييم خياراتها، بما في ذلك إمكانية النكوص عن سياستها الحالية وإرسال أسلحة للثوار.

وجوب الجهاد

وبالتزامن مع القرار الأمريكي دعا المشاركون في مؤتمر 'موقف علماء الأمة من القضية السورية'، إلى وجوب الجهاد لنصرة سوريا بالنفس والمال والسلاح، معتبرين أن ما يجري في أرض الشام من حزب الله وإيران وروسيا والصين، المعاونين للرئيس السوري بشار الأسد، هو 'إعلان حرب على الإسلام والمسلمين'، مطالبين الحكام العرب والمنظمات الحقوقية بمقاطعة البضائع والشركات والمصانع وأي تعاملات سياسية مع إيران وروسيا والصين، وكل الدول التي تتعامل مع بشار الأسد.

ألوية قتالية

فيما أكد الدكتور صفوت حجازي، الداعية الإسلامي، أن رابطة علماء الأمة سترسل لواء إلى سوريا للقتال في وجه بشار الأسد ونصرة شعب سوريا، مطالباً الحكام العرب والروابط الإسلامية بتشكيل ألوية وكتائب إسلامية لنصرة شعب سوريا والجهاد فيها، ومقاطعة الغرب وطرد سفرائهم من الدول العربية.

وفي السياق أيضاً، قال الشيخ أسامة الرفاعي، رئيس رابطة علماء المسلمين في سوريا، إن الحرب في سوريا تقودها إيران، لأن الأطماع الصفوية لن تنتهي بسوريا، بل هي مقدمة لتنفيذ مشروعها في المنطقة. وطالب باتخاذ موقف حاسم تجاه ما يجري في سوريا، وذلك من خلال الاستعانة بخبراء سياسيين واستراتيجيين لمواجهة الأطماع الصفوية في المنطقة العربية والإسلامية.

من جانبه أكد الرئيس المصري، الدكتور محمد مرسي - خلال لقائه وفداً من علماء المسلمين المشارك في المؤتمر - على ثوابت ومحددات الموقف المصري تجاه الأزمة السورية الداعم للسوريين، كما تناول المبادرات التي قدمتها مصر لحل الأزمة.

وأوضح الرئيس أن مُعاناة الشعب السوري تستلزم توحيد جهود الأمة الإسلامية والعربية، والعمل على إنهاء هذه المعاناة التي لا يقرها المجتمع الدولي.

وأكد أن مصر تُساند أي خطوة من شأنها وقف نزيف الدم السوري، والحفاظ على وحدة سوريا، وأن هذه الجهود سوف تستمر حتى يتحقق للشعب السوري حريته التي يتطلع إليها.

وأكد الوفد أهمية وثقل مصر في محيطها الإسلامي والعربى، وتقدير الرابطة للجهود المصرية لحل الأزمة السورية، ومناصرة الشعب السوري، معرباً عن تطلعه لمواصلة هذه الجهود حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.