حجة محافظة ترزح تحت وطأة الإهمال

السبت 27 إبريل-نيسان 2013 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - حجة - علي حسن
عدد القراءات 2508


 

تفتقر محافظة حجة إلى الكثير من الخدمات الأساسية على الرغم من مواردها الاقتصادية التي ترفد الدولة بميزانية ضخمة؛ كونها تمتلك (منفذا دوليا ميناء دوليا – نشاطا زراعيا وسمكيا – ضرائب – سياحة – استثمارات - زكاة...).. إلا أن كل ذلك لم يشفع لها لدى الدولة في أن توفر لأبنائها ابسط مقومات الحياة من كهرباء وتعليم وصحة وطرقات وغيره .
حول هذا الموضوع استطلت "مأرب برس" عينة من أبناء المحافظة الذين عبروا عن استيائهم الشديد نظرًا لغياب الخدمات التي تختلفت الدولة عن الالتزام بتوفيرها .

في البداية تحدث الناشط الحقوقي في حرض يحيى كديش قائلا: بالرغم من كثرة موارد المحافظة إلا أن حجة تعد من أفقر محافظات الوطن .
وأضاف: أبناء المحافظة يئنون من وطأة الفقر والبطالة، وفي نظري السبب في ذلك هو غياب الإرادة والإدارة..غياب الإرادة الصادقة من قبل قيادات المحافظة خلال الفترات الماضية وغياب الإدارة الكفؤة الشفافة والنزيهة، ونظراً لغياب الإرادة الصادقة والإدارة الحكي


رة الماضية بكل مقاليد الأمور في السلطة وإقصاء وإلغاء شركاء العمل السياسي والوطني، والذي كان أحد أهم أسباب الثورة الشعبية السلمية, وتابع: " يكفي أن تعلم أن عائدات ما يسمى "بالتربتك" في المنفذ الحدودي كانت بالمليارات خلال الفترات الماضية، كانت تذهب في جيوب الفاسدين، ولكننا اليوم نؤمل أن تصلح وتصحح أوضاع المحافظة من خلال تكاتف وتلاحم أبناء المحافظة وقواها السياسية المختلفة. 

من جهته أكد الإعلامي محمد حيدر أن الأعوام الماضية كانت بمثابة "كابوس" على المواطنين في محافظة حجة؛ كونهم محرومين من أغلب الخدمات العامة التي ربما متوفرة في المحافظات الأخرى.. مشيرا الى أن المواطن في حجة بات ينظر إلى حكومة الوفاق بنظرة تفاؤل في إخراج البلد من الوضع الحالي إلى وضع أفضل وإعادة الخدمات الأساسية المهمة إليه وخاصة مواطن حجة، والتي من أهمها الكهرباء والمشتقات النفطية وعودتها على ما كانت عليه سابقا من حيث السعر وتواجدها بشكل دائم كون المواطن بات يتحمل الكثير من الأعباء، وأبرزها انعدام الكهرباء وغلاء المشتقات النفطية التي انعكست على ارتفاع اجور المواصلات وغيرها .
وأشار إلى أن محافظة حجة بحاجة ماسة إلى نظرة تعيد إليها التفاؤل وإخراجها من يأس الوعود الزائفة، وبحاجة إلى أن ترى إنجازات على الواقع وليس مجرد كلام وخطط.. مضيفا: أن المحافظات الأخرى تم معالجة انقطاعات الكهرباء، فيما محافظة حجة التيار الكهربائي يعود فيها لمدة نصف ساعة إلى ساعة في اليوم وفي أوقات متأخرة من الليل .
علي مخرم ،من أبناء عبس وهي مديرية تهامية، يشير إلى أنه من الواجب على الحكومة الحالية إعادة النظر في وضع أبناء المديريات التهامية التي تعانق الحرمان منذ سنين "فلا ماء ولا كهرباء ولا صحة"، وقال: إن الكهرباء تعتبر من أهم أولوياتهم كون مناطقهم تعاني في الصيف من موجة الحر وفي الشتاء تعاني من انتشار البعوض والأمراض، إضافة إلى غياب الجانب الصحي وعدم اهتمام الدولة به، حيث لا توجد مستشفيات حكومية في المحافظة كبقية المحافظات مما يضيف الكثير من الأعباء على مرضى تلك المديريات إلى الجانب المعيشي، إضافة إلى انتشار معدلات الفقر والبطالة .

ويطالب مخرم حكومة الوفاق إيلاء محافظة حجة اهتماما خاصا كونها تفتقر إلى وجود ابسط الخدمات الأساسية.. منوها إلى أن المجلس المحلي في مديرية عبس شبه مشلو، كما أن منطقته "البتارية" من أكبر قرى عبس معزولة عن المديرية .

الى ذلك أكد "عبد اللطيف غازي"، وهو احد طلاب كلية التربية: أن من أهم المطالب لهم كطلاب جامعيين سرعة إنشاء جامعة حجة المعلن عنها وإنشاء هيكلها الوظيفي، مطالبا حكومة الوفاق الاهتمام بالتعليم الجامعي بحجة كباقي محافظات الجمهورية.
وأشار الى أن كلية التربية التي يدرس فيها لا تصلح لِأن تكون مدرسة فما بالك أنها كلية وذلك من حيث المبنى وتوفير الخدمات والمساكن الطلابية الجامعية،وقال:إن الطالب الجامعي في حجة مهضوم الحقوق ومع ذلك يدفع رسوما جامعية باهظة .

وأبدى غازي استغرابه من زيارات الوزراء لكل المحافظات والوقوف على مطالب أبنائها ما عدا حجة لم يزرها إلا وزير الثروة السمكية ووزير الصحة الذي مر منها مرور الكرام، مطالبا الوزراء - جميعا - بزيارة المحافظة والتعرف على مطالب أبنائها .

وفي السياق ذاته أكد محمد عبده الهاتف، أحد التربويين في المحافظة أن الجانب التعليمي في المحافظة يعاني إهمالا وتسيبا كبيرا في مختلف مدارس المحافظة نتيجة الفساد المعشعش في مختلف الإدارات التربوية، مرجعا ذلك إلى عدم وجود نوايا صادقة ومخلصة من القائمين على إدارة التربية بالمحافظة للنهوض بهذا المرفق المهم لتطوير وتحسين التعليم وتحسين سير العملية التعليمية، مشيرا الى أن الوضع لم يتحسن خاصة أننا بعد الثورة التي كان المواطن يأمل منها إخراجه من الوضع الذي يعيشه التعليم إلى وضع جيد .

وعن الوضع الصحي المتردي الذي تعيشه المحافظة قال أحد الأخصائيين في التخدير في المحافظة:إن المحافظة من اكثر المحافظات حرمانا في الجانب الصحي مع أنها من اكثر المحافظات كثافة في السكان ومع ذلك تعاني الحرمان ويقاسي فيها المواطنون الكثير من الأمراض.. مشيرا الى أن اغلب المواطنين يموتون في بيوتهم نتيجة لانعدام المستشفيات الكبيرة في المحافظة ولا يجدون ما يحملهم للسفر للعلاج في محافظات أخرى.
وأضاف: أن الأمراض الخطيرة كالفشل الكلوي والقلب والعمليات الجراحية الكبرى تحتاج الى السفر إلى المحافظات الأخرى .

وتحتل المحافظة المرتبة الثانية من حيث انتشار الملاريا بعد الحديدة، والتي تنتشر في معظم المديريات بالمحافظة، والتي تفتك بالكثير من المواطنين والأطفال سنويا .

وكان وزير الصحة والسكان قد وجه في مذكرة لمحافظ حجة ومدير مكتب الصحة بالمحافظة باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الوضع الصحي في مديرية كعيدنة بمحافظة حجة ،وذلك إثر توصيات رفعها وفد حقوقي من مؤسس"فكرة" الحقوقية الإعلامية للمرأة ومنظمة "هود" لوزير الصحة بعد زيارة للمنطقة .

وفيما يخص الجانب الأمني للمحافظة
فإن مديريات المحافظة تعيش حالة من التوتر والانفلات الأمني وتوسع كبير لدائرة الحروب، كما يحصل في مديرية كشر "عاهم" ومستبأ، حيث لا يزال الآلاف من أبناء تلك المديريات نازحين خارج مديرياتهم بسبب الحروب التي اشتعلت بين القبائل والحوثيين وعدم التوصل إلى حلول من شأنها إنهاء جذور المشكلة بين القبائل والحوثيين، إلى جانب توتر الأوضاع بين مديرية الشاهل بسبب الحرب الدائرة بين بني القاعدي وبني بدر منذ ما يقارب عاما كاملا قتل خلالها اكثر من 12 طفلا، بينما قيادة المحافظة ممثلة في المحافظ القيسي لم تحرك ساكنا .

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن