جدل شعبي ورسمي حول صورة مصافحة أحمدي نجاد لوالدة تشافيز

الإثنين 11 مارس - آذار 2013 الساعة 05 مساءً / مأ رب برس - إيلاف
عدد القراءات 9616

فتح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد جبهة جديدة في صراعه مع الملالي المحافظين حين أثار غضبهم هذه المرة بسلوكه أثناء حضور مراسم تشييع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في كراكاس.

ظهر أحمدي نجاد في مراسم التشييع، التي تابعها العالم على شاشات التلفزيون، وهو يذرف الدموع، ويعانق والدة تشافيز المفجوعة بوفاة ابنها إيلينا فرياس دي تشافيز (78 عامًا) على الضد من التقاليد، التي تحرّم ملامسة امرأة، إذا لم تكن من أقارب الدرجة الأولى، مثل الزوجة أو الأخت أو البنت.

كسر للتقاليد أم فوتوشوب؟

كما انحنى أحمدي نجاد على تابوت تشافيز، الملفوف بالعلم الفنزويلي، على خلفية صليب كبير. وإلى جانب القنوات التلفزيونية، التي بثت صور الرئيس الإيراني، وهو ينحب، ويأخذ أم تشافيز بالأحضان، فإن مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا تناقلت هذه المشاهد على نطاق واسع.

وإذا كان سلوك أحمدي نجاد يبدو لآخرين تعبيرًا طبيعيًا عن المواساة أو ممارسة بروتوكولية في مناسبة محددة، فإن أعداءه لم ينظروا إلى ما فعله من هذه الزاوية، وسارع الموقع الالكتروني لأحد خصوم الرئيس الإيراني إلى نشر الصور على نحو بارز بهدف النيل منه واستغلال سلوكه لإضعاف المرشح، الذي يدعمه أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران/يونيو، إذا سُمح له أصلًا بخوض الانتخابات.

ورغم تأكيد وكالة الأنباء الإيرانية أن الصور مفبركة، وهي لمنسق جبهة الإنقاذ الوطني المصرية محمد البرادعي وأحمدي نجاد، فإن هذا لم يخفف من حدود ردود الأفعال في أوساط رجال الدين المحافظين، الذي اتهموا أحمدي نجاد بارتكاب أحد المحرّمات، وبالتالي إهانة إيران وهويتها الإسلامية. 

فقد السيطرة

فنقلت وكالة أنباء مهر عن محمد تقي رهبر خطيب الجمعة في أصفهان، ثاني المدن الإيرانية، قوله إن أحمدي نجاد "فقد السيطرة". وأضاف "إن مصافحة غير المحرم في أي ظرف، سواء أكانت شابة أو عجوزًا غير جائزة، وإن المعانقة أو التعبير عن العواطف لا يليق بكرامة رئيس بلد مثل جمهورية إيران الإسلامية".

واعلن عضو البرلمان الايراني محمد دهقان ان الحادثة كشفت عن الوجه الحقيقي "للتيار المنحرف" وهي التسمية التي يطلقها الموالون للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي على احمدي نجاد وحلفائه.

يتهم الملالي المحافظون إدارة أحمدي نجاد بالعمل على تمييع هوية إيران ومبادئها الإسلامية. كما تساورهم شكوك بأن الرئيس الإيراني يتآمر لإيصال أحد مساعديه إلى الرئاسة بعد انتهاء ولايته الثانية في الصيف.

وانتقد آية الله أحمد خاتمي، المقرّب من خامنئي، الرئيس الإيراني، لأنه توقع في نعيه تشافيز، الذي توفي في الأسبوع الماضي بعد صراع مع مرض السرطان، أن يُبعث مع المسيح والإمام المهدي المنتظر.

تماد في النعي

وقال خاتمي إن أحمدي نجاد "تمادى بما ذكره في نعيه، وإن الرئيس يعرف حق المعرفة أن مثل هذا النعي سيثير ردود أفعال في مؤسساتنا الدينية. وكان بمقدوره أن يبعث برسالة دبلوماسية لا تنطوي على دلالات دينية".

لكن إيرانيين كثيرين تحدثوا لصحيفة لوس أنجيليس تايمز قرب جامعة طهران أعربوا عن تأييدهم لسلوك أحمدي نجاد، بوصفه صفعة للمؤسسة الدينية المحافظة. 

وقال حسن (30 عامًا)، وهو معلم، اكتفى بإعطاء اسمه الأول خوفًا من الملاحقة، إنه لم يصوّت للرئيس أحمدي نجاد، ولكنه يهنّأه على ما فعله. وأضاف "أنا سعيد، فهو يرد على المتشددين". واعتبر رجل آخر أن ما فعله أحمدي نجاد يؤكد شجاعته.

آخرون وجدوا في الواقعة مادة للتندر. فنقلت صحيفة لوس أنجيليس تايمز عن علي، الذي يعمل ساعيًا على دراجة نارية، قوله "هل اهتدى الرئيس تشافيز إلى الإسلام؟، أم إن الرئيس أحمدي نجاد اعتنق الديانة الكاثوليكية؟".

ويحظر الدستور الإيراني على أحمدي نجاد الترشح لولاية ثالثة في انتخابات حزيران/يونيو، ويُعتقد أنه يدعم مدير مكتبه أسفنديار رحيم مشائي. لكن مراقبين يشكون في أن مجلس صيانة الدستور، الذي يسيطر عليه المحافظون، سيوافق على ترشيح مشائي.

وكان أحمدي نجاد نال دعم الملالي المحافظين حين فاز بولاية ثانية في انتخابات مطعون بنزاهتها عام 2009. ولكنه خلال هذه الفترة استعدى عليه المؤسسة الدينية وبعض حلفائه السابقين. ويكتنف الغموض مستقبل أحمدي نجاد عندما تنتهي ولايته الثانية.