أنتقد رئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر ابو بكر العطاس التصريحات التي ادلى بها السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين وهاجم من خلالها نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض الذي يتزعم الجناح المتطرف في الحراك الجنوبي لتلقيه دعم إيراني كبير معتبرا تلك التصريحات بأنها "غير حصيفة ".

وقال العطاس خلال برنامج حواري على قناة الحرة الأمريكية مساء أمس " من المؤسف ان تأتي هذه التصريحات بعد خروج مئات الآلاف من الناس في الجنوب إلى الشوارع بمقدراته الخاصة وليس بالاموال الايرانية في إشارة الى المظاهرات التي نضمت في مدن الجنوب يوم أمس بالذكرى الي اطلق عليها (التصالح والتسامح.

وتأتي تصريحات العطاس ردا على ما قاله السفير الامريكي في مؤتمر صحفي عقده أمس بصنعاء بأن:" هناك براهين تثبت دعم الإيرانيين لبعض العناصر المتطرفة في الحراك الجنوبي"، الذي يتبنى الدعوات الانفصالية في جنوب اليمن.

وأضاف فايرستاين إن :" علي سالم البيض، يسكن في بيروت ويتسلم دعما ماليا من الحكومة الإيرانية، وليس لدينا شك بأنه مسؤول عن جهود لإفشال المبادرة الخليجية من خلال دعم الاحتجاجات الانفصالية".

وأعتبر العطاس محاولة ربط الجنوب بايران "دعايات مغرضة تطلقها قوى النفوذ في الشمال بهدف مواصلة نهبها للجنوب وتدميره "على حد قوله .

وقال العطاس الذي كان دعا في تصريحات سابقة الى وحدة فيدرالية بين شطري اليمن "أن الدولة القادمة في الجنوب ستكون دولة مدنية وديمقراطية وسيتم الاعتذار والتعويض لكل من ناله ضرر خلال الحقب الماضية من تاريخ الجنوب .مستدركا في الوقت نفسه القول " ان الجنوبيين اليوم لايملكون شيء لكي يقدمونه لبعضهم لكنه قال انه حينما تكون لديهم دولة سيكون بامكانهم تقديم الكثير".

واعترف العطاس بان عدم قدرة القيادات الجنوبية الحالية على إصدار بيان مشترك أمر مؤسف لكنه قال ان جهود التوحد بين القيادات لايزال مستمراً.

في حين كان الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض قد سبقه بمطالبته للزعامات الجنوبية بضرورة جمع الرأي والتوافق علي ميثاق شرف مشترك يجمع مطالبات الجنوبيين بالتحرير والاستقلال بعد ان قال يوم امس الأول، من على قناته "عدن لايف"ان الجميع قد بدؤوا للتوافق على هذا المطلب الجنوبي.

وقال العطاس عن الحوار الوطني الشامل الذي يسعى الرئيس عبدربه منصور هادي من خلاله الى انهاء ازمات اليمن "ان هذا الحوار جاء نتاج مبادرة سياسية قدمت لحل أزمة سياسية في شمال اليمن موضحا ان الأمر ليس له صلة بالجنوب مطالبا بايجاد مبادرة سياسية خاصة بالجنوب" .

وقال العطاس ان الجنوب ليس صلة بالمرحلة الانتقالية التي يتم الحديث عنها في الشمال مؤكدا ان للجنوب قضية منفصلة انطلقت في العام 2007 .

ومن جانبه دعا القيادي الجنوبي البارز عبدالرحمن الجفري، رئيس جزب رابطة أبناء الجنوب "رأي"، إلى فيدرالية اقليمية للمنطقة العربية وليس اليمن فحسب، منوها إلى ان الالية الموجودة في الحوار الوطني غير واضحة و ان هذا الحوار يفتقد لأمرين مهمين اولهما عدم وجود مرجعية وعدم وجود جدول زمني لهذا الحوار" .

وقال الجفري" انه يتوجب على القيادات الجنوبية ان تسعى جاهدة لاجل توحيد صفوفها والسعي لاجل الخروج برؤية سياسية موحدة أو هيئة تنسيق .

وجدد الجفري خلال مشاركته بالبرناج ،تأكيده على ان الفيدرالية هي الحل الامثل للواقع اليمني، وعلى ضوء الحكم الاقليمي للمنطق العربية برمتها مشيدا بدور أبناء الجنوب في تنظيم مهرجان الحراك بتلك الصورة المشرفة التي قال انه يستحق عليها كل التقدير لجهوده العظيمة في المضي قدما بجهود التصالح والتسامح.

وقال الجفري ان الأوضاع الحالية التي يمر بها الجنوب اليوم تحتم على قياداته سرعة لملمة صفوفها وتوحيد جهودها .

وأكد الجفري ان الشعب في الجنوب تصالح وتسامح ولم يتبق إلا ان تعلن القيادات تسامحها وتصالحها وهو الأمر الذي قال ان الجهود القادمة ستكشف عنها .

وقال الجفري ان الجنوبيين لايرفضون الحوار مطلقا لكنهم بحاجة إلى معرفة مع من يتحاورون ؟

وأضاف القول :" المبادرة الخليجية فصلت لحل صراع دموي في الشمال ونجحت ولذا فان الحل في الجنوب بحاجة إلى مبادرة سياسة لحل قضية الجنوب .

وواختتم الجفري حديثه بالقول ان الجنوبيين سيصلون إلى مايريدونه من خلال نضالهم السلمي لكنه قال ان الجنوبيين حريصون على الحفاظ على علاقات طيبة مع الشمال .

وردا على سؤال هل الجنوبيين قادرين على ادارة دولتهم القادمة قال الجفري "نعم قادرين على ادارة دولتهم وإدارة غيرهم أيضا وهو الأمر الذي وافقه فيه "العطاس" وقال ان الجنوب كانت لديه تجربة دولة مدنية حديثة وقدم نموذج رائع لاحترام الحقوق وامن واستقرار المنطقة رغم وجود أخطاء وقصور شابت المرحلة ولايمكن انكارها- حسب قوله

من جانبه تحدث القيادي الجنوبي "احمد باحبيب" مؤكدا ان هنالك الكثير من المظالم في الجنوب حدثت خلال العقود الماضية مستشهدا بما حدث لابنائها منذ العام 1976.

وقال باحبيب انه يتوجب على القيادات الجنوبية ان تبدي حسن النية وتعتذر عما ارتكبته خلال السنوات الماضية.

و قال باحبيب ان موقف المجتمع الدولي دائما مايتغير بين الحين والاخر مؤكدا ان أي موقف دولي ضد قضية الجنوب من شأنه ان يتغير .منتقدا تصريحات اخيرة للبيض حول الانتقال من العمل السلمي قائلا أنها "غير حصيفة".