واشنطن لا تستبعد فرض حظر جوي.. وايران تدعو السوريين للحوار

الجمعة 10 أغسطس-آب 2012 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3084

نفذ “الجيش السوري الحر” أمس، انسحاباً كاملاً من حي صلاح الدين في حلب (شمال)، إلى الشوارع المحيطة به، قال إنه “تكتيكي”، متعهداً شن “هجوم مضاد” . في وقت أعلنت واشنطن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يحتفظ بجميع الخيارات في التعامل مع الأزمة السورية على الطاولة، من دون استبعاد إمكان فرض حظر جوي، وجددت طهران دعوتها إلى حوار بين النظام السوري والمعارضة . في حين عين الرئيس السوري بشار الأسد وائل نادر الحلقي رئيساً للحكومة بعد إقالة رئيس الوزراء رياض حجاب الذي أعلن انشقاقه .

وصرح قائد “كتيبة درع الشهباء” في “الجيش الحر” النقيب حسام أبو محمد بأن “الحي (صلاح الدين) بات خالياً تماماً من الثوار”، مشيراً إلى أن “الجيش (النظامي) يتقدم داخل الحي” . لكن قائد كتيبة “نور الحق” النقيب واصل أيوب أفاد أن “هناك خمس كتائب لا تزال تقاوم في صلاح الدين مع بداية المساء لتأمين انسحاب آمن”، مشيراً إلى أن كتائب الجيش الحر في الحي تنسحب باتجاه “خط السكري والمشهد (جنوبي شرق) وبستان القصر حيث تعزز قواتنا” . وإلى أن الجيش النظامي “لم يدخل إلى كل الأحياء التي انسحب منها الجيش الحر”، ومشدداً على أن “سقوط صلاح الدين لا يعني سقوط حلب وانتهاء المعركة”، وقال “قريباً سيكون لنا هجوم مضاد وتقدم جديد” .

وكان “الجيش السوري الحر” أعلن أولا عن انسحاب جزئي من صلاح الدين وسط استمرار القصف العنيف والاشتباكات الضارية مع القوات النظامية للسيطرة على الحي . وقال حسام أبو محمد إن “كتائب الجيش السوري الحر نفذت انسحاباً من شارعي 10 و15 في صلاح الدين باتجاه حي السكري (جنوب) تمهيداً لشن هجوم مضاد التفافي” .

وأكد الناطق باسم “الجيش السوري الحر” في الداخل العقيد قاسم سعد الدين انسحاب عناصره من حي صلاح الدين، بسبب “التدمير الكامل” الذي تعرض له الحي، مشيراً إلى أن “الانسحاب تكتيكي”، في حين أشار مصدر أمني في دمشق إلى أن المعركة المقبلة الكبيرة ستكون في حي السكري جنوبي شرق المدينة .

على صعيد دولي، أعلن بول برينان نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي أن الرئيس باراك أوباما يبقي كل الخيارات حول سوريا مطروحة على الطاولة، بما في ذلك احتمال فرض منطقة حظر جوي .

في طهران، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في الاجتماع التشاوري حول سوريا، إن بلاده تعارض قتل المواطنين العزل من أي الطرفين المتنازعين، فيما حذر أمين عام الأمم المتحدة من جرائم ضد الإنسانية ترتكب في سوريا .

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن صالحي القول إن “إيران ومنذ بداية الأزمة السورية أكدت أولوية سبل الحل والإجراءات السياسية والسلمية لعودة الأمن والاستقرار، وتنفيذ الإصلاحات وتحقيق مطالب الشعب السوري الواعي والمقاوم في أجواء ملؤها التناغم الفكري” . وأضاف “في ما يتعلق بالأزمة السورية نؤمن إيماناً راسخاً بأن الطريق الوحيد لحل الأزمة يأتي عبر الحوار الوطني الجاد والشامل للمعارضين الذين يحظون بمكانة شعبية مع الحكومة السورية في إطار أرضية إرساء الأمن والاستقرار في هذا البلد”، وعرض استضافة هذا الحوار .

ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى تعيين ممثل محايد خلفاً لعنان على الفور للحيلولة دون انتشار العنف وإراقة الدماء في سوريا .

ووجه بان كي مون رسالة إلى الاجتماع ألقتها باسمه ممثلته كونسويلو فيدال بروس قال فيها إن “الأزمة في سوريا بدأت بمظاهرات سلمية تطالب بالحرية والعدالة وقوبلت بقوة لا ترحم أدت إلى صراع عسكري عنيف تزايدت خلاله الطائفية وتفكك النسيج الاجتماعي، وقد تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب” ودعا إلى فتح تحقيق ومعاقبة المرتكبين . وقال إنه “لن يكون من رابح في سوريا والآن نواجه احتمال حرب أهلية طويلة المدى تدمر النسيج المتداخل للمجتمعات فيها مضيفاً أن لذلك “عواقب وخيمة”.