وصف القيادي الإصلاحي والشخصية الاجتماعية بمحافظة لحج عادل سَعْوَد قرار «الشركة الوطنية للإسمنت» الذي قضى بفصل 14 موظفًا من أبناء المناطق المجاورة للشركة بـ«القرار الجائر والمخالف للقانون».
وقال سعود, وهو من قيادات حزب الإصلاح بمحافظة لحج, في تصريح لـ«مأرب برس» إن «قرارات وأخطاء الشركة الوطنية للأسمنت بحق أبناء المناطق المجاورة للمصنع باتت لا تحتمل، وذلك نتيجة لتنصل الشركة الوطنية عن واجباتها القانونية والحقوقية تجاه المناطق المجاورة وأبنائها، بما فيها أحقية وأولوية توظيف وتأهيل أبناء المنطقة».
و«الشركة الوطنية للإسمنت» هي إحدى شركات مجموعة هائل سعيد أنعم وتقع في وادي صاعم من مديرية المسيمير محافظة لحج, جنوب اليمن, وأقدمت في مايو المنصرم على فصل 14 موظفًا من محافظات لحج وعدن وتعز جرّاء إضرابات نفذها موظفون شكلوا نقابة عمالية للمطالبة بحقوقهم.
وحاول «مأرب برس» طيلة يومين ماضيين التواصل عن طريق الهاتف مع المدير العام للشركة عبدالجليل المقرعي إلا أن الأخير لم يرد على الاتصالات.
واستغرب سعود في تصريحه من قرار فصل 14 موظفًا من قبل إدارة الشركة بسبب تشكيلهم نقابة أو لجنة عمالية, مؤكدًا أن فصل الموظفين تم خارج إطار القانون, وقال «بدلًا من توظيف المزيد من أبناء المناطق المجاورة يتم فصلهم من العمل خارج إطار القانون، حيث زاد القرار الجائر الطين بلة وزاد من حدة الغيظ والسخط بين المواطنين والساكنين في مناطق المسيمير وكرش والملاح وردفان».
إلى ذلك اتهم القيادي الإصلاحي الشركة الوطنية للاسمنت بـ«التخلي عن واجباتها تجاه المناطق المجاورة كعلاج المرضى المصابين بالأمراض الخطيرة وحماية البيئة من التلوث والسموم الناتجة عن عمل الشركة والتي أدت إلى أوبئة وأمراض خطيرة جدًا».
ودعا الإدارة الرئيسية لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم إلى العمل الفوري على إعادة المفصولين إلى أعمالهم والعمل على الإيفاء بواجباتهم تجاه أبناء المناطق المجاورة للمصنع وإحداث تنمية وتأهيل في تلك المناطق التي تتعرض للإهمال وسموم المصنع إضافة إلى أضرار محطة الفحم الحجري المحرمة دوليًا التي يجري التحضير لافتتاحها لتوليد الطاقة الكهربائية والاستغناء عن مادة الديزل والمازوت وهي من أخطر العناصر الكيميائية تأثيرًا على البيئة والإنسان.
ويبعد موقع الشركة, التي تأسست في يوليو 2003, أقل من 70 كم عن ميناء عدن البحري المطل على خليج عدن والذي يربط بين البحر الأحمر والبحر العربي, وتبلغ طاقتها الانتاجية مليون و600 ألف طن من مادة الاسمنت سنويًا؛ وفقًا لأرقام موقع الشركة على شبكة الانترنت.
وقال الموظفون المفصولون عن العمل في الشركة في بيان لهم, تلقى «مأرب برس» نسخة الكترونية منه «منذ قرار الفصل الذي صدر في 19 مايو 2012م, تم تدخل أطراف عديدة لإقناع إدارة الشركة بالتراجع عن قرار الفصل وعودة المفصولين إلى العمل مقابل التزامات من قبل المشايخ» إلا أن إدارة الشركة لم تتراجع عن قرارها.
وأضرب عشرات الموظفين عن العمل في 14 مايو الماضي؛ جرّاء مطالب حقوقية رفضت الشركة تلبيتها لهم بعد سلسلة إجراءات رُفعت فيها الشارات الحمراء وأعطيت الشركة خلالها المزيد من الفرص للاستجابة لهذه المطالب وفقًا لما قاله الموظف أديب محمد أحمد لـ«مأرب برس», وهو أحد المفصولين, مشيرًا إلى أن آخر إضراب سبق إضراب 14 مايو كان في 27 فبراير المنصرم.
ويوضح الموظفون أن «القانون يلزم الشركة بإقامة نقابة عمالية تحمي حقوق الموظفين, والتي تم فصل المذكورين من أجل إخمادها».
وأوضحوا في بيانهم أن قائد محور العند اللواء الركن محمود الصبيحي كان آخر من وجه رسالة لإدارة الشركة ممثلة بـ رشاد هائل, يحتفظ «مأرب برس» بنسخة منها, «يحثه على إعادة المفصولين وتركهم 6 أشهر تحت الاختبار إلا أنه تم رفض مقترح الصبيحي»، مبينين أن رفض مقترح الأخير «أجج الموقف وأكد أن هناك تعنتًا في المواقف وإثارة للمشاكل, وهو ما زاد الأمور تعقيدًا وجعل المفصولين يقدمون على احتجاز سيارتين تابعتين لبيت هائل, يونيو الماضي؛ للضغط من أجل إلغاء قرار الفصل وإعادتهم للعمل؛ كون المصنع يقع في أراضي المنطقة وأولوية التوظيف لهم ولا يجوز فصلهم خارج القانون».
وأدانت عدد من المنظمات الحقوقية قرار الفصل, مطالبةً «الشركة الوطنية للاسمنت» بإعادة المفصولين إلى عملهم, في ظل تخلي مكتب العمل بمحافظة لحج, بحسب الموظفين المفصولين, عن مسئولياته التي يفترض أن تبت في المشكلة التي تجاوزت أكثر من شهرين.
والموظفون المفصولون هم:
مطلق عبدالله محمود - الحبيلين - لحج
المهندس جياب علي يحيى - الحبيلين - لحج
المهندس علي صالح - عدن
المهندس قدر عبدالله الحاج - عدن
علي فضل علي - الحبيلين - لحج
العزي ثابت - العند - لحج
أديب محمد أحمد – الحبيلين - لحج
فهمي ثابت عاطف - الحبيلين - لحج
ياسين محسن علي - الشريجة - لحج
عبدالله عبد نصر - المسيمير - لحج
علي عبدالواحد - المسيمير - لحج
فضل علي نعمان - تعز
مراد (الملقب بالأمريكي) - تعز
صالح يوسف – الملاح - لحج