دشنت مؤسسة حرية للحقوق والحريات الإعلامية والتطوير، صباح اليوم السبت، بدورة تدريبية حول التغطية الإعلامية في الصحافة الاقتصادية، يشارك فيها 20 صحفيا، يمثلون مواقع إخبارية وصحف حكومية وأهلية وحزبية، من مختلف المحافظات اليمنية.

وتنعقد هذه الدورة التدريبية، التي تستمر لمدة ثلاثة أيام، بالتعاون مع منظمة «فريدريش إيبرت» الألمانية، في إطار برنامج للشراكة بينها وبين مؤسسة حرية، يهدف إلى تطوير العمل الإعلامي في اليمن.

وأكد رئيس مؤسسة حرية، الصحفي خالد الحمادي، بأن هذه الدورة التدريبية تهدف إلى تعزيز المهارات الصحافية الاقتصادية، والإسهام في التطوير الإعلامي والمهني عموما، في ظل تردي مستوى الصحافة الاقتصادية، ومعاناتها من ضعف الإداء وغياب التخصص، وعدم مواكبتها للنشاط الاقتصادي في اليمن.

وأوضح الحمادي -في كلمة له خلال حفل افتتاح الدورة- بأن الإعلام الاقتصادي يحتاج إلى تطوير نوعي، من أجل إيجاد صحفيين متخصصين قادرين على نقل الأخبار الصحيحة، والمعلومات الدقيقة، بموضوعية ومصداقية وأمانة مهنية.

وشدد الحمادي على «أهمية الحرية والشفافية والتطوير الإعلامي، وأهمية تأهيل كادر متخصص في مجال الإعلام الاقتصادي، وتظافر الجهود وتعاون الجميع من أجل مواكبة النشاط الاقتصادي بصحافة اقتصادية نوعية يسهمان معا في الدفع بعجلة التنمية نحو الأمام».

وأشار رئيس مؤسسة حرية إلى أن الإعلامي المتخصص في مجال الاقتصاد غائب في كثير من مؤسسات الإعلام، إضافة إلى غياب اللغة الاقتصادية في الصحافة، وقال بأن «هذا يتطلب تدريبا وتأهيل كوادر محلية متخصصة، لتسهم في تطوير الإعلام الاقتصادي بالتشبيك والتعاون مع منظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية والدولية ومع المؤسسات الصحافية والإعلامية»، مؤكدا بأن هذا هو ما تسعى مؤسسة حرية إلى تعزيزه من خلال برامجها التدريبية النوعية. 

من جانبه، أوضح وكيل وزارة الإعلام، يونس هزاع، بأن للإعلام الاقتصادي دورا مهما في تفعيل التنمية، ومواكبة السياسات الاقتصادية الحكومية، مشيدا بالدور الذي تقوم به مؤسسة حرية في عملية التطوير الإعلامي من خلال هذه الدورة المتخصصة التي يدرب فيها أحد المدربين الإقليميين، متمنيا أن تكون نواة لدورات قادمة في نفس المستوى من الأهمية والنوعية. 

وخلال حفل افتتاح الدورة، أكد ممثل منظمة «فريدريش إيبرت» الألمانية، محمود قياح بأن هذه الدورة تعتبر باكورة تعاون بين المنظمة، ومؤسسة حرية، وتأتي ضمن عمليات الدعم التنموي الألماني لليمن، وضمن سلسلة من الدورات التدريبية في مختلف المجالات، التي قامت منظمة «فريدريش إيبرت» بتمويلها ودعمها.

وأشار قياح إلى أن منظمة «فريدريش إيبرت» بدأت نشاطها في اليمن عام 1999م، ولا زالت مستمرة منذ ذلك الوقت في دعم المشاريع المختلفة، التي تسهم في تطوير العمل التنموي، وتلعب دورا في تحسين الأداء الإنساني.

من جانبه أوضح المدرب الإقليمي، والصحفي الأردني، بسام البدارين بأن المشاركين في الدورة سيتعرفون على فنون التحرير للأخبار والتقارير الاقتصادية، وتطوير مهاراتهم في التغطية الصحافية للشأن الاقتصادي، كما سيتم تعريفهم بالأسس والمعايير المتعلقة بفنون العمل الصحافي وفقا للاتجاهات الحديثة في الكتابة الصحافية، باستخدام تقنيات ووسائل وأساليب حديثة.

وأكد البدارين -وهو مدير مكتب صحيفة القدس العربي اللندنية في الأردن- بأنه «سيتم التركيز على التطبيقات العملية التي ستكون الأساس في التدريب لتمكين المشاركين من صياغة نصوص وعناوين جذابة للصحافة الاقتصادية، واختيار الصور المساندة لها، واستخدام تقنيات الكتابة الحديثة للصحافة الاقتصادية، والقدرة على الحصول على قصص حصرية, وإدارة العمل الإخباري في غرفة الأخبار، والحكم على الأخبار والتقارير والنصوص، والقدرة على التعامل مع إعلانات الشركات وتغطية تقارير السوق، بالإضافة إلى إعداد وصياغة تقارير مالية واقتصادية ومقابلات صحافية اقتصادية متخصصة ومتابعة متغيرات السوق وأسعار العملات في بيئة سياسية متقلبة».

وأشارت مؤسسة حرية إلى أنه من المقرر أن ينعقد في نهاية الدورة مؤتمر صحفي تطبيقي، يتم من خلاله استضافة مسؤول كبير من وزارة النفط اليمنية، كي يطرح عليه الصحفيون المشاركون في الدورة أسئلتهم واستفساراتهم حول القضايا المتعلقة بالنفط والغاز.

وقالت المؤسسة بأن هذا المؤتمر الصحفي سيكون أول اختبار لقانون حق الحصول على المعلومات، الصادر قبل عدة أيام، والذي يضمن الشفافية، وحرية الإعلام وحق الحصول على المعلومة الصحيحة، بالإضافة إلى كون هذا المؤتمر الصحفي يعتبر تطبيقا عمليا لما تلقاه المشاركون في الدورة من مهارات وتدريبات في مجال الإعلام الاقتصادي.

وأشارت المؤسسة إلى أن هذه الدورة التدريبية تأتي في إطار برنامج التطوير الإعلامي الذي تسعى إلى تحقيقه ضمن أهدافها الاستراتيجية، إلى جانب نشاطها في الرصد والمناصرة وتعزيز الحقوق والحريات الإعلامية في اليمن.