زيارة القرضاوي لتونس تثير جدلا بين الإسلاميين ونخب اليسار الرافضة لاستقباله كـ«عراب للثورة التونسية»

السبت 05 مايو 2012 الساعة 07 مساءً / مأرب برس/ متابعات
عدد القراءات 6690

  

اعتبرت أثارت زيارة رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، إلى تونس، جدلاً واسعًا في أوساط النخب التونسية، حيث اعتبرت بعض الأطراف اليسارية والعلمانية زيارة القرضاوي دعاية انتخابية مبكرة لحركة النهضة، فيما تؤكد الحركة أن الزيارة عادية، ولا أهداف سياسية من ورائها.

وتعتبر هذه الزيارة الأولى بعد الثورة التونسية، وقد لقيت الترحيب والقبول من جمهور غفير من أنصارها، يتقدمهم رئيس حزب النهضة، راشد الغنوشي، إلى جانب شخصيات سياسية وجمعيات دينية، لكن العديد من الحقوقيين، من علمانيين ويساريين استقبلوه بشعارات تدعو إلى رفض الفتنة بين التونسيين، وعبّروا عن رفضهم للاحتفاء بـ"رمز من رموز الفكر السلفي لمهاجمته المكاسب التي تحققت للمرأة التونسية".

وأكد القرضاوي في أول تصريح له بأنّ "تونس متجذرة في هويتها العربية الإسلامية، وهي السّبّاقة في "إسقاط الأنظمة الاستبدادية"، والتي سارت على منوالها بعض الشعوب العربية الأخرى".

ووصف عضو القيادة الوطنية لحزب العمال الشيوعي، الجيلاني الهمامي لموقع ـ"إيلاف" القرضاوي بأنه شخصية سياسية بامتياز، وقال: "القرضاوي يزور تونس كأنه عرّاب الثورة التونسية، وهذه الشخصيات الدينية في الواقع التي تزور تونس لا تقدم شيئًا إلى الشعب التونسي".

وعن غايات حركة النهضة من دعوة القرضاوي إلى زيارة تونس، يقول الهمامي عضو حزب العمال الشيوعي: "الواقع أننا لا نعرف غايات حركة النهضة من دعوة مثل هذه الشخصيات، ولكن يمكن أن نجد لها العديد من القراءات، فالقرضاوي يمكن أن يمثل صلة الربط بين حركة النهضة والنظام القطري".

وعن اتهامات البعض لحركة النهضة بأن وراء هذه الزيارة غايات انتخابية، يقول الهمامي: "لا محالة يمكن أن تكون لهذه الزيارة دواعٍ انتخابية لمصلحة حركة النهضة، باعتبار أنها لقاءات سينظمها أنصار للقرضاوي في عدد من ولايات تونس وبمشاركة راشد الغنوشي، وفي الواقع الحملة الانتخابية لا تزال بعيدة، ولكن حركة النهضة ما انفكت تقف وراء العديد من الدعوات إلى شيوخ، وهذه المبادرات تدخل في إطار الحملة الانتخابية الاستباقية".

من جانبه قال نجيب الغربي، مسؤول الإعلام في حركة النهضة، بأن زيارة القرضاوي زيارة تمت بدعوة من فرع تونس لاتحاد العلماء المسلمين، وسيشرف على المؤتمر، الذي سيعقد الأحد في تونس، ويتواصل حتى يوم الثلاثاء، حول الإسلام والديمقراطية، وأضاف: "نحن نعتبر الشيخ القرضاوي شيخًا للوسطية في بداية القرن الواحد والعشرين، وقد كان دائمًا نابذًا لكل صنوف الغلوّ والتشدد مؤثرًا وداعيًا إلى الاعتدال والوسطية والانفتاح، ثم وهو كذلك شخصية مجمّعة ومحاورة، وهذا التيار الكبير في تونس، سواء داخل السلطة أو خارجها سياسيًا أو فكريًا وحتى طبيعية المجتمع التونسي والمجتمعات العربية ككل، هي ميّالة إلى الاعتدال والوسطية والانفتاح على الآخر".

ويواصل المسؤول عن الإعلام في حركة النهضة: "هي زيارة في الأصل للمؤتمر، وليست للثورة التونسية، ولكن عندما يزور تونس شيخ وسطي يكون هناك تماهٍ وتمازج بين هوى الثورة وهوى الشيخ القرضاوي".

وعن رفض العديد من الأطراف العلمانيين واليسار يوضح الغربي: "إن هناك أطرافاً في الواقع ترفض طبيعة المجتمع التونسي ككل، فهي ترفض إسلامية وعروبة الشعب التونسي، هم يرفضون كذلك أن للمجتمع التونسي حرية المبادرة، ويدعون إلى التأميم، وهي أفكار بداية القرن التاسع عشر، وبالتالي فهؤلاء هم رجعيو الحداثة، وفي نهاية المطاف الشعب التونسي الآن يعيش أجواء من الحرية لم يعرفها من قبل، وبالتالي لا بد أن تتسع صدورنا إلى رجعيي الحداثة من أمثال هؤلاء، ونقبل الرأي المخالف لنا، ولا نرفضه".

وعن دواعي زيارة القرضاوي إلى تونس وهل هي لغايات انتخابية مثلما يروّج البعض، قال نجيب الغربي: "وأنا أسأل، متى ستجري الإنتخابات، موعدها لم يتحدد بعد، وحركة النهضة غنية برموزها، وليست في حاجة إلى أن تستنجد بزعامة من الخارج حتى تستقوي بها في الداخل، ولو كان الأمر كذلك لدعونا الشيخ القرضاوي قبيل الحملة الإنتخابية للإنتخابات المقبلة، كما إن الشيخ القرضاوي هو زعيم ديني، بينما حركة النهضة هي حركة مدنية، والقرضاوي هو أحد أبعاد الحركة التي تمثل كل أطياف الشعب التونسي".