مهمة مستحيلة ينسج لها مبعوث الأمم دواء من سلام، يفكك العقد ويزرع الأمل، قادم برزانة الخبير الحكيم، يحاور ساسة من خداع، دهاة يرقصون على أنين شعب طال عذابه، ساسة يتآكلون بالعبث، يعمل ومن ورائه قوة الدول، يتحرك في رقعة الشطرنج يقبض على الألغام بأيدي صانعيها، يطوي التناقضات بالتواصل، يعالج بلدا من ألم، خارطة طريق لا اعوجاج فيها إنه الممكن الوحيد، قد تكون لغزا لدعاة الحرب ولمن ينتحرون في أحلام أسطورية تصنع في مطابخ الجنون، يناضل كمخلص للإنسان كإنسان أحب اليمن، بلد يعشق تناقضاته، ويزرعها في فوضى لها ألف وجه، أخطبوط التاريخ وحش لا يرحم، يدرك ابن عمر جوهر الصراع، واقعي يتعامل مع ثورة بلا أصل في واقع غير ثوري، يداري بن عمر شبابا يعجنون القول بالتحدي المستميت في بلد انهكته أماني القطيع وأحلام الصغار، يلملم كل الأحاجي ويزرع الحل في ملعب يتقاتل فيه الكل كل يوم بلا حياء، بالكلام وبالرصاص وبالمناورات يطعنون طيبة رجل مصلحته سعادة اليمن، يصرخ ابن عمر: أين الحكمة ؟

يصرخ ببكاء الجوعى، الوضع هش ومعقد والجوع يلتهم أطفال البلاد، وتنطقون بالسلاح، أين عشقكم الذي تتحدثون عنه ومخازن الشر في مخابئ الأفاعي تنتظر تخريب صفحة الفشل التي طويناها بإرادة الكبار، وفي ملحمة جهوده يصرخ بلا كلام لن أرقص معكم ولست حاويا إنني أبحث عن دولة لبقايا هذا الوطن، أيها الناس تسامحوا فالتعايش طريق إنقاذ بلادي اليمن هكذا يقول بن عمر، صار إنسانا تائها في متاهة حب اليمن، وحدهم أبناء اليمن يتآمرون على أنفسهم، يخربون بيوتهم بأيديهم.

ينتقل هنا وهناك ربما يحدث نفسه أي ساسة أي شباب أي مثقفين أي شيوخ أي رجال دين هؤلاء مسكين شعب اليمن إنه ابتلاء الله المبين، ربما قال: البلاد تعيش مأزقا قاتلا، والمسيرة تعرقل وقد غادرنا الأسوأ والأفضع، لماذا يريدون أن تعود البلاد إلى قعر العذاب، البلد يموت في غابة الفقر والضياع.

عليك السلام يا بن عمر، أكمل المسيرة فقد تصبح يوما رمز اليمن، ولو كان الأمر بيدي لكنت أنت زعيم ورئيس هذا البلد.