نظم منتدى الغد للثقافة بمحافظة حجة ندوة فكرية عن "مفهوم الدولة المدنية الحديثة ومعوقات إقامتها"، حيث أكدت الندوة على ضرورة تكاتف جهود كافة الأطراف السياسية ومنظمات المجتمع المدني في سبيل سيادة النظام والقانون في المجتمع لما من شأنه الحفاظ على المكتسبات المادية والفكرية في الوطن، وبناء الدولة المدنية الحديثة.

وفي مستهل الندوة أكد أمين محلي المحافظة أمين القدمي أن السلطة المحلية بمحافظة حجة تبدي تعاونها الكبير مع كافة الأطراف السياسية والتيارات الدينية المختلفة في إطار النظام والقانون للانطلاق إلى إقامة دولة مدنية حديثة.

وأشار القدمي إلى أن محافظة حجة تُعد من المحافظات التي يغلب عليها الطابع المدني، مؤكداً في الوقت ذاته بأنهم في السلطة المحلية يبدون تعاونهم الكبير مع كافة الأطراف السياسية والتيارات الدينية المختلفة في إطار النظام والقانون للانطلاق إلى إقامة دولة مدنية حديثة.

من جانبه قال وكيل المحافظة فهد دهشوش: " نحن اليوم أمام يمن جديد ومتنوع يُشكل حقيقة واضحة على الجميع الإسهام البناء في وضع لبناته، وأتمنى أن تخرج أطروحات الشباب إلى الواقع حتى تتمكن المكونات السياسية من وضع يدها في يدهم للانطلاق نحو المستقبل .

وفي أول محور للندوة تحدث وكيل المحافظة جمال العاقل عن" رؤية جامعة عن الدولة المدنية"حيث قال بأن الشعب اليمني تواق إلى التغيير ، ولابد من التفكير الجاد لدى الأحزاب والشباب في انبثاق مشروع يلبي تطلعات الدولة المدنية الحديثة ، محذراً من القوى التي لا تريد تحقيق هذا المشروع ، مشيراً إلى أنها تشكل أهم عناصر الثقافة في البلاد لدى الجميع وأن كثير من المفاهيم الخاطئة قد أعاقت تشكيل الدولة المدنية الحديثة منذ قيام الثورة حتى اليوم ، مشيراً إلى أننا بحاجة ماسة إلى مشروع وطني يبرز دور الشباب والأجيال القادمة من حيث مفاهيم حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية ونها ظلت غائبة طوال الفترة الماضية ، وفي المقابل لابد من وجود مجتمع مدني قوي عبر منظمات المجتمع المدني تعمل على بناء اليمن بصورة قوية إلى جانب توحيد الرؤية بدلاً من الفرقة والشتات.

كما أوضح الأكاديمي في جامعة حجة الدكتور ابراهيم الشامي في محوره عن(معوقات قيام الدولة المدنية الحديثة) بأنه لا يوجد تصادم بين الدولة المدنية وبين الدين الإسلامي على اعتبار أن ديننا جاء ليؤكد على مختلف المعاني التي تدعوا لها الدولة المدنية من حقوق الإنسان والحريات والعدالة والمساواة وحق مسائلة ومحاسبة الحاكم ، إلى جانب الدور الذي تلعبه مؤسسات الدولة المختلفة في تعزيز ركائز الدولة المدنية الحديثة .

وعن العوائق التي تقف أمام بنائها قال الشامي بأن من أبرزها اتساع رقعة الجهل والأمية بين المجتمع وانتشار الفساد الذي وصل خلال الفترة الماضية إلى كل مفاصل الدولة ، إلى جانب هيمنة النظام ورموزه العسكرية مما أدى غلى عسكرة الحياة بشكل عام ،وبالمقابل وجود هشاشة في المؤسسات القائمة في ظل تدهور للاقتصاد وسوء الحوال المعيشية ما جعل العثور على لقمة العيش في مقدمة أولويات المواطن ، ووجود بعض النزاعات الطائفية والمذهبية والمناطقية مع بعض العادات والتقاليد القبلية التي وقفت وتقف أمام إقامة الدولة المدنية الحديثة .

كما قدمت الأوراق الأخيرة من قبل محمد عناش ،حول"مفهوم الدولة المدنية" وعلي وهبان عن"تساؤلات حول الدولة المدنية " وهشام واصل عن رؤية الشباب للدولة المدنية " أشارت في مجملها حول ضرورة العمل لإقامة الدولة المدنية الحديثة في اليمن وان تتكاتف الجهود في سبيل إنشائها بصورتها المتكاملة ، وصولاً إلى رقي الإنسان اليمني أرضاً وإنساناً ، وأن عقبات الماضي ومساوئه يجب أن تمحى من واقعنا للإنطلاق إلى بناء اليمن الجديد في مختلف جوانب الحياة وبتكاتف ومساهمة كل الأطراف السياسية وأبناء اليمن بشكل عام.

هذا وشددت أوراق العمل على ضرورة أن تمحى عقبات الماضي ومساوئه من واقعنا للانطلاق إلى بناء اليمن الجديد في مختلف جوانب الحياة وبتكاتف ومساهمة كل الأطراف السياسية وأبناء اليمن بشكل عام.

حضر الندوة وكيل المحافظة المساعد محمد أبوراس وعدد من المثقفين والسياسيين والمهتمين بالمحافظة.