مشاركة شبابية قوية في أول انتخابات برلمانية في مصر بعد سقوط مبارك

الإثنين 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس- صنعاء
عدد القراءات 3865
 
 

فئة عمرية جديدة لم تكد تظهر في الانتخابات السابقة بمصر.. هي فئة الشباب وأغلبها تدلي بصوتها لاول مرة في انتخابات تشريعية.

كانت نسبة الشباب من الجنسين هي الاكبر في الصفوف الطويلة التي امتدت لعشرات الامتار أمام مراكز الاقتراع يوم الاثنين في اول انتخابات برلمانية تشهدها مصر منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في ثورة شعبية أطلق الشباب شرارتها الاولى.

كانت الانتخابات السابقة للثورة تتسم بعزوف الناخبين عن المشاركة وخاصة الشباب اذ كان كثيرون يرون ان الانتخابات ستزور في كل الاحوال على أيدي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم انذاك والمنحل حاليا.

وامام مركز اقتراع في منطقة عابدين بالقرب من ميدان التحرير الذي كان معقلا للثورة أكدت شيماء فكري (25 عاما) وهي بدون عمل على أهمية المشاركة في العملية الانتخابية.

قالت "بشارك علشان مصر تبقى احسن. كلنا لو شاركنا هنعمل حاجة كويسة لمصر. شباب أو كبار لازم يبقى لنا دور."

وتشاركها الرأي سعاد نادر (19 عاما) وهي طالبة. وقالت انها تدلي بصوتها "علشان البلد تتعدل. مينفعش الاوضاع الحالية في البلد. الانتخابات هتساهم في تحسين الاوضاع وأي حاجة هتتعمل هتساهم في تحسين الاوضاع واحدة واحدة."

وقد بدأ الناخبون يوم الاثنين الادلاء باصواتهم في المرحلة الاولى لانتخابات مجلس الشعب التي تستمر يومين وتشمل تسع محافظات بينها العاصمة القاهرة. وتجرى الجولة الثالثة والاخيرة من انتخابات مجلس الشعب يوم العاشر من يناير كانون الثاني المقبل.

وسيتألف مجلس الشعب المنتظر من 508 مقاعد وستجري الانتخابات على 498 مقعدا وسيعين المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ سقوط مبارك النواب العشرة المتبقين.

ويرى الشباب أنه يجب توفر صفات في المرشح أهمها فهمه لمتطلبات الفترة الحالية من تشريعات وقوانين تمكن البلاد من اجتياز المرحلة الانتقالية بشكل سلمي وامن. وكان من أهم العوامل السائدة لترجيح كفة مرشح على اخر في السابق هي المعرفة الشخصية وتقديم الخدمات الشخصية للافراد.

وقال محب ميلاد (21 عاما) وهو طالب "أشارك علشان اللي يمسك البلد ويشارك في تأسيسها لازم يكون فاهم البلد وعارف اللي ينفعها وايه اللي يوقفها على رجليها."

ورغم مشاركته لا يزال الشك يساور ميلاد في أن هدفه سيتحقق بسبب ملاحظته "شراء بعض المرشحين للاصوات واستغلالهم لارتفاع نسبة الجهل بين الناس".

ويعيش نحو 40 بالمئة من المصريين على أقل من دولارين في اليوم كما أن ثلثهم أميون.

وقال رامي جرجس (25 عاما) وهو موظف بشركة "بشارك علشان ملاقيش في الاخر واحد مش مقتنع به."

ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم المشاركة في الجولة الاولى من التصويت 5ر 17 مليون شخص. والحد الادنى لسن التصويت هو 18 عاما.

وقال كثيرون من الناخبين الشبان ان هذه أول مرة يدلون فيها بأصواتهم في انتخابات تشريعية على الاطلاق مشيرين الى أن صوتهم بات ذا مغزى بعد الثورة.

وحين سئلت عن المعيار في اختيارها للمرشحين قالت أميرة سعد (21 عاما) انها بحثت وقرأت عن اتجاهات المرشحين والتيارات التي يمثلونها وستنتخب من سيعمل على تحقيق أهداف الثورة.

ووافقتها في الرأي هناء أيمن (22 عاما) التي قالت انها رشحت من أيقنت أنه شارك في الثورة منذ بدايتها وسيواصل العمل بأهدافها.

وستبدأ انتخابات الغرفة الثانية بالبرلمان وهي مجلس الشورى المؤلف من 270 مقعدا يوم 29 يناير كانون الثاني وتنتهي يوم 11 مارس اذار.

وستكون المهمة الاساسية للبرلمان المقبل بمجلسيه هي اختيار الجمعية التأسيسية المؤلفة من 100 عضو لصياغة دستور جديد للبلاد.

من محمود رضا مراد