يجهد اليمنيين في ترسيخ مبدا السلمية والتعايش المشترك واجتثاث ثقافة السلاح ، والقوارح ، ويواجهون النظام بصدور عارية منذ تسعة أشهر رغم أمتلكهم للسلاح ، بينما تجهد - جماعة الحوثي - لترسيخ مبدأ الجريمة والقتل حد تعبير أحدهم رافضا" مشاركة اليمنيين حلمهم الكبير ورافعا" شعار الموت في وجه كل من يخالفه، إذا يستغلون تدهور الاوضاع ، بسبب ما تعيشه البلاد من ثورة ليتوسعوا في محافظة حجة وبعض مديريات عمران في خطوة تهدف لعرقلة المشروع الثوري، وفتح جبهات جديدة نحن في غنى عنها ولا تخدم سوى النظام وتستهدف نسيج المجتمع وتهدده بالتفتيت حسب تعبير أحد شباب الثورة.

الذي أردف قائلاً : على الحوثيين أن لا يوغلوا في قتل الآخرين التماساً لروح الصرخة .. وأي صرخة هذه ..؟؟

مؤكداً أن رفضهم للمنهج المدني الذي جسدته الثورة اليمنية والذي سينحاز للإنسان لليمني وليس إلى طائفة ويقوم على الحرية ولا يجبر احدا على اعتناق مبادئه بالرصاص والرشاشات كما يجهدون الان مع ابناء حجة ، سيقودهم إلى الانتحار.

ويثير توسع الحوثي في مناطق شمال الشمال استنكار واسع في اوساط شباب الثورة الذين يشنون نقداً لاذعاً في صفحات الشبكة إلكترونية " الفيس بوك " .

صالح الحقب شاب اشتراكي وأحد شباب الثورة المرابطين في ساحة التغيير بصنعاء، يلصق في حائطه تعليق يخاطب فيه الحوثي قائلاً :إلى أين ياحوثي؟ لن تكون اليمن "حوزة دينية" ، ولن يتحقق لك تقدم أو انتصار بالقوارح وعلب الطلاء!

إلى أين ياحوثي؟ لا تستغل الوضع الذي تمر به البلاد لبسط نفوذك بقتل الأبرياء مستعينا" بتعزيزات الحرس العائلي . فمثلما أنهم لم يمروا فلن تمر أنت أيضا" ..

ويختتم صالح تعليقة قائلاً: إعقل ياحوثي ".

نقد الحوثيين يثير تخوف لدى البعض من أن ذلك سيقود إلى شق صف الثورة التي أسقطتهم في امتحانها ، بإعتبارهم أحد مكوناتها ، إلا أن ذلك يواجه بإجابة تبدوا اقرب إلى المنطق، تقول بإن الاجدر بأول كيان للثورة أن يسهم في الوصول بالثورة إلى بر الأمان ، لا أن يسعى لإشعال حرب جديده في محاولة للسيطرة على محافظات جديدة ، ووضع نفسه في موضع المعتدي؟

يبدا الكثير دهشته من الحوثي لا يزال يفكر بعقليات العصور الغابرة حيث الناس كانوا مجرد عبيد لأسرة أو طائفة محددة ومنهم الشاب كلية التجارة صنعاء ماجد جبران الذي أعتبر الحوثي خطر على نسيج المجتمع إذا لم يدخل اطار الملعب السياسي ويتخلى عن كونه جماعة عنف مسلحة..

وقال عليهم أن يدركوا بإن ثقافة تقديس الأولياء والأوصياء والأئمة الموغلة في العبودية والمذلة لكرامة الإنسان وحريته ، وتبرير الوصاية على الناس باسم الصلة والقرابة لأسرة النبي قد أنتهى.

ويجمع الكثير من شباب الثورة بأن على الحوثيين التحول من جماعة مسلحة إلى كيان مدني تحت إطار حزب سياسي ، ينبذ الافكار الشوفينية التي تؤمن بالتمايز العرقي والنقاء السلالي لأن الشعب لن يقبل بمثل هذه الافكار وسيرفضها بكل مكوناته .

وبرزت خلال الاشهر والايام الماضية تركيز الحوثيين على الجانب المسلح والسيطرة على عشرات المناطق في عدد من المحافظات الشمالية اليمنية لسيطرتهم.

وكانت جماعة الحوثي قد خاضت حتى نهاية عام 2009 ستة حروب مع الحكومة اليمنية، وتمكنت خلال تلك الحروب من السيطرة على محافظة صعدة بالكامل (242 كم) غرب العاصمة اليمنية صنعاء.

كما تمكنت من السيطرة على عدد من مديرات محافظة الجوف (143 كم) شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء.

وسيطرت جماعة الحوثي خلال اقل من شهر من اليوم على ما يقرب من 40 بالمائة من مناطق ومدن محافظة حجة شمال شرق العاصمة صنعاء ،التى تبعد عنها بحوالي 170 كم.