تعيش مدينة تعز في آخر أيام الشهر الأول من الاعتصام المفتوح المطالب بإسقاط النظام، حالة غليان نتيجة أعمال القمع التي يمارسها النظام بحق المعتصمين المطالبين بإسقاطه في الكثير من الساحات. وتزامنا مع سقوط 7 جرحى بينهم أثنين في حالة وصفت بالخطيرة.

وخرج الطلاب كالعادة من مدارسهم في مسيرات كبيرة تجوب الشوارع للمطالبة بإسقاط النظام ، قبل توجهم إلى ساحة الحرية،في حين أصبحت حصة يومية لهم بالإضافة إلى خروج الكثير من الطالبات في مسيرات مختلفة في نهاية اليوم الدارسيي وهن يرددن شعار واحد يطالب بإسقاط النظام، معلنات انضمامهن إلى الساحة.

في هذه الأثناء ذكر شهود عيان من مديرية المعاقر لـ(مأرب برس) أن طلاب المديرية خرجوا في مظاهرة سلمية تطالب بإسقاط النظام وإذا بالبلاطجه الذين يتبعون شخصيات عليا في الدولة - حسب قولهم- يهاجمونهم ويوقعون 7 جرحى أثنين منهم في حالة خطرة هما وديع مهيوب أحمد 20 سنة ومشتاق محمد أحمد عبده 14 سنة.

و ذكرت مصادر طلابية قيام العديد ممن تطلق عليهم هذه المصادر "بالبلاطجه" بالاعتداء على طلاب مدرسة 26سبتمبر مديرية المضفر متهمة مدير المدرسة بدعم"البلاطجة" للاعتداء على الطلاب الذين يهتفون بسقوط النظام كما تقدم العديد من طلاب مدرسة الوحدة ببلاغات إلى لجنة الشكاوى بنقابة المحامين حول قيام مدير المدرسة بتهديد الطلاب بالفصل وتوجية بعض البلاطجة لملاحقة الطلاب المشاركين في الاعتصام. 

في غضون ذلك أصدرت هيئة التدريس بجامعة تعز بيان نقابي أعلنت فيه انضمامها إلى المعتصمين في ساحة الحرية للمطالبة بإسقاط النظام وأدانت بشدة كل أعمال القمع التي تقوم بها السلطة في حق المعتصمين في ساحة التغير بصنعاء .

كما أنضم إلى المعتصمين ضابطين من قوات الجيش وأخر من البحرية. وقال لمراسل "مأرب برس" بتعز الملازم أول عادل قائد عباسي الشميري أحد الضباط في المنطقة الشمالية الغربية قوات كتائب التأمين القتالي :" نحن في الجيش منذ عام 1990م شاركنا في سبعة حروب 6 منها في مقاتلة الحوثي والسابعة حرب94م معارك شرسة حفاظا على بقاء علي عبد الله صالح رغم أن مهمتنا حماة الوطن كما يسموننا وقد حان الوقت أن نحمي الوطن والمواطن وننظم إلى المعتصمين كما هي مهمتنا وهذا هو واجبنا كجيش بأن نحمي الوطن من أي اعتداء على سيادة الوطن أو المواطن" .

ودعا الشميري زملائه ومنتس بي القوات المسلحة والأمن إلى العمل بقدر القسم الذي أقسمناه بحماية المواطن وليس بقمعه وأن لا ينفذوا أي أمر كان من أي مسئول كان لقمع المواطن"- وفق قوله. 

وقدم أبناء مديرية خدير تعز ما يقارب 20سيارة محملة بالمواد الغذائية وأنواع الكيك والمياه للمعتصمين في ساحة الحرية كأقل واجب يقدمونه لهؤلاء الأبطال حسب قول أحدهم.

مركز المعلومات يناشد كافة القوى لحماية الشباب المعتصمين من نوايا اقتحام مبيتة

ومن جانبه ناشد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان HRITC ومعه منظمات المجتمع المدني بتعز كافة القوى الوطنية والسياسية والنشطاء ومختلف التكوينات الجماهيرية لحماية الشباب المعتصم في ساحة الحرية بتعز . مشيرا في بلاغ صحفي- تلقى مأرب برس نسخة منه- إلى تلقيه أنباء عن نية الأجهزة الأمنية اقتحام الساحة والاعتداء على المعتصمين بحجة أن هناك توسع في عدد الخيم في شوارع قريبة من الساحة.

وحذر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان من مغبة القيام بمثل هذه الأعمال التي قال أنها:" لن تكون نتيجتها إلا المزيد من سفك الدماء وقتل الأبرياء وجرح المعتصمين وان مثل تلك المحاولات لن تحقق أي أهداف أخرى ولن تثني الشباب عن ميسرتهم السلمية".

وقال المركز في بيان له- أصدره اليوم الأحد- انه يسود نوعاً من القلق الحقيقي في مدينة تعز من احتمال قيام وحدات عسكرية بالاعتداء على المعتصمين كما حدث في مديرية المعافر والتخطيط لرسم سيناريو لاقتحام الساحة كما حدث في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء.

وجدد المركز مناشدته لكل القوى بسرعة التحرك لحماية الشباب المعتصمين سلمياً ويحمل السلطات مسئولية ما قد يحدث .