آخر الاخبار

صلاح يحقق إنجازا تاريخيا في الدوري الإنجليزي الممتاز الكشف عن افتتاح خط شحن بحري جديد بين العدو الإسرائيلي ودولة عربية بمشاركة اليمن والسعودية والأردن ومصر وجيبوتي.. انطلاق تمرين «الموج الأحمر 7» لتعزيز الأمن البحري الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار

الصالحي يكتب: الشعب لن يثور لأجل الانتخابات.. لكنه سيخرج وأكفانه على سواعده من أجل لقمة العيش.. وثورتا تونس ومصر أنهتا التوريث

السبت 12 فبراير-شباط 2011 الساعة 09 مساءً / مأرب برس- محمد الصالحي:
عدد القراءات 11693
 
 

نستطيع أن نقول الآن وبعد تهاوي عرش حسني مبارك: وداعاً للتوريث في البلدان العربية، ويحق لنا أن ننسى مصطلح التمديد؛ لأن يوم الـ17 من ديسمبر/ كانون الأول, لم يكن يوماً عادياً في تاريخ الأمة العربية، فقد شهد إحراق الشهيد التونسي محمد البوعزيزي, صاحب الــ26 ربيعاً, لنفسه محتجاً على وضعه الاقتصادي ليوقد شرارة ثورة الياسمين التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في الـ14 من يناير.

لم تتأخر أرض الكنانة, لتعلن ثورة هي الأعظم على مستوى العالم, وانبثقت عبر التكنولوجيا.. شارك فيها عشرات الملايين واستمرت 18 يوماً لتجبر حسني مبارك على التنحي مرغماً بعد عناد لم يدم طويلاً، ومن جميل الصدف أن الرئيسين المخلوعين غادرا كرسي الرئاسة في يوم الجمعة.

لقد أثبتت الثورة المصرية ومن قبلها الثورة التونسية عظمة الأمة العربية ومدى قدرتها على التغيير وخلعت عنها رداء الخنوع والطاعة للظلمة؛ لأن الجميع تسرب إليهم اليأس من الشعوب العربية بعد تعرضهم لنكبات متتالية وهزائم مريرة منذ مطلع القرن الفائت.

ثورتا الياسمين والــ25 من يناير غيرت الكثير من المعطيات على الساحة الإقليمية والدولية وأعادت حسابات كثيرة، وأطاحت بزعماء موالين للقوى الغربية لتكشف أن ثورات الشعوب لا يقف أمامها أي قوة على الأرض, وجعلت القوى العظمى تتعامل مع هذه الثورات الشبابية بإيجابية وتعترف ضمنياً أن الطرف الأقوى في المستقبل القريب على الساحة الإقليمية سيكون للعرب.

لقد ألغت ثورات الشباب التمديد والتوريث لدى الأنظمة الجمهورية وخصوصاً في اليمن وليبيا.. فقد أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح, بعيد اندلاع الثورة المصرية بأيام, عزمه التنحي عن الرئاسة مع انتهاء فترته الرئاسية الأخيرة بحلول العام 2013م, معلناً في نفس الوقت عدم توريث كرسي الحكم لنجله أحمد- قائد الحرس الجمهوري الذي يعد أحد أهم أقطاب الجيش اليمني. أما الزعيم الليبي فلا يزال يتراوح مكانه بين تصريحات غريبة عجيبة.

الرئيس صالح قد يكون أحسن الزعماء العرب في استيعابه للدرس من خلال مبادرته التي أطلقها الأربعاء, الـ2 من فبراير الجاري، والتي حاول من خلالها تلبية طلبات المعارضة وتفادي مصير بن علي ومبارك.. وبرغم التعقل الذي أبدته المعارضة تجاه الحاكم بصنعاء, لكن ذلك لا يمنع من الترقب الحذر فيما قد تؤول إليه قادم الأيام..

المخلوع مبارك ظل حتى مساء الأمس, الجمعة, مراهناً على التحالفات القديمة التي أنشأها لتعزيز موقفه وفك حصار الشعب العنيد الذي خنقه.. لكن تلك القوى لم تستطع تقديم المساعدة له برغم محاولاتها المتكررة, ولعل الحليف الأمريكي ظل ممسكا العصا من الوسط, في الصباح مع مبارك وفي المساء مع الشعب.. السعودية وعدت مبارك بتقديم الدعم في حال قررت أمريكا قطع المساعدات عن مصر في حال استمرت المظاهرات، ونقلت صحف غربية أن إسرائيل والإمارات والأردن بالإضافة إلى السعودية تعهدوا بتقديم ما يزيد عن مليار دولار سنوياً لمصر إذا ما ظل حسني مبارك على هرم السلطة..

والمخلوع مبارك يعد من أقوى الزعامات العربية ولديه نظام بوليسي قمعي, ويجد دعما غير محدود من الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا ودول الخليج.. فيما الرئيس صالح لا يحظى بكل تلك الامتيازات.. وقد تجد الكثير من البلدان المحيطة باليمن في زوال نظامه بطريقة مصر وتونس خطوة إيجابية؛ لكثرة المشاكل التي يفرزها ويصدرها إلى دول الجوار.

على الرئيس اليمني صالح أن يتابع بتمعن آلة الإعلام المصري الرسمي والحزب الوطني في مصر، كيف انقلبت تصريحاتهم بين عشية وضحاها, وأصبح الرمز البطل الزعيم الملهم القائد مبارك اليوم إلى فاسد ومستبد وما إلى ذلك, وهم من قدسوه بالأمس؛ لأن صالح يستطيع عندها أن يفهم ولو لساعة واحدة كيف يقتلع أخطر الشاتمين قبل أن يتفننوا في شتمه؛ لأن لديهم مخزونا ضخما من الألفاظ والمصطلحات النائية، التي لم يتعود عليها كبار الكتاب ورجال الإعلام في المعارضة والمستقلين.

على صالح أن يعجل في الإصلاحات وأن يسمع للشعب والمخلصين والابتعاد عن زمرة (أحمد عز) الفاسدين الذين لن يقفوا في صفه إذا ما ادلهمت الخطوب, بل سيحمّلونه كل مشاكل اليمن ومصائبه.

لابد من حل القضية الجنوبية بأسرع وقت, والتعامل معها تعاملا مسئولا بعيداً عن المكابرة, وهو القائل في خطاب له منذ أيام إنه ليس من العيب أن تقدم تنازلات من أجل اليمن.. فعليه أن يعلم علم اليقين أن الجنوب هو الثغرة التي قد ينفذ إليها الطامعون في انفصال جنوب الوطن عن شماله.

وبعد القضية الجنوبية هناك معضلة كبرى, وهي الحركة الحوثية في شمال اليمن, والتي إن لم تجد لها حلولا جذرية, فستغرق اليمن في وحل المذهبية والنعرات الطائفية، بل قد تمتد إلى حرب أهلية لا قدر الله.

وقبل كل تلك المشاكل, تأتي المعضلة الاقتصادية التي تكاد تعصف باليمن في ظل توسع رقعة الفقر، وتدنى دخل الفرد اليمني، وانتشار الفساد بشكل كبير وتفشي المحسوبية والوساطة والرشوة على مفاصل البلد، وسيطرة أبناء المسئولين والمقربين من الرئيس على الحركة الاقتصادية في البلد وتوغلهم في الشركات النفطية والاستحواذ على المقاولات الكبرى، ودس أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة يجنوا منها المال.

إن الشعب لن يثور لأجل الانتخابات, لكنه سيخرج وأكفانه على سواعده من أجل لقمة العيش.

مبارك مهد كل الطرق لـ"جمال مبارك" لتولي الحكم وطمع في الكل, ولكنه في عشية وضحاها ترك الكل.

فهل تم استيعاب الدرس سيادة الرئيس؟؛ لأن الوضع اليمني يتطابق مع الوضع المصري في كثير من الأمور التي أثارت الشعب المصري الذي خرج عن بكرة أبيه يطالب برحيل الطاغية حتى أسقطه وجعله يتنحى صغيراً.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن