اختتمت اليوم بصنعاء فعاليات الدورة التدريبية الخاصة بـتدريب الإعلاميين في مفاهيم الحكم الجيد وأساليب التوعية الإعلامية بها التي نظمها المنتدى الاجتماعي الديمقراطي بالتعاون مع مؤسسة المستقبل .

وشارك في الدورة من 30 صحفي وصحفية من مختلف الوسائل الإعلامية بحضور الأخ ياسين عبده سعيد عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد رئيس قطاع الإعلام والأخ نبيل الأسيدي رئيس لجنة التدريب والتأهيل بنقابة الصحفيين اليمنيين ، وفي حفل الاختتام شكر الأمين العام للمنتدى الاجتماعي الديمقراطي نبيل عبد الحفيظ ماجد المتدربين على تفاعلهم مع الدورة التدريبية وتمنى أن تثمر نتائجها من خلال أداءهم المهني وأعمالهم الميدانية فيما أوضح الأستاذ مجدي حلمي مدرب الدورة أن الهدف العام من الدورة التي استمرت ثلاثة أيم هو خلق أطار عام للعمل المشترك بين الإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني إضافة للهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد.

وتحدث الأخ ياسين عبده سعيد عضو هيئة مكافحة الفساد عن دور الهيئة قائلاً بأنها تعمل وفق معايير وقوانين أساسية ومحدده وأن قوانينها قد أكدت على أن الإعلام شريك أساسي في مكافحة الفساد من خلال تسليط الأضواء على مكامن الفساد وتتبعه وتقديم بياناته للرأي العام.

وأضاف ياسين أن الهيئة قد كلفت مختصين لعمل تقرير يرصد جميع قضايا الفساد التي نشرت عبر وسائل الإعلام خلال العامين 2008-2009 وهما في صدد دراستها وإبداء المواقف المناسبة إزاءها مضيفاً أن الهيئة ومنذ إنشائها قد تلقت نحو 60 قضية فساد منها 30 قضية تم إحالتها إلى النيابة فيما لا تزال 30 قضية في إطار التحقيق والتحري .

من جانبه طالب نبيل الأسيدي رئيس لجنة التدريب والتأهيل في نقابة الصحفيين بعدم تحميل الصحفي أكثر مما يحتمل مؤكداً بأن الصحفي هو أكثر الأطراف التي تتعرض للتضليل والحجب وأن الصحفي يبذل جهداً كبيرا للحصول على المعلومة الصحيحة مستخدما علاقاته في بعض المصادر في الوقت الذي تعتمد بعض الجهات أسلوب تكذيب المعلومات التي قد تكون في بعض الأحيان غير صحيحة وغير دقيقة.

وأضاف بأن القوانين تؤكد حق الحصول على المعلومة واتخاذ إجراءات عقابية ضد من يقوم بحجب المعلومة.

ودعا الأسيدي هيئة مكافحة الفساد إلى إبداء تعاون أكبر مع الصحفيين حتى تكون الشراكة حقيقية منتقداً القوانين الخاصة بالهيئة التي تقول أن الإعلام شريك أساسي في مكافحة الفساد وفي نفس الوقت تجرم النشر قبل صدور أحكام إدانة.

الدكتور عبد الباقي شمسان أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء معد دراسة اللامركزية الإقليمية في الجمهورية اليمنية مقاربة من منظور الحكم الجيد تحدث بدورة عن الحكم المحلي وأهمية اعتماد نظام اللامركزية التي قال أنها آلية هامة جداً لتنظيم أموال الدولة ومطلب ديمقراطي ملح منتقداً القانون اليمني الذي قال أنه لا يتفق أبدا مع الحكم الرشيد وطالب شمسان بدور أكبر للإعلام خصوصاً فيما يتعلق بمعرفة الحكم المحلي وقضاياه وإجراءاته كونه مرتبط بقضايا المواطنين وحياتهم اليومية وأن مكافحة الفساد يجب أن تبدأ من هذا المنطلق .

بدوره ألدكتور علي البريهي وصف جريمة حجب المعلومة بأنها أكبر جريمة قتل يتعرض لها العقل البشري معتبراً بأن ثلاثية (حرية المعرفة، حرية القول ، حرية البحث) يمكن أن تخلق قاعدة أساسية للانطلاق نحو تغيير واقعنا وإلى عالم أفضل، وأضاف البريهي بأن الحكم الرشيد هو الوحيد القادر على أن يجعل من الإعلام شريكاً أساسياً في مواجهة الفساد كما أن الإعلام بدوره هو الوسيلة الوحيدة التي من خلالها يستطيع أن يجعل من الرأي العام شريكاً فاعلاً في صناعة القرار.

وفي نهاية الحفل تم تكريم المشاركين في الدورة التدريبية وتوزيع الشهادات عليهم من قبل الأمين العام للمنتدى الاجتماعي والمدرب الخارجي مجدي حلمي والمدرب المحلي طلعت العريقي وممثل مؤسسة المستقبل طه الرعيني .